شارون يبحث عن حل لمأزقه السياسي و يفتعل الأحداث من أجل الخروج من ورطته و من عنق الزجاجة الذي حشر نفسه فيها، و بين فترة و أخرى يواجه تهديد حجب الثقة و يبحث عن شركاء لتشكيل حكومة ائتلافية، فهو يواجه مشاكل و أزمات في حكومته تهدده بالسقوط، و منها المهلة الذي أعطي شارون لحل أزمة فك الارتباط، تفاقمت أزمة أرييل شارون بالقرب من بداية الانتخابات الأمريكية و يفترض أن يستغلها الشعب الفلسطيني بجميع فصائله و أحزابه في تشكيل ضغط سياسي على حكومة إسرائيل و مضاعفة أزماتها التي بدون شك ستؤثر على حسابات داخلية و محلية و ستفرز أصوات تنادي بإسقاط شارون الذي زاد من توريط الكيان الصهيوني داخليا و دوليا، فالأزمات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية أخذت تمثل عبئا على سياسة الحماقة و التهور الذي أنتهجها منذ مجيئه إلى سدة الحكم و هددت حكومته أكثر من مرة بالسقوط و حجب الثقة، و لجأ إلى عدة طرق للخروج من الورطة السياسية التي أدخل بها حكومته، فتارة يكثف العمليات العسكرية باقتحام قطاع غزة إلى قتل زعماء سياسيين و عسكريين من فصائل المقاومة الفلسطينية إلى تهديده بالانسحاب من جانب واحد من غزة و فك الارتباط إلى بناء جدار فاصل عنصري الذي صوتت محكمة العدل الدولية بلاهاي بعدم شريعته و على إسرائيل تفكيكه، و تم تحويل الحكم الاستشاري إلى الأمم المتحدة للتصويت و صوت عليه بالأغلبية بعدم شرعيته و يجب تفكيكه.

كل هذه الانتصارات السياسية لم تجعل من الشارع الفلسطيني يستغل هذه الإنجازات الدبلوماسية و يوظفها محليا و عربيا و في المحافل الدولية و في ظل تخبط سياسة إسرائيلية واضحة. إسرائيل تبحث عن مخرج من المأزق السياسي الداخلي و الدولي في زمن الولايات المتحدة الأمريكية مشغولة بقضاياها الداخلية و استحقاقات الانتخابات القادمة التي برزت فيها تناقضات و عدم صدقية السياسة الخارجية الأمريكية في حربها على العراق و عدم صدقية وكالة الاستخبارات المركزية.

أن الفوضى التي عمت الجهة الجنوبية من قطاع غزة و محاولة اغتيال نبيل عمرو لا تبرر مهما كانت الأسباب و الذرائع، فالحوار بين الفرقاء أجدر أن يكون هو الوسيلة في الحل الخلافات السياسية و الاجتماعية و الأمنية، و لعلاج الأزمة في قطاع غزة يجب أن تكون هناك وقفة سياسية صادقة مع من هم على رأس الهرم السياسي و تحديدا ياسر عرفات بانتهاج سياسية واقعية تأخذ بعين الاعتبار مطالب الفصائل الفلسطينية التي ضحت و تضحي من أجل قضية التحرير و مواجهة الاغتيالات و العنف و القبضة الحديدية التي سلكها شارون و حكومته بإرضاء جميع الأطراف الفلسطينية التي تبحث عن المصلحة العامة، و ترى بأن الإصلاح السياسي ضروري و معالجة الفساد الإداري و الأمني تحتمها الظروف الحالية.

و حتى لا تتوسع دائرة النزاع و الشقاق بين الأخوة في المقاومة، ينبغي المعالجة السريعة بالاجتماع مع جميع الفرقاء على طاولة الحوار و يكون في أولويات جدول أعمال الحوار المصلحة الوطنية و التغيير السياسي و الأمني الذي يلبي حاجات الفترة السياسية المقلقة للمنطقة، و لا بد من قبول استقالة أحمد قريع ما دام مصرا عليها فبالتأكيد لن يستطيع أن يقود حكومة ليس مقتنعا بسياستها.

أجراء الانتخابات لتشكيل حكومة وطنية يكون أعضائها مفرزين من صناديق الاقتراع تنشد المصلحة العامة و تقدر المسئولية السياسية و الاقتصادية و الأمنية الملقاة على عاتقها، و تبحث عن طرق تزيل نقاط الخلاف و توحد بين وجهات النظر و رص الصف الوطني.

و أثبتت الأحداث التي آلمت الوطنيين و المخلصين بضرورة الإصلاح في الهيكل السياسي و الاقتصادي و الأمني الفلسطيني حتى لا تنهار أعمدة البقاء و الوجود الفلسطيني و تستغلها إسرائيل في اتهام السلطة الفلسطينية بعدم جدارتها في قيادة شعبها فضلا عن قيادة للسلام. التجاهل لمطالب الأحزاب و الجماعات الفلسطينية التي ترى بأم أعينها الفساد يستشري داخل الأراضي الفلسطينية و البحث عن المصالح الشخصية لا يخدم القضية الوطنية الفلسطينية، و من المؤكد أن ياسر عرفات يدرك خطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة و المشاريع الأمريكية و الإسرائيلية و لعل إسرائيل عندما عجزت عن العلاج العسكري و السياسي لجأت إلى دب الخلاف الداخلي بين السلطة و بعض الأحزاب. فيجب الوعي السياسي و مراقبة الوضع عن كثب و العمل على توصيات المجلس التشريعي الفلسطيني بأسرع وقت ممكن. shgdf خلق الفتن و التنزاعات بين الجالماعات و الأحزاب الفلسطينية

[email protected]