ردا على مقال" من يخيف مسلم البراك" والذي نشر في "إيلاف"يوم السبت 24/7/2004.

مر زمان لم اصب فيه بالدهشة، لا بل والصدمة، حتى قرأت مقال الاخ بدر العتيبي الذي يمجد فيه ويمتدح النائب الكويتي مسلم البراك. مصدر الدهشة والصدمة كان مرده انه قد هيئ لي وانا استعرض المقال ان الاخ الكريم يتحدث عن رئيس الوزراء صباح الاحمد ذاته او احد الشخصيات الكويتية البناءة، ولكنني تفاجئت بان الاخ يتحدث عن مسلم البراك، وما ادراك ما مسلم البراك.

يقول المقال ان مسلم البراك يحمل قضايا الشعب على كتفيه و يتبنى مواقف وطنية ، وقد نسكت هنا، ولكن المقال يدخل في دائرة الاستهزاء ربما حينما يقول ان البراك يتبنى مواقف قومية، وقد كان الاجدى ربما تصحيح الامر بان البراك يتبنى مواقف نازية.

والبراك لمن لا يعرفه، نائب ذو فكر قبلي، القبيلة والعشيرة تاتي في فكره اولا، وعلى هذا الاساس يرسم توجهاته التي لا ترقى ابدا الى مستوى الفكر الوطني وبالطبع الفكر السياسي . والبراك ذو صوت مرتفع، حاله حال معارضين كثر في العالم العربي، صراخ وعويل بلا ايجاد بدائل ، ولكن البراك يتفرد عن كل المعارضين العرب بانه يتحسس من كلمة القومية، ذلك لانه كما قلت قبلي جدا، هيهات ان يرى الوطن فكيف له ان يرى الامة.

والبراك ينتمي الى ما يسمى الكتلة الشعبية، وهم مجموعة اشخاص خسروا مقاعدهم ووجودهم، ففي الكويت تيارات حديثة متجددة وتيار اسلامي عاقل، وفي هذا الجو من الحراك السياسي والاجتماعي الكويتي لا يجد البراك ورفاقه الا قضايا صغيرة ليقفزوا اليها طلبا للشهرة والفوز بالانتخابات المقبلة.

ان ما يجري في الكويت هو الجواب الامثل على مقال الاخ العتيبي وغيره، فرئيس الوزراء صباح الاحمد يقود حركة تغيير سياسي واقتصادي واجتماعي يسير معه معظم فئات الشعب الكويتي، لكن البراك وكتلته يحاولون الوقوف امام حركة التغيير، وخير دليل على ذلك ان الدورة الاخيرة للبرلمان الكويتي تعطلت كليا في التشريع، و غلب عليها المناكفات والمشاحنات التي كان سببها الاول والاخير مسلم البراك، فهل الوطنية تعني تعطيل التشريع والبناء ؟؟؟

والبراك، كدليل على انه لا يريد خير الكويت، وان ما يحركه عواطف لا تسمن ولا تغني من جوع، انه الوحيد في الكويت الذي ما زال متمسكا بمقولة دول الضد، فهو يرفض فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الكويت والدول التي لم ترسل قوات الى حفر الباطن، ويضع مصالح الكويت جانبا امام عواطفه ومشاعره التي يخجل طلاب المدارس الكويتية ان يحملوها في نفوسهم لانهم ببساطة ييعرفون ماذا يعني المستقبل والتغيير، اما البراك فهو غارض في ماضيه يعد الاصوات الانتخابية، ولتذهب الكويت ومصالحها الى الجحيم مادام سيبقى نائبا.

لقد خسر السعدون والبراك ومن والاهم، وفي الكويت الان تترسخ قيم الديمقراطية والعطاء ، والكويت مقبلة على مرحلة من العلاقات الطيبة مع جميع الدول، ولن يضيرها صراخ البراك ومصالحه الشخصية، لا بل قد يكون وجوده ضروريا كديكور وكمثال لطلبة العلوم السياسية حين يتحدث لهم اساتذتهم عن الفرق بين الديمقراطية والديماغوجيا، والحرية والفوضى، والمستقبل والماضي البالي.