&مع ما تشهده العلاقات بين (حركة التغيير والحزب الديمقراطي الكردستاني) من تصعيد وتبادل التراشقات والمهاترات الاعلامية واثارة الفضائح والسعي لتكسير الآخر وتبادل الاتهامات بالمسؤولية عن أزمات كردستان، طالب المدعي العام في مدينة اربيل قبل ايام بمثول المنسق العام لحركة التغيير السيد (نوشيروان مصطفى ) أمام المحكمة للتحقيق معه حول اتهامات على خلفية نشر فيديو عن توجيه تهديدات لمؤسسات أجنبية عاملة في الإقليم.

وكشف المدعي العام في أربيل، عن إرسال طلب رسمي من المحكمة إلى المنسق العام لحركة التغيير، للحضور أمام العدالة والإجابة على أسئلة المحكمة حول تسجيلات صوتية هدد فيها ( مصطفى ) باستهداف الدبلوماسيين وممثلي الدول الأجنبية الموجدين في إقليم كردستان.

ومن جانبها نفت حركة التغيير صحة التسجيلات المنسوبة إلى رئيسها وما ورد فيها، واعتبرت القضاء في اربيل (مسيسا وموجها من الحزب الديمقراطي).

وفي نفس السياق انتقد الحزب الديمقراطي الكردستاني في بيان له مؤخرا الاتفاق السياسي الذي تم توقيعه بين حركة التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني.

وقال الناطق الرسمي للديمقراطي الكردستاني، ان الاتفاق يؤدي إلى تعميق الخلافات الداخلية وتصعيد الأزمات في الإقليم، و ما لا يصب في صالح معالجة المشكلات المستعصية، وسيعود بالإقليم إلى (الأوضاع المتشنجة السابقة )......!!&

نعم...مرة اخرى تصاعدت دقات طبول الفتنة والخلافات الداخلية في اقليم كردستان بين (حركة التغيير والحزب الديمقراطي الكردستاني) وخاصة بعد ان تطورت مؤخرا الخلافات بينهم ودخلت في منعطف خطير يهدد سلامة الاقليم وشعبه، وخاصة بعد ان تمسك كل من الطرفين بمواقفهما الحدية وآرائهما الحزبية الضيقة والتي لاتخدم غير الاعداء.

هناك خشية حقيقية في الشارع الكردستاني، من اتساع الفجوة بين الحزبين ( التغيير والديمقراطي ) نتيجة التحزب الضيق، والحرب الاعلامية والتراشقات وﺘﺨﻭﻴﻥ ﺍﻵﺨﺭ ﻭﺇﺩﺍﻨﺘﻪ والاتهامات المتبادلة بينهم وغيرها من الامور التي تثير قلق المواطنيين الكردسانيين، وذالك بسبب سوء تقدير الحزبين للوضع الحالي وما يحمله من مخاطر جدية تجاه الاقليم وشعبه، بالاضافة الى مساعي القوى الاقليمية وشبكاتها التخربية، التي لم يرق لها نجاح التجربة الكردستانية وسعت ولاتزال تسعى جاهدا لافشالها بمختلف السبل.

ان رفض طريق التنافس السلمي بين الاحزاب الكردية، يفسح المجال لفرض الامر الواقع بالقوة، ويودي الى اعادة استخدام العنف وسفك دماء الابرياء ولا يستفيد منه غير اعداء الشعب الكردي، وخاصة نحن نواجة اليوم حملة ارهابية داعشية شرسة، اضافة الى المؤامرات الاقليمية التي تحاك ضدنا.

وهنا اوجه ندائي لكل المثقفين الحقيقيين وخاصة المثقفين الشباب واقول : اين دوركم من اخماد نار الفتنة و وعدم الانجرار وراء أي دعوات حزبية مقيتة لتاجيج الصراع والفتنة نعم الفتنة التي لا تخدم أحد؟ الا تسمعون معي اصوات قرع الطبول الحرب بين الاخوة الاعداء؟ الا تعرفون ان الخاسر الوحيد في اشعال نار الاقتتال هو الشعب؟ الا تعرفون بان الإعلام الديماغوجي الحزبي لا يبني وطنا ولا يجمع شعبا.

ارفعوا اصواتكم عاليا ونددوا بالاصوت النشاز لـ(اشباه المثقفين والكتاب والاعلاميين الحزبيين) الذين يطبلون ويزمرون لتأجيج الفتنة والصراع الحزبي بكل الطرق ومن اجل مصالحهم ومصالح احزابهم ( او بالاحرى شركاتهم الربحية).

اخيرا أقول: إن ما يجري اليوم بين (حركة التغيير والحزب الديمقراطي الكردستاني )تحديدا هو تمهيد لتكرار (أحداث التسعينات والمعارك الدموية المريرة القاتلة بين الاخوة الاعداء) و التي سيكون طرفاها هما (الشعب و الشعب).&

اختتم مقالتي بمقولة الدكتور والمفكر(علي شريعتي) في هذا الجانب قد تختصر كل المعاني وهي: (على المثقف أن يقوم بدور النبي في الهداية و الإرشاد الى الحقيقة و قيادة الوعي بعد ختم النبوة).&