&

ماج البؤساء والمساكين بالفكر وتجمهروا وصاحوا وصرخوا مش عاوزين كنيسة... لن تبني الكنيسة على أرض الإسلام والمسلمين وكبروا تكبيرا قائلين " إسلامية إسلامية". تجمع العقلاء من الطرفين وحاولوا فض الجمع الغاضب من البؤساء حتى لا تزداد الأمور سوءاً لكنهم فشلوا وجاء الأمن متأخراً كالعادة وأيضا فشلوا في فض تجمع البؤساء ولا يزال الصراخ مستمرا مش عازيين كنيسة.. إسلامية..إسلامية.

عندئذٍ تدخل أحد أعيان القرية من المسلمين والمشهود له بالحكمة ويملك في قلوب الجميع حبا وتقديرا جمع من الطرفين وفودا ودعاهم إلى بيته للتشاور والحوار على ألا يتم البناء حتى ينهوا اجتماعهم وبشرط أن ينصرف المتجمهرون إلى بيوتهم، فانصرفوا تلبية لطلبه.

وذهب هو مع المدعوين إلى بيته. شرب الجميع الشاي وسأل الرجل الحكيم أحد الشيوخ من المتشددين.. فضيلة الشيخ الناس دول اهلك وأبناء قريتك وأنت تعرفهم واحدا واحد هل رأيت منهم معاملة سيئة أو كراهية؟؟ ابداً لم يحدث هذا فهم أناس مسالمون طيبون.. أجاب الشيخ. طب ليه مش عايزينهم يبنوا كنيسة هو مش زي ما حنا بنبني جامع علشان نصلي هم كمان عايزيين يبنوا كنيسة علشان يصلوا.

&انزعج الشيخ وقال كيف نشجعهم على ضلالهم والدين عند الله الإسلام ومن لم يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه. فلابد أن نضيق عليهم حتى يرجعوا عن ضلالهم!! هنا تدخل القسيس المسئول وقال فضيلة الشيخ كلامك غير صحيح لأننا لسنا في ضلال ولا توجد آية واحدة في القرآن تقول عنا ضالين وأيضا لم يقل القرآن عنا مشركين.. كيف تقرأ" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ "&

هل تعلم فضيلة الشيخ أن في الكنيسة يتل المصلون قانون الأيمان المسيحي والذي وضعه البطريرك المصري البابا اثناسيوس في القرن الرابع الميلادي وتتلوه كل طوائف المسيحيين في كل المعمورة ويبدأ بالقول "بالحقيقة نؤمن بإله واحد...إن المؤمنين في الكنيسة يصلون من أجلك ومن أجل كل إنسان في الكون إنهم يصلون ويدعون بالخير للبشرية جمعاء.

&إن الكنيسة في كتاب الخولاجي الذي نصلي منه وفضيلتكم ربما لم تسمعوا عنه أبدا تصلي من أجل الرئيس فتقول "أحفظه بسلام وعدل وجبروت. ولتخضع له كل الأمم الذين يريدون الحرب في جميع ما لنا من الخصب" وتصلي من أجل أن يبارك الله زرعك وزرع جيرانك "تفضل يا رب الزروع والعشب، ونبات الحقل في هذه السنة، باركها." وتصلي من أجل الهواء ومياه النيل " أذكر يا رب أهوية السماء، وثمرات الأرض، ومياه النهر، والزروع والعشب ونبات الحقل في هذه السنة، باركها.." إن الكنيسة تصلي من أجل أهل مصر كلهم ولا تفرق بين أحداً منهم انظر ماذا تصلي "بارك يارب إكليل السنة بصلاحك من أجل فقراء شعبك، من أجل الأرملة واليتيم، والغريب والضيف".&

هنا وقف الرجل المسلم الذي هو من أعيان القرية وقال أنا عن نفسي أول مرة أسمع عن هذا الكلام!! وتدخل أحد وجهاء القرية من الأقباط واقترح أن يقوم القس بوضع لوحة كبيرة على حائط الكنيسة مكتوب عليها " أخي المسلم هنا نصلي من أجلك ومن اجل أسرتك إن يبارككم الله ويزيد في رزقك ويبارك في ذريتك ويحفظ بلادنا الحبيبة مصر أرضا وشعباً".

&وتدخل احدهم قائلا المشكلة ليست في لوحة توضع على باب الكنيسة فهذا لن يصدقه البسطاء المغيبون ولن يقدر عليهم حتى فضيلة الشيخ الموضوع اكبر من هذا! إن الموضوع بيد مشيخة الأزهر لتغيير الخطاب الديني وتصحيح الأفكار النمطية عن المسيحيين شركاء الوطن، والذين يعيشون على أرضهم منذ فجر التاريخ وقبل ظهور الإسلام في جزيرة العرب بمئات السنيين. عندئذ صرح احدهم وقال بطريقة لا يفهمها إلا العقلاء اعتقد أن هذا الأمر صعب للغاية فالأزهر حتى الآن لم يكفر داعش التي تقتل وتذبح وتغتصب ليس فقط المسيحيين بل والمسلمين أيضا!!! ولما كان الوقت قد تأخر واقترب نور الصباح فقد تصافح الجميع وانصرفوا على إن يعاودوا الحوار في اليوم التالي.&

[email protected]&