اشعال الحروب الاهلية سهلة لاسيما في المجتمعات المليئة بالتناقضات والاختلافات العرقية والطائفية مثل المجتمع السوري . اما انهاء تلك الحروب فهو صعب للغاية وقد تنتهي الى نتائج كارثية وسوريا اليوم تقترب من تلك النهايات الانتحارية بشكل يكاد يكون متعمدا .
سوريا في حرب اهلية منذ اكثر من خمس سنوات . حرب همجية ووحشية تقضي على الاخضر واليابس وتمزق ما بقي من لحمة وتاريخ مشترك في المجتمع السوري .
السوريون اليوم هم امام فرصة تاريخية نادرة لانهاء هذه الحرب المجنونة والانتقال الى بناء سوريا جديدة وديمقراطية ومدنية وحضارية &.
هذه الفرصة الذهبية موضوع البحث حظ من السماء وفرصة نادرة الحدوث حيث اننا نرى لاول مرة في التاريخ الحديث هذا التوافق بين اكبر قوتين عالميتين على حل ازمة مستعصية كالازمة السورية التي تحولت الى نزاع طائفي شاملة المنطقة باكملها .&
لولا هذا الانسجام الروسي ــ الامريكي لكانت الحرب الاهلية الحالية ستمتد الى عشر سنوات اخرى &و بضراوة ووحشية وشراسة اشد .
هل يمكن ان ننسى الحرب الاهلية اللبنانية التي &استمرت خمس عشرة عاما في التاريخ القريب جدا ؟
في الحروب الاهلية ليس هناك غالب او مغلوب لا سيما اذا تحولت الى حرب بالوكالة بين القوى الاقليمية المتصارعة على الارض السورية كما هو الحال الآن.
الكل خاسرون وخاصة ابناء الطبقات الفقيرة .
لن يهزم النظام المعارضة ولا الاخيرة تستطيع الانتصار على النظام .
الحرب الاهلية نار مشتعلة والجميع يغذيها بالوقود الذي لا ينضب .
الحرب السورية تحولت تماما الى صراع على السلطة وكل ما عدا ذلك من شعارات براقة ووعود معسولة هي مجرد اكاذيب ودجل وخداع .
كل مايحدث من قتل وتدمير يتم باسم الوطن والديمقراطية والدين ووو....الخ . كل ذلك كذب ودجل وافتراء .&
هل يتم بناء الاوطان والديمقراطية والرفاه بانهار من الدماء وابنية ومؤسسات بالهياكل العظمية ؟&
فكل الارض السورية لا تساوي ظفر طفل سوري بريء ولا تضاهي آلام وعذابات ام سورية تفقد ابناءها .
النار تحرق المكان الذي سقطت عليه وهي في سوريا تحرق قلوب الامهات الثكالى والايتام .
الحرب السورية لن تنتهي الا من خلال التنازلات وليس من خلال فرض الارادات .
كل مكون او قوة سياسية او عسكرية او عرقية او دينية عليه ان يعلم ان الحل يكمن في التنازل او التخلي عن اهداف او طموحات كان قد وضعها نصب عينيه في البدايات .
الحلول تأتي فقط من خلا ل التوافقات وليس بالقوة والعنف والعراك .
التسريبات حول دستور يتم تداوله في موسكو خطوة هامة على طريق الحل ويجب عدم التفريط به بل يمكن مناقشته وتعديله . ولكن كالعادة سيظهر الرافضون لمشروع الدستور الروسي لا لشيئ وانما فقط لانه ياتي من روسيا .&
الرافضون معظمهم ينتمون الى الذين يريدون الوصول الى السلطة ويستفيدون من استمرار الحرب .
يجب تغليب العقل والمنطق على العواطف والغرائز والا فالنهايات كارثية للجميع دون استثناء .
باختصار علينما جميعا تجرع مقدار من السم في سبيل الوصول الى الحل ووقف هدر الدماء والتدمير والتهجير والعذاب .
&
كاتب كردي سوري
&