بالأمس، في بغداد، سقط اكثر من مائة وخمسون قتيلا، الحقيقة من الصعب إيجاد الدم، يمكن القول مشويا، جراء انفجار، ضخم في سوق عام فيه من كل مكونات اهل العراق، فالكل ولج السوق لشراء هدية للعيد القادم، وغيرهم يعملون فيه، هدية لعيد الفطر، لكنه تحول الى عيد الاضحى، فكانوا كلهم الضحية. من يتذكر الحرب الاهلية في الجزائر في التسعينيات القرن الماضي، وارتباطها برمضان، الذي تحول بقدرة قادر من شهر الرحمة &والعبادة والصيام، الى شهر القتل بالمجان، وكانه لا يتقبل هذا الاله الا بضحايا بشرية ودماء تسيل او جثث تشوي. انه تراجع عن اقتراحه، لابراهيم، ان يعطيه شاة ويعفي عن إسحاق، انه ندم عن ذلك، فارسل لنا أجيال من القتلة باسمه، جيل يلحق جيل، وجيل يزايد بالقتل على جيل،. ولكنه عيد الفطر أيها السادة وليس عيد الأضحى، ام ضاعت الأسماء عندكم او لا يهم أيها كان. فلم تكفي المنطقة الجبهة الإسلامية للإنقاذ و التكفير والهجرة والحركة الإسلامية المسلحة والجبهة الإسلامية للجهاد المسلح، لتأتينا بوكو حرام وحركة الشباب والقاعدة وداعش وما بينهما من كل نوع. ولتتسع ساحة العمل من أفغانستان مرورا بكل اوطان العرب وتمتد لتلحق بالامريكان واوربا.

يبتدأ مسلسل الصور من المي وهمي الذاتي والذي رفض جيراني الاعتراف به وبالامي، وما تم روايته لنا وكانه درس للتخويف والترهيب والتعليم على الصمت والقبول بالمقسوم، صور مئات من الأطفال والنساء والرجال المحاصرون في كنيسة يتم حرقها بما فيها في منطقة جبل طورعابدين، صورة بنات يتم محاصرتهن في معبر سمي جسرا على الزاب وخيارهن ما بين الموت او العيش سبايا للمحاصرين، ولكن الزاب ابتلع الضحايا لانهن اخترن رحمة النهر بالموت فيه &ولا ذل الانسان. صور المئات من الناس ممن كانوا يهربون من الهجمات العثمانية والكوردية وفي الطريق، يتم استهداف المسيرة من بقتل من يقع في اليد او يموت البعض عطشا وجوعا، وهم يبحثون عن دم يبس من ضحية ما ليشبعوا به جوعهم او ماء تجمع في اثر حافر خيل ما ليروا عطشهم، أتذكرصوة &عندما خير الناس للهروب بصعود تلة امامهم، وهم يحاولون التشبث بالحياة يتم صليهم برشاشات الجيش العراقي ويقتل منهم المئات، وبعضهم، يوقفون صف لاختبار كم تقتل الرصاصة الواحدة. أتذكر صراخ أبناء قريتي وهم محاصرون في غرفة طينية والمحاصرون يهددونهم باشعال النيران فيهم، وقلوبهم تهفو لنسمة هواء وحرية. مرورا بكل اوطان العرب وتمتد لتلحق بالامريكان واوربا.

بالأمس في بغداد، قتل من قتل، ولكنه استمرار للمعهود، فقط ذاكرتنا هي المثقوبة وتنسى او تتناسى بسهولة، فالأمهات اللاتي كنا يبكين على فلذات اكبادهن بالأمس هن انفسهن، من بكينا في السنجار والموصل وسهل نينوى وتلعفر وكركوك والحلة والبصرة. ان من لم يبكي ولم يقف بصف ولم يصدق ما تعرض له الازيدية في العراق، في المذبحة المرقمة الرابعة والسبعون في ذاكرتهم، وكل هذه المذابح حدثت باسم الله وليس غيره، ياتيه الدور وان لم يشاء. من برر للانفال وحلبجة كان الدهر له بالمرصاد، من تبلد حسه عن الشعور بالام المهجرين في السبعينيات وابان الحرب العراقية الإيرانية، سيتم اشعال نار الألم والحزن فيه لكي يحس ويشعر، من نسى الفرهود ونسى سحل نوري سعيد ومقتل فيصل الثاني وسحل المعارضين وقتل العراقيين لبعضهم البعض في كركوك والموصل بشعارات عروبية، سيتم تذكيره بجردة يومية وجردة رمضانية، الم يسمى ابشع انقلاب شوفيني وعنصري باسم 14 رمضان. أتذكر صراخ أبناء قريتي وهم محاصرون في غرفة طينية وقلوبهم تهفو لنسمة هواء او حرية، والمحاصرون لهم يهددونهم باشعال النيران فيهم.

بالأمس في بغداد، قتل من قتل، ولكنه استمرار للمعهود، فقط ذاكرتنا هي المثقوبة وتنسى او تتناسى بسهولة، فالامهات اللاتي كنا يبكين على فلذات اكبادهن بالأمس هن انفسهن، من بكين في السنجار والموصل وسهل نينوى وتلعفر وكركوك والحلة والبصرة. ان من لم يبكي ولم يقف بصف ولم يصدق ما تعرض له الازيدية في العراق، في المذبحة المرقمة الرابعة والسبعون في ذاكرتهم، وكل هذه المذابح حدثت باسم الله وليس غيره، ياتيه الدور وان لم يشاء. من برر للانفال وحلبجة كان الدهر له بالمرصاد، من تبلد حسه عن الشعور بالام المهجرين في السبعينيات وابان الحرب العراقية الإيرانية، سيتم اشعال نار الألم والحزن فيه لكي يحس ويشعر، من نسى الفرهود ونسى سحل نوري سعيد ومقتل فيصل الثاني وسحل المعارضين وقتل العراقيين لبعضهم البعض في كركوك والموصل بشعارات عروبية او وطنية، سيتم تذكيره بجردة يومية وجردة رمضانية، الم يسمى ابشع انقلاب شوفيني وعنصري باسم 14 رمضان.

انها جردة سريعة لمرحلة الالام العراقية، انه سجل عام للضحايا والمستمر لحد الان، وكل يبحث عن قتل الاخر ليثبت ان الهه هو الأقوى والأفضل. فعلام نبكي ونلطم قتلانا، ان كنا نضمر في القلب ان نلقن الاخر نفس الدرس ونشربه نفس الكأس، كأس المرار والشعور بالرعب والخوف والالم. علام نعزي انفسنا، علام نعزي الشيعة بمصائبهم او السنة باهوالهم او الازيدية بما اصابهم او الاشوريين بضحاياهم او الكورد بقتلاهم. ان كنا نقسم قتلانا شهداء وقتلاهم الى بئس المصير والى نار جهنم، انها نفس النار التي تاكل منهم ومنا، ونحن من نرمي لها ما يزيدها اشتعالا، ونرمي لها يزيد لهيبها عوارا.

هناك عثة، او دودة تاكل منا، وتنشر سمومها فينا، وبالتاكيد انها منا، ان لم نتخلص منها، فاننا في الطريق للقضاء بعضنا على البعض، ولعل اكبر هذه الدود التي تنخر فينا، هي ان كل واحد منا، يضع نفسه في مكان الاله، ويريد ان يطبق ما يعتقده، انه موحي من الاله على الاخرين، انه النظام القمعي، الذي لا يقبل الخيارات والنقاشات، وبدلا ان نترك هذا الاله لكل فرد يشكل منه او يصوره لنفسه حسب ما يشاء، نريد ان نفرض هذه الصورة الفردية له على الجموع. هناك عثة في عقولنا تقول لنا، ان كل ما يحدث هو من تدبير الغرباء، رغم انه بداء من صفين والجمل ولحد الان. فنحن في نظر انفسنا، اتقياء، بررة، مؤمنين، موحدين، ولا يمكن ان نقترف الخطاء. ولذا فاننا نبحث عن السبب في مكان اخر او المكان الخاطئ دوما. ولو مرة واحدة نضع الاصبع على الجرح، ونترك حروب الاله للسماء، ونعيش نحن في الأرض سعداء، نعيش مشاكلنا ونحلها بعيدا عن الالهة واهواءها. حينها سندرك ان الاخر يستحق الحياة كما استحقها انا.

[email protected]