ظهرت الثورة المعلوماتية والناس ما بين مؤيد ورافض لها ولكن المؤيدين لها عرفوا أهميتها فأيدوا كل ما فيها والرافضين رفضوا كل شئ فيها خيرها وشرها. ولكن يجب أن نقف في صف المنصفين للإنترنت فنقبل كل شئ سلمي في داخلها ونرفض كل شئ غير سوي فيها وبما أننا نعيش أزمة الإرهاب هذه الأيام فإنني سوف أتحدث مباشرة في الجانب الغير سوي من الإنترنت وأهم موضوع في ذلك هو "الإرهاب". أما المواضيع الأخرى ففي مقالات مقبلة إن شاء الله بما في ذلك الجزء السلمي من القضية فدعونا وإياكم نبحر في موضوع الإرهاب والإنترنت.
تستخدم المجموعات الإرهابية حالياً تقنية المعلومات لتسهيل الأشكال النمطية من الأعمال الإجرامية. وهم لا يتوانون عن استخدام الوسائل المتقدمة مثل: الإتصالات والتنسيق وبث الأخبار المغلوطة وتوظيف بعض صغار السن، وتحويل بعض الأموال في سبيل تحقيق أهدافهم.
واستخدام الإنترنت لإغراض دعائية على وجه الخصوص أمر منتشر في العالم. ففي الولايات المتحدة الأميركية يتم استخدام الإنترنت من قبل جماعات إرهابية لتوظيف المؤيدين لفكرهم ولجمع الأموال اللازمة لبرامجهم. وما يجب الاشارة إليه أن المسألة الإرهابية ليست محلية فقط. فمثلما سبقنا الغرب في استثمار التكنولوجيا فقد سبقونا في سوء إستخدامها.

واليوم فإن مجتمعاتنا أصبحت معتمدة اعتمادا شبه كلي على تقنية المعلومات، ولهذا السبب فإن اي هجوم على أنظمة الكمبيوتر رسمية كانت أو خاصة أصبح من الأمور الاعتيادية في حياتنا اليومية. فمجرموا الإنترنت يستولون على المواقع الحساسة ويسرقون المعلومات ويمتلكون القدرة على نشر الفيروسات بسبب العدد المتزايد من برامج الكمبيوتر القوية والسهلة الإستعمال في آن واحد والتي يمكن تنزيلها من الشبكة بدون مقابل.

ولكن ماذا يقصد بإرهاب الإنترنت؟


إتفقت غالبية التعريفات على أن إرهاب شبكة الإنترنت هو أي شكل من أشكال الإرهاب الذي يستخدم تقنية المعلومات كسلاح او هدف. ومن المهم هنا التفريق بين جرائم الإنترنت وإرهاب الإنترنت اللذين يتشابهان في استخدامهما لتقنية المعلومات لكن الفارق الجوهري هو تطلعات كل فريق. فإرهاب الإنترنت له أهداف سياسية أو إجتماعية أ و دينية تتوجه لزرع الخوف والتوتر بين الأفراد أو عمل ما من شأنه من انتهاك الممتلكات العامة أو الخاصة أو تهديد أمن الدول.

ونظراً إلى أن الإنترنت هو الرابط الوحيد بين تحركات الإرهابيين الذين تم القبض عليهم مؤخراً في الرياض، وهم من البارعين في تقنياته، ومولعون باستخدامه لتمرير مقولاتهم وأفكارهم، فما فاتهم هو أن الوسيلة التي إستخدمها هؤلاء الإرهابيون لترويع الناس هي الوسيلة نفسها التي أسهمت في القبض عليهم وذلك بحصر النطاق الجغرافي الذي يتحركون فيه. وهي خطوة مهدت، تالياً، للتعرف على أماكنهم ومن ثم مهاجمتهم.

بإمكان الحكومة السعودية ان تشرع المئات من القوانين التي من الممكن ان تحد من إستخدام الإنترنت كوسيلة لهؤلاء الإرهابيين لتنفيذ مخططاتهم المجنونة وتستطيع أيضا أن تقوم بتوظيف المئات من الفنيين البارعين باستخدام الإنترنت لمطاردة وكشف هذه المخططات قبل حدوثها لاسمح الله. كل هذا لايكفي طالما في المقابل توجد فئات من مجتمعنا تسهم وربما عن غير قصد في نشر بعض القيم أو الأخبار التي تزيد من حدة التوتر الحالية مثل القيام بنشر رسائل تبرر ما تفعله هذه الفئات الضالة بمجتمعها.

لذا يبدو واضحاَ أن خطر هؤلاء الإرهابيين في تزايد ولن تنجح محاربتهم إلا بتعاون الجميع الدولة والأفراد معاً فلنكن جميعا رجال أمن في التصدي لهم. وإذا كان رجال الأمن قادرون – بحمد الله- على القيام بدورهم فأقل ما نستطيع فعله هو التوقف عن نشر كل ما يمجد أفعال هؤلاء القتلة.
اللهم إحمي وطني لما فيه خير لديني وشعبي.

خبير تقنية المعلومات
[email protected]