المرأة نصف المجتمع وكيف إن كان نصفه مستعبد بإقامة وصي على كل امرأة راشدة تعي في أمورها ولكنها لا تتخذ قراراتها إلا بمزاجية هذا الذي يدعي الصلاح لها بالوصايا، إن هذا ليس قانون ليحميها بل ليعيق مجرى حياتها ويسبب لها شلل فكري وتعبيري عن ذاتها وقراراتها، فلماذا نحن بالذات متأخرين في التطور والتغير؟! هل سألتم أنفسكم قليلاً ما الذي يشغلننا عن مسابقة المجتمعات العربية؟

ببساطة هو إنشاغلنا في المرأة ووضع أراء شبيهة بالفتوى تسور المرأة وتجعلها تحت أقدام الذكور ولم يخلق الله كل النساء مهنتهن جارية لزوجها أو مربية، إن دور المرأة اليوم تعدى الآفاق المتوقعة ولم تصبح حرة نفسها لأنها حرة منذ أن خلق الله حواء.

توعية المرأة ضرورية في تثقيفها لمعرفة حقوقها ويا للأسف هناك نساء لا يعترفن بهذه الحقوق لأنها خاضعة للعادات التي تربت عليها ومن الصعب إقناعها وهي تعاني كل المعاناة وتظن أن تقديس جلالة الولاية لزوجها عبادة تتقرب بها إلى الرب وهذا مايُعيق الحقوقيات اللاتي يطالبن حملة إسقاط الولاية، إن ما يثير الخجل والحماقة في نساء يتمتعن بالحرية هن نساء يبحثن عن الشهرة من وراء معارضتهن لهذه الحملة التي استمرت أربعة وستين يوما من الصمود أمامهن فالغريب أنهن يتمتعن ويجاهرن بالحرية التي هي بمفهومهم فساد وهذا ما يطلق عليه الاستشراف، و الأخبث والأدهى أن يصدر منهن وفيهن، النساء في السعودية قاصرات ولكن تحت التهميش برفقة هؤلاء الذين يصنعون قالبا دينيا من الفتاوى التي تجعل المرأة كائن مخلوق لخدمة الرجال في الحياة، فمفهوم ربط إسقاط الولاية عليهن بمثابة هدم مسجد هو تشبيه داعشي فليهدم المسجد إذا كان المصلين يصلون فيه باتجاه معاكس لقبلة المسلمين، فمسلسل الفتاوى التي تصدر على تثبيت الولاية في الدين كلها باطلة ولم يثبت بالعقل حتى يثبت بالدين ولا حتى بآية واحدة في القرآن يحاجوننا بها سوى آية القوامة والقوامة هي العناية والقيام بواجباته تجاههم وليست بتقصير عقولهن وجعلها قاصرة، فكل الدول العربية ودول الخليج لم تطبق هذه المضحكة التي قصها دعاة الصحوة فأخذت ربط عنق الشاة في أيدي ذكورهم فهل هذه بدعة ابتدعت فقط في السعودية حتى تهمش وتصبح قاصرة!

إن الله لم يذكر في كتابه إقامة الذكور السعودية أوصياء ورسل على نسائهم فأين هذه الآية حتى تتنازل عن المطالبة بهذه الحقوق التي جعلت المرأة سلعة تباع عندما تتزوج وتنتقل ملكية هذا الصك إلى زوجها وماذا لو كان هذا الزوج فاسد أخلاقيا أو داعشيا بالفطرة؟! ففساد الأوصياء لابد أن يعمم حتى يطمئن كل منهن على مستقبل الجيل القادم، إن في عاداتنا تمجيد لهؤلاء الذكور حتى لو كانوا غير أصحاء عقلياً وفاسدين فطرياً، وامتداح هذه العادات تجعلنا ظالمين لنصفه ويجعلنا فعلاً مختلين في أحكامنا على هذه المرأة التي حكم عليها مؤبداً قاصر حتى تموت وما أبشعها من عادات. صدور فتوى صادقة من هيئة كبار العلماء انه لا وجود لولاية على المرأة في الإسلام يبطل كل الأكاذيب التي اغتالت حقوقها وجعلها امرأة مستقلة بذاتها حتى لا تقع تحت تأثير الذكور فالمجتمع يعبد الفتاوى الدينية وقد تلوث حقيقة بفتاوى الدعاة والوعاظ الذين يفضلون المرأة كزوجة ثانية لهم ويفضلونها امرأة قاصرا طول عمرها وكل تلك الألاعيب انتهت فالنصر قريب والفرج ليس ببعيد أن تتحرر هذه المرأة من عبودية الرجال حتى لو كانوا صالحين، فشكراً لكل المطالبات في السعودية فلم يتضح هذا الأمر لهن إلا عن طريق الناشطات حقوقياً فأمثالهن كثير اللواتي ضحيا في سبيل وصول المرأة لمبلغها الحقيقي ومنهن أ.سعاد الشمري و أ.عزيزة اليوسف والكاتبة القديرة همسة السنوسي وهالة الدوسري والناشطة رغد الفيصل وعلى رأسهن عضوة مجلس الشورى د. لطيفة الشعلان فهي مثال مشرف للمرأة العربية السعودية فلتحيا المرأة السعودية بحقوقها وليس قريباً بل اليوم نقول لكم وداعاً لذالك المجتمع الذكوري ومرحباً بسقوط الولاية بعد النقطة عند هذه المحطة.