حرب افغانستان , جعلت كل القوى والأيديولوجيات المتناقضة ان تتوحد ضد عدوهم المشترك . الشيوعية التي غزت افغانستان الأسلامية ! .
الصليب تعانق مع الهلال بمباركة النجمة السداسية لطرد القوات السوفياتية انذاك , من ارض المجاهدين .. آيات ايران وشيوخ السعودية تناغمت فتاويهم ضد ( الكفرة ) . جنود الجيش الأحمر . الشيخ يوسف القرضاوي كان واحداً من الذين كانوا يقرضون الدعوات الجهادية , ويحثون المسلمين العرب للذهاب الى دار الحرب في افغانستان لمآزرة اهلها المجاهدين , والإنظمام للمقاتلين الذين وفدوا اليها من كل حدب وصوب لأجل طرد الغزاة ( الكفرة ) . الماركيسيون ! .
خرج الروس وسقطت الشيوعية فأنتصر الشيوخ والآيات على معتنقي الفكر الماركيسي .
الصليب والنجمة السداسية خرجى من الساحة , تاركين الهلال في سماء كابول . فالبلاد اسلامية لذا وجب منه ارسال نوره على ارضها . ولكن بدلاً من ان يصبح الهلال بدراً ومن ثم قمراً ليكون شعاعه اكثر سطوعاً ذاب فصار محاقاً واختفى ليعم الظلام الدامس على كل افغانستان بناسها ... !!!
الآيات والشيوخ . تصوروا , فصوروا لأتباعهم بأن ايمانهم هو الذي جعل الشيوعيين ان يفروا من ساحات الوغى , دون ان يعوا او يدركوا بأن ( رفاقهم ) الصليبيون , بأسلحتهم الفتاكة الحديثة . واصحاب النجمة السداسية , بإعلامهم الذكي المدروس , هم الذين طهروا اراضي افغانستان من رجس الماركيسيين ...
اقنع الشيوخ والآيات انفسهم بأن قوى غيبية هي التي مكنتهم من الإنتصار لذا تمادوا . وقبل ان يصير هلالهم محاقاً اعلنوا تحديهم لكل من لا ينضوي تحت خيمتهم السوداء , ملوحين لهم بالويل والثبور . . وكعادتهم في نكص العهد ( وعض ) اليد التي امتدت لمساعدتهم . غدروا برفاق درب امسهم فنقلوا معركتهم الى الدار التي كانت مآواهم ومصدر قوتهم ! .
اعداء الأمس . الماركيسيون قرروا استخدام ذات الورقة التي لعبها الصليبيين في تحالفهم مع الهلاليين ضد قبلة افكارهم المنهار . الأتحاد السوفياتي . فصاروا يصدرون البيانات ويعقدون المؤتمرات وينظمون التظاهرات لمساندة الأعمال الأرهابية والأفعال الإجرامية التي يقوم بها الظلاميين ضد الأمريكان , وكل الفكر الغربي بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان الذي عليه التفكير الأحادي والإنظمام لحزب السلطة المركزية دون غيره , كما هو موجود في ادبيات حزب البعث الذي استلهم جل ايديولوجياته الفكرية من النظرية الماركيسية الشمولية ...
الشيخ القرضاوي . الداعية الذي ما خلت خطبة من خطاباته الجمعوية , إلا وختمها بالدعاء الى الله لإبادة كل من لا يعتنق دينه . !!! اما ندواته التلفزيونية الدائمة طيلة ايام السنة , والتي صيرته نجماً شاشوياً يحسده عليه نجوم المسلسلات العربية الذين يختصر ظهورهم عليها في شهر واحد . هو شهر رمضان , وايضاً ينافسهم فيه شيخنا الجليل . نجده فيها يجاهر بدعواته للجهاد ضد كل من يخالف عقيدته . ويحرض على الفكر الآخر ..
اليوم هو ضيف عمدة بلدية لندن ( الماركسي ) كين ليفنغيستون . فسبحان مغير الأحوال , من حال الى حال !!!! . في ردوده على الإتهامات الموجهة له لمباركاته , الاعمال الإرهابية والإجرامية والتي يسميها , الجهاد . نفى القرضاوي ذلك رغم علمه بأنها موثقة في تسجيلات وكتب وجرائد . وصار يمارس التقية بإظهاره ما لا يؤمن في داخله به !!!
عمدة لندن يدرك جيداً حقيقة ضيفه في حقده على كل ما هو جميل في الحياة , ولكنه يؤآزره بنفيه للإتهامات , لأنه يشاركه البغض على الحضارة التي ازاحت الفكر الشمولي ( الماركسي ) الذي كان يمثله الأتحاد السوفياتي ومنظومته , من الوجود ....
والآن من يلبس من طاقيته ؟
هل القرضاوي سيضع العمامة على رأس عمدة لندن الماركسي ليغدو مفتياً ؟
ام العمدة سيلصق على صدر جبة القرضاوي مدالية ( المنجل والجاكوج ) ليكون داعية ماركيسية ؟؟؟ .
صدق تشرشل في مقولته . ليست هنالك سياسة دائمة , بل توجد مصلحة دائمة وما تلاقح هدف عمدة لندن مع فكر القرضاوي سوى زواج مسيار ....


السويد