&
لا أنسي الكلمات الجميلة التي تبادلتها مع الصديق الدكتور خليل عبدالفتاح كردي، زميل الدراسة القديم ، في أحد المناسبات الإجتماعية. وأذكر أنني قلت له أن ما أراه أمامي اليوم هو “خليل بعد التعديل”، إشارة إلي فيلم مشهور آنذاك بطولة النجم محمود عبدالعزيز. فأجابني خليل قائلاً: أن خليل الذي تعرفه هو .. هو، لم يتغير.
&
غير أني فوجئت بعد تعيين الصديق خليل كردي في مجلس الشورى بخليل جديد .. خليل آخر ليس هو قطعاً خليل الذي أعرفه. فقد تعاقبت مواقف وتصريحات خليل، عضو مجلس الشورى، بشكل يبتعد، في رأيي، عن ما ينبغي أن يكون عليه موقف عضو عُين في مجلس مهمته الأساسية تمثيل الناس ونقل تطلعاتهم وآمالهم وأحلامهم للحكومة.&
وإذا كان للتصريحات الإستفزازية التي أطلقها عدد من أعضاء مجلس الشورى من قبل تأثيرها على الناس، فربما كان التصريحيين الإخيرين لخليل كردي حول “الدلع” .. و”البطيخ”، هي القشة التي كسرت ظهر البعير. ولا أدري:
- هل استحلي بعض أعضاء مجلس الشورى الظهور بمظهر الممالئ للسلطة أملاً أن يُمدد لهم لفترة جديدة،&
- ام انهم انفصلوا فعلا عن الواقع حولهم فلم يعودوا يَرَوْن أبعد من أرنبة أنفهم،&
- ام أن كلمة "دلع" استهوتهم بعد أن أصبح يلوكها كل مُحب للظهور وغدت "موضة" يرددها كل من هب ودب؟!
أشك في أنه ربما كان هناك جرثومة انتشرت تحت سقف قبة المجلس أخشي أن ترمي بشررها بقية الأعضاء، وهو ما يستوجب التطهير خشية إن لا يقتصر أذاها على الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فيصل تأثيرها للصالح والطالح معاً..!! وأسأل:&
“أين غالبية أعضاء مجلس الشورى من الثقة التي طرحها ولي الأمر فيهم. فنظام المجلس وُضِع أساسًا ليُساهم في المشورة الصادقة لولي الأمر، ومناقشة قضايا المجتمع التي تحقق مصلحة الوطن والمواطن معاً”.
&
وإذا كنت قد قمت بنشر النفي الذي أصدره عضو مجلس الشورى الدكتور خليل كردي، الذي لم أجد فيه كلمة "دلع" التي نقلتها المنتديات الإخبارية عنه. وقلت أن ما قرأته في النفي “لا اجد فيه ما ألومه حوله. ولو كان ما نُقل عنه فيه تحريف لأقواله الأصلية، كما قال، فمن حقه إقامة الدعوي على الصحيفة التي نقلته”. لكن .. وللأسف الشديد، وبعد سماع رد عضو مجلس الشورى د. خليل عبدالفتاح كردي “البطيخي” في قناة “المجد”، واتهامه مذيع القناة بالجهل، لم أصدق أن مثل هذا الكلام يمكن أن يقوله عاقل، ناهيك عن أن يكون القائل عضو في مجلس يعتبر الكلام أهم أدواته.&
وأعتقد أنه بعد أن تبرأ مجلس الشورى الموقر من مثل هذه التصريحات، حين أكد المتحدث بأسمه أن "تصريحات عضو مجلس الشورى لوسائل الإعلام تمثل رأيه الخاص ولا تعبر عن رأي المجلس”، إضافة إلي ردود الفعل السلبية (الغاضبة) لحدة تصريحات عضو مجلس الشورى كردي، فإن السبيل المنطقي للتعامل مع هذا الأمر هو خروج العضو من المجلس.
&
لقد إقترحت على عضو مجلس الشورى الدكتور خليل عبدالفتاح كردي، قبل أن أسمع تصريحاته المُخجلة، ورده غير المتعقل في قناة فضائية تبرع هو نفسه بالظهور فيها، أن يستقيل إحتراماً لنفسه، وللمعترضين، ولمجلس الشورى نفسه. فالمادة (الخامسة) من نظام مجلس الشورى تنص : “لعضو مجلس الشورى أن يقدم طلب إعفائه من عضوية المجلس إلى رئيس المجلس، وعلى الرئيس أن يعرض ذلك على الملك”.
لكني وبعد كل العوامل السابقة التي عرضتها عاليه، أتراجع عن هذه المُطالبة التي رأيت أنها تحفظ له شىء من الإحترام مع نفسه، لأنه لم يحترم المواطن الذي يفترض أن أعضاء مجلس الشورى عينوا في مواقعهم لتمثيلهم. لذا فلا أجد، بعد هذا، إلا طريقة واحدة لا غير للتعامل مع هذا الرجل وهي الإقالة.&
وتقضي المادة الأولي من “قواعد التحقيق والمحاكمة لعضو مجلس الشورى” بأنه: “إذا أخل عضو مجلس الشورى بشئ من واجبات عمله يعاقب بإحدى العقوبات التالية:
أ - توجيه اللوم كتابة.
ب - حسم مكافأة شهر.
ج - إسقاط العضوية.
&
ما قام به عضو مجلس الشورى خليل كردي من إهانة بالمواطنين الذين عُين لرعاية مصالحهم وبحث كل ما يساهم في إيصال صوتهم للحكومة هو أمر يتجاوز ، في رأيي، مجرد الإخلال “بشىء من واجبات عمله”، لذا يجب أن يتخذ المجلس، وعلى وجه السرعة، كل ما يحفظ سمعته وسمعة بقية الأعضاء. ولا يكفي مجرد التصريح الذي صدر من مقام مجلس الشورى الموقر بالتبرأ من تصريحات لا تمثل المجلس لإبراء ذمة المجلس من جراء ما أنزله أحد الأعضاء بالمجلس وببقية زملائه.
&
وأخيراً .. لا أدري لماذا كل ما رأيت تعثراً هنا وهناك في مسيرتنا التنموية، أو أداء لمسوؤل لا يرقي لمستوي تطلعات القيادة، أترحم على الصديق الدكتور غازي القصيبي رحمه الله. فقد كان رجلاً إستثنائي فقدناه، كانت أهم ميزاته هو إخلاصه وتفانيه، رغم ما واجه من حرب شرسة ضده، لكن حسن إدراكه وتقديره للجانب الإنساني في عمله أرتقي به فحقق ما لم يحققه غيره حتي الآن!!
&

*سفير، وعضو مجلس شورى سابق
&