ظاهرة متفشية تحت غظاء تأمين المصاريف الجامعية
ممارسة الدعارة من أجل إكمال الدراسة في أوروبا

صلاح سليمان من برلين: مصاريف الدراسة الباهظة في بعض جامعات الدول الإوروبية، بالإضافة إلى فقر بعض العائلات، والتي لاتستطيع تحمل نفقات دراسة ابنائها، دفعت العديد من الطالبات الجامعيات في أوروبا لاسيما فرنسا وبريطانيا إلى إمتهان الدعارة من أجل توفير النفقات اللازمة لإتمام الدراسة ومن ثم توفير النفقات الأخرى اللازمة لمصاريف الحياة اليومية العادية. هذه الحقيقة المؤلمة كشف عنها كتاب صدر مؤخرا إسمه Mein teures Studium) quot;دراستي المكلفة quot; وقد ألفته طالبة فرنسية تدعى quot; لورا د.quot; وتبلغ من العمر 18 عاما إحترفت الدعارة من أجل توفير نفقات الدراسة، وفيه أظهرت كافة الحقائق المتعلقة بهذا الجانب الذي تسلكه الفتيات الجامعيات، وكشفت فيه الكثير من أسرار الشابات اللاتي لجأن إلى خوض هذه المهنة.

تحكي لورا في بداية كتابها السبب الاساسي الذي دفعها الى هذا العمل و تقول: كان ذلك في صباح احد الايام عندما فتحت حافظة نقودي وتنبهت فجأة الى ان الحافظة خاوية ولا املك حتى ثمن طبق من الحساء ناهيك عن دفع ايجار الشقة الصغيرة التي اسكنها في احد ضواحي باريس ، وغني عن التعريف تكاليف الحياة المرتفعة في باريس ..وراحت تعدد اوجه الحياة الاخري التي يجب ان تغطي نفقاتها وتتذكر الخجل والحرج الذي كانت تتعرض له عندما كانت ترتاد الحافلات والمترو في تنقلاتها المختلفة داخل العاصمة الفرنسية بدون تذاكرسفر ، وكم كانت ترتعد في كل مرة يحدث فيها تفتيش على التذاكر.

وتقولquot; عند لحظة معينة وجدت ان الحياة فعلا اصبحت لا تحتمل ويجب علي اذا اردت الاستمرار فيها ايجاد وسيلة سهلة وسريعة لتوفير النقود اللازمة، ولم اجد هناك شئ اسهل من سلوك طريق الدعارةquot;. لقد جاء قرارها هذا بعد تفكير كبير وبعد استحالة الحياة حيث انها عملت في وظيفة لمدة 15 ساعة في الاسبوع ولكنها لم توفر لها ايضا النفقات الكافية ، كانت تتقاضي 450 يورو في الشهر ، مبلغ لا يكفي لدفع ايجار الشقة وتوفير الغذاء وشراء الكتب وتذاكر المواصلات وغيرها من تكاليف الحياة اليومية وتقول: ان ابويها لم يتمكنا باي حال من مساعدتها خاصة وانهما يعيشان اعتمادا على راتب قليل ويدعمان اختها الصغرى التي لازالت تحتاج الى الرعاية.

لم تهتم لورا كثيرا باخفاء اسمها انما ذكرت اسمها الحقيقي على غلاف الكتاب ،ويعتبر هذا الكتاب هو الثاني من نوعة في المكتبات الاوروبية الذي يتعرض للطالبات اللاتي احترفن مهنة الدعارة من اجل توفير النقود اللازمة للانفاق. وعن حياتها المزدوجة مابين الدراسة والدعارة تتحدث في جزء اخر من الكتاب عن الدراسة واهميتها بالنسبة لها فهي تدرس علوم اللغة الايطالية والاسبانية وتود ان تنهي دراستها في ذلك وان الدعارة هذه ما هي الا مهنة مؤقتة لوقت محدد.

وتعود في فصل اخر من الكتاب الى اسلوب المهنة التي احترفتها وكيفية العمل فيها ،تقول: ان البداية كانت عبر شبكة الانترنت والتي رحت ابحث فيها عن اسلوب فعال لحل مشكلتي ..عندئذ حصلت على عنوان احد بيوت الدعارة في المدينة وقدمت لهم نفسي خاصة وانهم كانوا يقبلون الشابات اللواتي في مثل سني ..كما انه يمكنني ايضا ان احتفظ باسمي الحقيقي دون اللجوء لاسم مستعار وهذا هو ما اردته لانني اريد ان اكون شجاعة وامينة مع نفسي في الوقت ذاته، وتنتقل بعد ذلك الى التعريف بزبائن البيت الذي عملت فيه عندما راحت تصف المترددين على البيت وتقول: ان معظم الرجال يتراوح عمرهم ما بين الاربعين والخمسين ويشتركون في هدف واحد وهو البحث عن الفتيات صغيرات السن ،وعن اول رجل قابلته تقول انه كان في الخمسين من العمر ودفع لها مقابل ساعة واحدة 250 يورو وتضيف بانها البداية التي ودعت فيها البراءة وانطلقت الى افاق عالم الدعارة الواسع عبر شبكة الانترنت عندما كانت تبحث عن طالبي المتعة وتتفق معهم على الاجر ومن ثم تقوم بزيارتهم وقد وصل اجرها في بعض الليالي الى 400 يورو.

اهتمت احدى الطالبات وتدعي Eva Clouet بظاهرة الدعارة في اوساط الطالبات الجامعيات في فرنسا وقامت بعمل دراسة شهيرة تحمل اسم quot; prostitution eacute;tudiante La quot; quot;الطالبات العاهراتquot; ذكرت فيها الكثير من الحقائق حول تلك الظاهرة وحقيقة الرجال اللذين يرغبون في المتعة مع الطالبات ، وتفجر مفاجأة تخص الرجال عندما تقول : ان معظمهم من الرجال المتزوجين والذين يرغبون في مصاحبة الجامعيات مرة الى مرتين في الشهر ، وتذكر الدراسة ان من اصل 2.2 مليون طالبة في فرنسا تعمل 40 الف طالبة في الدعارة، في حين ان الشرطة تقدر عددهن ب 20 الفا، وتعرج الدراسة على الدول الاوروبية الاخرى وتقول ان الظاهرة متفشية ايضا في اوساط الجامعيات في انكلترا وهي ظاهرة متفشية هناك منذ فترة طويلة. ورصدت الدراسة انه مابين سنة 2000 وسنة 2006 ازدادت نسبتهن الى 50%، اما في المانيا فيقولquot; شتيفان غروب quot;باحث في المؤسسة الطلابية الالمانية ان الرقم المحدد حول اعداد من ممتهني هذه المهنة في اوساط الطلاب غير متوفر له.