&

1

ليس في اخبار العالم ما يريح بل كل ما نسمعه اخبار تفجيرات القتل وضحاياها بالمئات واخبار أطفال يختطفون لياسقوا الى ساحات القتال واخبار البراميل المتفجرة في سوريا وأمثال ذلك من الاخبار المرعبة.&حتى المناخ في أوروبا لعبت به أهواء الطبيعة لينقلب الصيف خريفا والربيع شتاءا والشتاء بلا هوية. وأود هنا التوقف لدى حدثين هامين جريمة إسطنبول وتقرير اليونيسيف عن أطفال العراق.

إن جريمة داعش في مطار إسطنبول تذكر بسلسلة جرائم داعش في فرنسا وفي بلجيكا وأخيرا في كرادة بغداد وفي بنغلادش. انها جرائم تدل من جديد على مدى وحشية وخسة وجبن الداعشيين الذين أصبح كل منهم حرا في اختيار الهدف لإلحاق أكبر ما يمكن من الأضرار البشرية والدمار. والملاحظ ان هذا التنظيم الوحشي لا يعلن دوما عن كمسؤوليته فهو يعلنها مرارا ولا يفعل ذلك هنا وهناك، لأسباب محسوبة لديه.

ان تركيا اردوغان قد اقترفت أخطاء جسيمة في السنوات الماضية حين غضت النظر عن تسلل الآلاف من متطوعي داعش ومن مختلف البلدان إلى سوريا عبر أراضيها، ربما من منطلق كراهية الأكراد حيث ان داعشا يشارك أردوغان في ذلك، وإما لحسابات خاطئة بأن داعشا سيسكون عدوا صارما للنظام السوري، فإذا به يصون نيرانه أولا إلى المعارضة السورية المسلحة. وقد كشفت محطة سكاي نيوز منذ حوالي شهر وثائق وبينات تدل على وجود نوع من العلاقات بين النظام السوري وداعش ولا سيما فيما يخص احتلال تدمر. ومما يلفت النظر هنا ان تنظيم داعش ترك المدينة دون الحاق اضرار كبرى في الآثار النفيسة بالعكس مما فعله في نينوى. وربما ادركت تركيا فيما بعد ان مصلحتها في مواجهة داعش وليس العكس فسمحت للطائرات الأميركية استخدام قواعدها لهذا الغرض. وطبيعي أن يثير هذا الموقف الجدي غيض الداعشيين فانتقلوا الى الأراضي التركية لتنفيذ عمليات إجرامية. وتبين ان مجرمي المطار كانوا قادمين من جمهوريات إسلامية ضمن الاتحاد الروسي. ان تركيا تدفع ثمن الحسابات الخاطئة تحت شعار عدو عدوي حليفي. اننا نتضامن مع الضحايا ومع الشعب التركي وان على فريق اردوغان ان يسلك

سياسات سليمة وان لا يتقوقع في هوس العداء للكرد بل ان عليهم اليوم المشاركة الفعلية والفعالة في محاربة داعش في سوريا.

&

2 وانما أطفالنا

قال الشاعر العربي القديم "وإنما أطفالنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض" ولكن الأطفال في عالم اليوم في مناطق النزاعات والأزمات صاروا في مقدمة ضحايا الطغيان والإرهاب والحروب، كما ضحايا العجز الدولي.

نكتب هذا بمناسبة صدور تقرير منظمة اليونيسيف الدولية المختصة في رعاية الأطفال، عن عمليات الخطف الجماعي المستمرة في العراق لغير البالغين ولا سيما ما قام ويقوم به داعش من خط\ف المئات في نينوى وغيرها ولاسيما من بين الأقليات الدينية واستخدامهم في عمليات عسكرية والمتاجرة بأعضائهم وهناك عدا داعش عصابات ومجموعات كانت ولا تزال منذ سنوات تختطف الأطفال طلبا للفدية أو للأغراض الجنسية. ويؤكد التقرير ان حوالي أربع ملايين طفل عراقي بحاجة الى اوليات المساعدات الإنسانية.

إن حكام العراق مقصرون تماما في حماية أطفالنا كتقصيرهم في رعاية امن البلاد والمواطنين، وفي حماية ثروات البلاد من النهابين السلابين. لحد يومنا لم تقدم الحكومة عضوا واحدا من أعضاء الميليشيات الطائفية المسؤولة عن أعمال القتل والتعذيب الطائفيين إلى العدالة. ولا حاسبت أي واحد من كبار الفاسدين وصغارهم وهم معروفون ومنهم من ينتمون الى حزب العبادي وتنمرون في البلاد. فكيف يجرؤ العبادي على تقديم المتهمين من أراد الميليشيات إلى القضاء مع أن قيادات هذه الميليشيات تستمع لقاسم سليماني قبل الالتفات الى العبادي وحكومته. وبقدرة قادر صار سليماني هذا مستشارا عسكريا للعبادي والمثل يقول "عيش وشوف"! وها هو الحرس الثوري الإيراني يهدد باجتياح إقليم كردستان بحجة وجود اكراد إيرانيين في الإقليم يتنقلون داخل ايران وسبق لخميني ان وصف الأكراد بـ"أولاد الشيطان"!

أن خامئني يسير على طريق اردوغان في كراهية الأكراد بدلا من العمل لايجاد حل سلمي عادل لحقوقهم القومية. نعم "عيش وشوف": سليماني مستشار العبادي وحكومة العبادي ساكتة عن تهديدات الحرس الثوري وعن القصف المدفعي للأراضي الكردستانية العراقية من جانب كل من إيران وتركيا.

وعلى هذا النحو نعيد التكرار بأن اخبار العالم غير مريحة وآخر ما سمعنا جرائم داعش في كرادة بغداد التي ذهب ضحيا لها عدد ضعفي ضحايا إسطنبول.