بعد ان دخلت القوات العراقية المدعومة من قوات اميركية للفلوجة التي حولها (المجاهدون) العرب لبؤرة ارهابية تمكنت من تحرير ثمانية رهائن كانوا هم البقية الباقية من عدد من العراقيين الذين رفضوا تنفيذ عمليات انتحارية ضد العراقيين كما امرهم الزرقاوي بذلك. وهو مايفسر مشاهدة بعض الانتحاريين في بغداد مربوطين لمقود السيارة قبيل تنفيذ العملية الانتحارية بالابرياء.حيث كان الذبح هو عقوبة من يرفض تنفيذ الاوامر الارهابية من قبل المخطوفين العراقيين الذين كان بينهم احد الضباط العراقيين الذين تم اسره بوشاية من متعاونين مع الارهابيين في الانبار.
فقد أخبره الزرقاوي بانه سيتم ذبحه في العيد ليقدم رأسه هدية لامه بهذه المناسبة لانه رفض ان يكون انتحاريا وانه كافر وضد (المجاهدين). فقد تحدث رائد الشرطة العراقي حيدر محمد علي عن ظروف اختطافه واطلاق سراحه في الفلوجة حسب مانشرته جريدة الصباح البغدادية التي جاء فيها:

كشف ضابط في الشرطة قصصاً مثيرة عن ظروف اختطافه بين ايدي جماعة من الارهابيين في الفلوجة دامت 32 يوماً.وقال الرائد حيدر محمد علي، من اهالي الرمادي، انه نجا من الذبح باعجوبة، حتى الايام الاخيرة عندما تقرر ذبحه قبيل سقوط الفلوجة بأيدي القوات العراقية والاميركية، حيث تم تحريره مع من بقي حياً من المخطوفين معه.

وقال انه التقى الزرقاوي ولكنه لم يستطع رؤيته بعينيه، حيث تم عصبهما عندما نقل الى مكان اخر بدا فيه المتحدث انه ابومصعب الزرقاوي. يقول الرائد حيدر ان الزرقاوي طلب مني ان اتعاون معهم واقوم بتفجير احد الامكنة في بغداد، لكنني رفضت.. فقال الزرقاوي: اذبحوه.
ويضيف: لقد عشت بانتظار لحظة تنفيذ الذبح خاصة وقد وضعت مع المحكومين بالذبح.. وكانت جماعة تقوم فعلاً بذبح احدنا بين فترة واخرى..
يقول: اصبح الوقت رهيباً وصرنا مجرد اموات نتنفس في غرفة صغيرة.. عددنا عشرون رهينة محكوم عليها بالذبح.. ثم بدأنا نتناقص ومشاهد الذبح تكبر وتتسع في رؤوسنا كل يوم..
ويروي الرهينة الناجي الرائد حيدر محمد علي القصة من حيث بدأت، قال انه تم خطفه نهار يـوم 17 / 10 اثر معلومة سربت للارهابيين بأني احمل مبلغاً كبيراً من المال لغرض شراء تجهيزات الى دوائر شرطة الانبار من بغداد، وبالفعل تم ايقافي في الطريق السريع بين الرمادي والفلوجة من قبل 70 مسلحاً وتم اختطافي وسرقة مبلغ 285 الف دولار كان بحوزتي واسلحة وسيارتي الحديثة واقتادوني الى سيارة اخرى بعد ان عصبوا عيني وشدوا وثاقي.
واضاف ان تحقيقاً اجري معي من قبل احد الارهابيين الذي يتكلم بلهجة عراقية ومارس معي شتى انواع التعذيب الجسدي والنفسي والذي يقترب في سماته مع التحقيقات التي كانت تمارسها اجهزة المخابرات والامن والامن الخاص في عهد النظام السابق.
واكد انه علق في السقف لساعات طويلة ظن انه سيفارق الحياة في اكثر من مرة واحتجز من قبل الارهابيين في عدة دور داخل مدينة الفلوجة وهذه الدور كانت مأخوذة عنوة من اصحابها لأنه التقى في اوقات اخرى بمحتجزين معه كانوا اصحاب بعض هذه الدور التي استخدمت كزنازين لأيداع المخطوفين.
وقال ان الارهابيين في مدينة الفلوجة لايمثلون اهالي المدينة الطيبين، وانما هم حفنة من ازلام النظام البائد الذين كانوا يعملون في الاجهزة القمعية السابقة تعاونهم مجموعات تدعي كونها منظمات اسلامية جاءوا من سوريا والاردن ومصر والسعودية واليمن والجزائر، وانهم كانوا يخطفون الاشخاص بقصد السرقة اولاً والحصول على الاموال ومبادلة الضحايا بمبالغ فدية اضافية مقابل اطلاق سراحهم، فضلاً عن محاولتهم الحصول على معلومات عن حجم وتسليح اجهزة الجيش العراقي واجهزة الشرطة، الى جانب تفخيخ السيارات التي يحصلون عليها ويمارسون الضغوط النفسية لأجل تنفيذ عمليات التفجير من قبل المخطوفين.
وروى حيدر انه وبعد اربعة ايام من اختطافه سلم الى وحدة”المجاهدين العرب “ في الفلوجة التي مارست معه شتى انواع التعذيب وانه التقى في زنزانته مع عشرين مخطوفاً اخرين بعضهم ابناء مسؤولين كبار في الحكومة العراقية وان عددهم اخذ بالتناقص مع مرور الايام حتى تمكنه من الخلاص مع ثمانية من المتبقين احياء اشارة الى قيام الجماعات الارهابية بذبح المخطوفين اثناء اشتداد العمليات العسكرية التي نفذتها القوات العراقية والاميركية على مدينة الفلوجة.وقال انه وبعد خمسة عشر يوماً من اختطافه اقتيد وهو معصوب العينين الى غرفة اخرى للتحقيق معه وسأله المحقق : هل تعرفني؟ وعند اجابتي بالنفي انهال عليّ مرافقوه بالضرب المبرح ولكنه قال لي بلغة عربية فصيحة: انا الشيخ ابو مصعب الزرقاوي قائد المجاهدين؟!
وابلغ السجانين بانهم يجب ان ينفذوا بحقي عملية الذبح ليلة العيد وان يضعوا جثتي في علبة بلاستيكية وتهدى الى والدتي بمناسبة عيد الفطر لأنني رفضت التجاوب معهم..
وعندما سألته: ماهو الذنب الذي اقترفته؟ ركلني وقال لي: اخرس يا عميل يا كافر!!.
واوضح الرائد حيدر انه وزملاءه في الزنزانة كانوا يتسحرون طيلة ايام رمضان على تمرتين وقدح من الماء ويفطرون عند المغرب على صمونة وقدح ماء وانهم يذهبون الى المرافق الصحية مرة واحدة كل يومين، وقد عانى مختطفون معه كانوا مصابين بمرض السكري كثيراً جراء ذلك.
اما عن كيفية تمكنه من التخلص من الاسر، قال: عند اشتداد المعارك على مدينة الفلوجة سقطت عدة قذائف على الدار التي نحتجز فيها وهدم احد اركانها فهرب الحراس العرب الذين كانوا فيها، وتمكنا من الهرب الى دار اخرى وتعاونت مع زملائي الثمانية الذين بقينا على قيد الحياة من فك القيود وعثرنا على المعلبات المخزونة واكلنا وشبعنا وحمدنا الله على نجاتنا ولكننا لم نتمكن من الخروج خوفاً من الارهابيين من جهة، وخوفاً من القوات العراقية والاميركية التي قد تتوهم بأننا ضدهم من جهة اخرى، ففكرت بكتابة عبارة” انقذونا نحن اصدقاء “ باللغة العربية والانكليزية على قطعة قماش بيضاء، واستخدمت قلم مكياج عثرت عليه في احدى الدور ووضعتها في سطح الدار التي نحن فيها كأشارة الى طائرات الاستطلاع الاميركية وبالفعل شنت القوات العراقية والاميركية هجوماً مركزاً على المنطقة المحيطة بالدار التي كنا فيها، وبعد تطهير الارهابيين سمعنا اصواتاً عبر مكبرات الصوت تطلب منا الخروج وخرجنا حيث تلقانا افراد القوات الخاصة العراقية الابطال الذين حملونا واطعمونا وابدلوا ثيابنا واعادونا الى اهلنا.
وقال انه ساعد القوات العراقية في الكشف عن المقر الرئيس لقيادة الارهاب وهو مركز القيادة والتحكم، وعثر مع القوات الخاصة العراقية على الكتب الرسمية والمخاطبات بين مركز القيادة وكتيبة الزهراء البتول وكتيبة النعمان اللتين طالبتا القيادة بارسال كميات من العتاد.
وعثر على رسائل من ابي مصعب الزرقاوي الذي يختم كتبه بعبارة”رفيقك بالدرب ابو مصعب الزرقاوي “وهناك توجيه ووصايا لـ”المجاهدين تحت عنوان (ماذا تفعل عندما يدخل الاميركان الفلوجـة ؟).