&

من المعلوم ان يوم 24 نيسان من كل عام هو يوم خالد بالرغم من ماساويته فى تاريخ الشعب الارمنى البطل و المكافح من اجل الحياة و الحرية و الاستقلال، ويوم اسود و بصمة عار فى جبين كل الحكومات التركية على مر الزمان )) العثمانيين و الاتاتوركيين و حتى الاردوغانيين اليوم.(( لذلك يجب ان يعاقبوا على كل الاعمال اللاانسانية التى ارتكبوها بحق شعوب المنطقة التي كانت ضمن حكم الامبراطورية العثمانية الظالمة و الدولة التركية الجديدة الفاشية الاتاتوركية لشعوب الارمن و الكرد و الجركس و العلويين و العرب و اليونانين و الاشورين و الكلدانيين...الخ.

ان مذابح الارمن والكرد جريمة انسانية كبيرة فى التاريخ الحديث على يد السلطات العثمانية الغابرة و المقبورة منذ عام 1896 -1894 و اعوام 1915-1923، تلك الجرائم التى ارتكبوها بحق الارمن و الكرد معا بدون ذنب يرتكبونه، فقط لانهم من غير الجنس التركي و هذه الشعوب هي عريقة و اصيلة و يعيشون على اراضيهم التاريخية و يطالبون بالحرية و الاستقلال مثل باقى شعوب المنطقة.

ان الارمن و الكرد لهما تاريخ و جغرافية مشتركة منذ قدم التاريخ و هم يعيشون على ارض اجدادهم قبل الاتراك وعندهم الامبراطوريات و الحكومات و الامارات المستقلة و القوية لزمن يعود الى ماقبل الميلاد.ولهم دور مشرف فى بناء الحضارات و التقدم و العيش المشترك بين الاقوام و الشعوب في المنطقة.

الارمن و الكرد كافحوا و ناظلوا من اجل الحرية و الاستقلال و لهم تاريخ مشترك فى النضال ضد الخلافة العثمانية اللااسلامية و اللا انسانية طول فترة حكمهم التي امتدت لاكثر من 500 عام حكموا فيها شعوب المنطقة بالحديد و النار.أن الارمن و الكرد لم يباعوا السطات العثمانية و التركية عن طيب خاطر ولكن كتكتيك سياسى و عبور للمرحلة وعايشوهم بهدوء ضمن حدود الامبراطورية المريضة و الشريرة، ولكن هم دائما يرون فى الانتفاضات و الثورات المسلحة طريق للنجاة و الحرية و الاستقلال. و لهم كفاح مشترك على المستوين السياسى و الشعبى ضد السلطات العثمانية و التركية معا، وتعاونوا فى كل المجالات و بكل الوسائل السياسية و الاقتصادية و العسكرية من خلال الثورات المشتركة كانتفاضة شيخ عبيدالله النهرى 1880-1881 و انتفاضة بدليس فى عام 1913-1914 بقيادة شيخ سليم وشهاب الدين النقشبندى و انتفاضة شيخ سعيد بيران عام 1925 وانتفاضة اكرى داغ (( اراراط)) بقيادة جنرال احسان نورى باشا عام 1927-1930 و بينهم ميثاق موقع بين قيادة الجمعية الخؤيبون الكردية و ممثل حزب طاشناق(( الاتحاد الثورى الارمنى)) التى اسست عام 1890تنص على التعاون المشترك بكل الوسائل الممكنة داخل تركيا و خارجها و اما على المستوى العالمي و المجتمع الدولى تبنوا تهيئة الحشود لجمع المساعدات السياسية و الاقتصادية لحل المسألة الارمنية و الكردية معا. وخير دليل على هذا التعاون هو الاتفاق و البيان المشترك الصادر من قبل الوفدى الكردى و الارمن فى باريس عام 1920 فى مؤتمر سلام المطالب بحقوق الكرد و الارمن.

ويصادف يوم 2 حزيران2016 الاجتماع البرلمان الالمانى و التصويت باغلبية ساحقة حول تعريف المذابح الارمنية التي قامت بها السلطات العثمانية بجريمة (( الابادة الجماعية))وهذا خير دليل على مظلومية الارمن و جريمة تاريخية تركية عثمانية بحق شعوب المنطقة, وعليهم دفع ضريبة جريمتهم النكراء هذه و كدليل على التعاون و نصرة الشعوب وحكومات العالم للمسالة الارمنية و مظلوميتهم التاريخية و اعادة الحق لاصاحبه، كما يقولون (( لا يضيع حق وراءه مطالب مهما مر الزمان و مهما طال ايدى العدو)).

من المعلوم لحد الان اكثر من 20 دةولة اعترفت بجريمة الابادة الجماعية للارمن التى راح ضحيتها 1500000 ارمنى بريء و بنو اكثر من 135 نصب تذكارى فى 25 بلدا للمذابح الارمنية،فهنيأ للشعب الارمنى البطل و المكافح استرجاع حقوقهم، وهنا اقول ان الكفاح الشرعى المشترك والتعاون الصادق مابين شعوب المنطقة وخاصة الكرد و الارمن لكشف حقيقة المذابح و الجرائم التي مورست بحقهم امام اعين العالم الحر كفيل بالنجاح و الانتصار الكبير معا على السياسات الخاطئة للسلطات التركية.

وخلال الشهر الجارى زار السفير الارمني فى العراق اقليم كردستان الجنوبي من اجل احياء الصداقة و الاخوة التاريخية مابين الكرد و الارمن و زار سفير ارمينيا مدينة حلبجة الشهيدة و راى بام عينه مذابح الكرد على يد السلطات البعثية فى العراق من قتل و تشريد اكثر من 15 الف مواطن كردى و هدم لمدينة بكاملها على رؤوس مواطنيها بالاسلحة الكيمياوية عام 1988، كجريمة مشتركة و مماثلة للشعبين الصديقين،و فى جو اخوى و صداقة تاريخية روحب بزيارة السفير الارمنى و من جانبه وعد السفير بتطوير العلاقة السياسية و الاقتصادية و الثقافية مابين الشعبين الكردى و الارمنى.

واخيرا اصبحت مذابح الارمن هوية تاريخية لشعب مكافح كما اصبحت مدينة حلبجة الكردية رمزا للمذابح والابادة الجماعية للكردمع عمليات الانفال السيء الصيت مابين عامى 1987-1989التى راح ضحيتها اكثر من 182 الف مواطن كردى بريء و هذا خير دليل على مصير مشترك للشعبين العريقين فى المنطقة وعليهم بتعاون و تكاتف وثيق وخصوصا انهم يرتبطون بنضال مشترك قوى و فاعل على كل المستويات من اجل حشد الهمم لجمع اكبر عدد من الاصوات للدول للاعتراف بحقوقهم وبيان مدى بشاعة الجريمة العثمانية التركية بحقهم على مستوى المنطقة والعالم. لابد ان نعلم بدون التعاون و الكفاح المشترك مابين الكرد و الارمن لاستعادة حقوقهم المشروعة لا يمكن الوقوف بوجه عنصرية و عنجهية السلطات التركية الغاشمة و الفاشية.وان لا نترك المجال للعدو المشترك فى تاجيج الخلافات و اشتعال نار الفتنة كما فعلوه ايام العثمانيين و يجب على المثقفين الكرد و الارمن ان يفتحوا صفحة جديدة من النضال و التعاون و الصداقة المشتركة لتثقيف المواطنين الكرد و الارمن لاسترجاع حقوقهم القومية و التكاتف و التعاون المشرك كما فعلوا اجدادهم فى الماضى و ان يجتنبوا من العنصرية و العصبية والتشدد القومية و الدينية ما بينهما، فقط بتعاون و الاتحاد و التنسيق المشترك نامن مستقبلى شعبينا فى الحرية و الاستقلال التام و بناء دولتنا القومية الحرة على اراضينا التاريخية.

كاتب كردى من كردستان العراق

[email protected]