لم يمض على تشكيل هذه الحكومة إلا بضعة اشهر، حتى أصبحت قطاعات واسعة من الناس تفضل رحيلها. فالإنجاز الملموس لها هو رفع الأسعار وإرهاق الطبقات الشعبية. أما مسالة التنمية السياسية وتشكيل الأحزاب فهي لا تهم أحدا الا إذا حققت أهدافها وأهمها ترحيل الحكومة في الوقت الضروري. لا نريد أحزابا ننفق على مهرجاناتها ومكاتبها، ونوفر للسياسيين فرص عمل، وإنما يعنينا استجابة الحكومة لمطالب الحزب الأساسي وهو حزب الشعب الذي لم تلتفت له الحكومة.

ستكون هذه الحكومة كسابقاتها تتكلم كثيرا ولا تنجز شيئا. ربما لأنها لا ترغب أو لا تستطيع أن تقترب من الفئات المتنفذة، وتجد الشعب هو السامع المطيع. ثم إنها تقول أن دوافعها وطنية بحته وكأن الوطنية لا تسري إلا في دماء الحكومة.

ما يعنينا في الأردن هو أن نتمكن من ترحيل الحكومة متى ما كانت سياستها غير مقبولة من الأكثرية من الشعب. ورغم عدم توفر آلية مباشرة لذلك. إلا أن الناس دائما أمالهم معلقة بجلالة الملك. وإطالة عمر الحكومة قد لا يكون حلا ناجحا. وغالبا ما تتعلل الحكومات بقصر المدة، وانه لم يتاح لها الوقت الكافي. وقد جربت هذه السياسة مع حكومة علي أبو الراغب أمضت ثلاث سنوات ونصف ولم تنجز إلا رفع الأسعار، وبيع بعض أسهم الشركات العامة. إننا نود من البداية ترحيل أي حكومة يظهر التذمر منها. والآن لو اجري استطلاع للرأي العام فقد لا تحوز هذه الحكومة أكثر من 30% من أصوات الناس.