الخوازيق انواع... ويشهد تاريخنا العربي وبخاصة ( الحديث ) منه علـى أننا جّربنا كـل انواعها حتى أصبحنا مدمنين عليها. فمن خازوق بلفور الى خازوق العراق ، وما يجهز لنا من خوازيق بوش _ بلير في إقليم دارفور ! مرورا بالخوازيق (المحورية ) 1947 _1967 المؤلمة والتي مازالنا نعاني من آثارها للآن.
وكنتيجة طبيعية لبعض التململ من طرفنا فقد شعر "المُخَوْزِقون " بأننا بدأنا نحطاط لخوازيقهم بين الفينة والأخرى، فالتفـوا علينا عبر خوازيق (من نوعية أخرى) مغلفه بجلسرين اميريكـي ومخصصة (للأقفيـة) العربية، والتي نقوم أحيانا بتسويقها بكل (رجولة )، ولكن ما أن نقبل بها ونوافق على التعاطي معها حتى نكتشف بعد ذوبان " الجلسيرين " أنها مدببة وذات رؤوس حادة ومؤلمة أكثر من سابقاتها، فنعلق بها وتعلق بنا ولا نستطيع منها فكاكا، لا بإخراجها ولا بإمكانية اجراء أي تعديلات عليها أو تشذيبها لتسهيل مرورها..
حقيقة أنني أعجب وأستغرب ممن تقع على عاتقهم مسؤولية فحص ومقارنة تلك " الخوازيق " ومدى مطابقتها للمواصفات والمقاييس العربية قبل القبول بها أو رفضها، ويبدوا أن صنّاعها قادرون في كل مرة على ممارسة الخداع عبر أضافة بعض التحسينات على غلافها الخارجي، بحيث يسارع أولي الأمر منا الى تبنيها والتوقيع على صلاحيتها للأستهلاك، لنكتشف وبعد فوات الأوان أنها من نفس النوعية وأن ألأختلاف الوحيد بينها هو الشكل.
لولا الخوف من (…..)، لعددت لكم آلافا من تلك الخوازيق، ولكنني اراهن على أنكم تحفظونها عن ظهر قلب، ولكن أسمحوا لي أن أشير فقط الى أننا ولتفويت الفرصة على الأعداء، بدأنا نتعامل مع بعض الخوازيق من خارج الأطر السابقة ، ومع هذا فالنتيجة تبدوا أدهى وأمر، حيث أن أكبر خازوق تم توظيبه لنا وما زلنا نتعامل معه بجدية مطلقة هو خازوق ألسلام والذي كان بداية لنوعية أخرى من الخوازيق أسفرت عنها سلالة أخرى من شاكلة اتفاقيات أوسلو وتينيت وتقرير ميتشيل وخارطة الطريق وغيرها ولكن أحدثها على الإطلاق هو خازوق ( الإصلاح بأيدي الفاسدين ).
ألم أقل لكم أننا أصبحنا مدمنين على الخوازيق ؟