في السابع والعشرين من تموز تعرض الحي الغربي في مدينة القامشلي الى انفجار كبير. التفجير كان بواسطة سيارة مفخخة وحتى الآن لم يتم التأكد من هوية الجهة التي تقف وراء هذا العمل الجبان.

كل الضحايا كانوا من المدنيين العزل ومعظمهم من الاطفال والنساء. عدد الضحايا وصل الى اكثر من خمسين والجرحى حوالي المئة.

عمل جبان وخسيس كالعادة.

منذ الساعات الاولى بعد الانفجار انتشرت شائعات تقول ان هناك استعدادات لتنفيذ عمل انتقامي. واين؟ في منبج!

طبعا الاشاعات حول الانتقام يعتقد ان مصدرها هي نفس الجهة التي قامت بالعمل الشنيع اي التفجير وذلك بهدف اشعال نار الفتنة بين الكرد والعرب. تلك الفتنة والمؤامرة التي لم تنجح فيها قوى الظلام والتكفير في المناطق الكردية طيلة السنوات الفائتة في الحرب الاهلية السورية.

الانتقام عمل همجي وخاطئ بكل المقاييس وهو عبارة عن ردود فعل سريعة غاضبة او انها اشباع رغبات نفسية مكبوتة وليس تحقيق العدالة وانزال العقوبة بالفاعلين ونشر الطمانينة في المجتمع.

اعلم جيدا مدى الالم والحرقة التي تشتعل كالنار في قلوبنا وتنهش احشاءنا حزنا على اخواتنا واخوتنا وابنائنا الضحايا ولكن لا يمكن ان تكون تلك الآلام والاحزان مبررات لاعمال انتقامية باي شكل من الاشكال والتي قد تنال الابرياء بدلا من الفاعلين الحقيقيين.

بقدر رفضنا للانتقام يجب ان نطالب في نفس الوقت بتطبيق المحاسبة وذلك من خلال المحاكم العادلة والشفافة وانزال العقوبات القانونية بحق المجرمين.&

في الحروب الاهلية ليس من السهل الوصول الى معرفة هوية المجرمين والقتلة بسبب الفلتان الامني ولكن يتوجب البدء بفتح التحقيق وسن قوانين ملائمة بحيث لا تسقط الدعاوى بمرور الزمن. هذه الجزئية هي بالدرجة الاولى من اختصاص الحقوقيين ولجان التحقيق.

في مناطق ادارة فيدرالية الشمال السوري تم منع تنفيذ عقوبة الاعدام وهو قرار صائب ويبعث على الارتياح وهو تدبير يحمي الابرياء من احكام خاطئة غير مقصودة والتي قد تحدث حتى في اوقات السلم وفي اي دولة في العالم.

قبل ايام واثناء الهرج والمرج في ليلة محاولة الانقلاب التركي تم قتل جندي تركي على ايدي المتظاهرين المناوئين للانقلاب بالايادي وبشكل وحشي ظنا منهم انه جندي مشارك في الانقلاب في حين انه كان يحاول الهروب من الانقلابيين والاحتماء بالمتظاهرين. هذه الحادثة شاهدها الجميع على الشاشات التي اكدت على ان الجندي كان يلوذ بالمتظاهرين. منظر والد الجندي كان مصدر اسى وحزن عميق لدى كل من شاهده ولكن الامر كان قد انتهى.

هذه صورة من آلاف صور الانتقام التي تحدث في المجتمعات المتخلفة والتي هدفها اشباع رغبة الانتقام الهمجية البعيدة كل البعد عن التصرف الانساني العادي.

اليس كل ما جرى ويجري الآن في الحرب الاهلية السورية هو نتيجة لطغيان روح الانتقام؟.

&

كاتب كردي

[email protected]