عائدة ياسين وصفاء الحافظ وصباح الدرة ومئات الشهداء من الحزب الشيوعي العراقي؟
ان الشهداء الوطنيين متساوون في المنزلة والمكانة والتقديرعلى الرغم

من الفوارق الطبقية والاجتماعية والدينية والايديولوجية

أليس من حقنا ان نكتب عن شهداء قدموا حياتهم من اجل قضية شعبهم العراقي؟ لكي نكرمهم ونضعهم في مكانهم الطبيعي كرموز لأبناء شعبنا العراقي وكذلك الاجيال القادمة.. أليس من حق كل شهيد ان يكون علماً عالياً في سماء العراق؟ فلماذا الحديث عن اسماء معينة من الشهداء دون غيرها، واعتبرت كاعلام في الشهادة وكأن الآخرين ليسوا بالاعلام العالية ايضاً؟ اين اسماء الشهداء من القادة الشيوعيين الوطنيين؟
نحن بهذه الاسئلة نريد فقط اعطاء الحق للجميع بدون استثناء، كما نحن مع تكريم الشهداء التي ظهرت اسماءهم بعد سقوط النظام العراقي وليس بالضد منها، لكننا نتسآل بصراحة وكما يقول المثل " صديقك من صَدقك" هل هناك فرق في منزلة ومكانة وتقدير شهيد على شهيد آخر ، الا يحق للشهداء الآخرين الحق في التكريم كما أحق حق الشهداء مثل الشهيد الصدر واخته بنت الهدى والشهيد الثاني محمد الصدر..
لن اخفي موقفي واعتقادي بان الشهداء متساويين في المنزلة والمكانة الدنيوية والأخرى على الرغم من الفوارق الطبقية والاجتماعية والانتماءات الحزبية والايديولوجية.
الشهيد هو البطل لأنه وقف امام وضد آلة الاضطهاد والقهر والدكتاتورية حتى آخر قطرة من دمه، وقدم نفسه قرباناً للشعب ووضع مصالحه في الدرجة الثانية وبالدرجة الاولى قدم مصالح وطنه وشعبه واعتبرهما فوق مصالحه الشخصية ومن هنا تكمن بطولته المطلقة وليس النسبية.. هناك ابطال مازالوا يعيشون بيننا ولكن بطولتهم نسبية بالنسبة لبطولة الشهيد المطلقة..
لا اريد التنابز في قضية الشهداء لأن قضية الشهادة ارتبطت منذ الازل بالناس كأفراد ومجموعات.. لكن والحق يقال عليّ ان أذكر بشهداء الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه وحتى الوقت الراهن.. فليس يوسف سلمان يوسف (فهد) وزكي بسيم ومحمد الشبيبي إلا قادة وطنيين مخلصين شرفاء صعدوا منصة المشنقة وهم يهتفون باسم الوطن والشعب .. بينما كانت الشهادة مثل يضرب به، ولقد حاول الاستعمار البريطاني والحكومة الملكية والعهود السابق للاخوين عارف والفترة الاولى والثانية لحكم حزب البعثفاشي تشويه الحقائق وتلفيق التهم ضدهم لكنهم خسئوا لأنهم بقوا في ضمير شعبهم وبخاصة الطبقات الكادحة وجميع الوطنيين الشرفاء، وليس سلام عادل وجمال الحيدري والعبلي وحسن سريع ورفاقه والمناضلين الآخرين الا قادة وطنيين قادهم اخلاصهم لقضية الشعب والوطن الى التضحية بحياتهم من اجل شعبهم ووطنهم ودرء الدكتاتورية والظلم والاضطهاد عنه.. ولم يغب عن بالنا اؤلئك الشهداء الميامين الذين سقطوا في ساحة الوغى وهم يصارعون اعتى دكتاتورية وارذل سلطة قمعية وفي مقدمتهم شاكر محمود والخضري وستار خضير والكواكب الاخرى في كردستان العراق من الانصار الابطال وفي كل انحاء البلاد من العرب والكرد والتركمان والكلدو اشورين ومن مختلف فئات الشعب العراقي الدينية والمذهبية.. انهم شهداء التحرير شهداء الحرية والعدالة والديمقراطية، شهداء الحق والعدالة الاجتماعية، شهداء الاستقلال الوطني المدافعين عن الشعب الذين وقفوا بكل ما استطاعوا عليه ضد الحروب ومن اجل السلام وحقوق القوميات المتآخية في العراق..
ان شهداء الحزب الشيوعي يشكلون نبراساً مضيئاً لجميع العراقيين الوطنيين الذين يقفون اليوم من اجل الاستقلال التام ومن اجل بناء العراق وتحقيق حلم الجماهير الكادحة في الحرية والديمقراطية والعدالة ودولة القانون والمجتمع المدني والسلام والامان وتأمين لقمة العيش الكريمة للمواطن العراقي بدون المساس بكرامته والغاء حريته والتدخل في قرارته وتجييرها لمصلحة السلطة الحاكمة الظالمة..
وامام التطورات الجارية في قضية محاكمة صدام حسين واركان نظامه يتبادر للذهن سؤال ملح ـــ من المسؤول عن مصير كوكبة الشهداء عائدة ياسين وصفاء الحافظ وصباح الدرة وسهيل شرهان وعشرات الشهداء من الرجال والنساء بعد ان غيبهم نظام القتلة البعثفاشي واختفت اخبارهم وآثارهم بعد اعتقالهم؟ كيف يمكن توجيه الاتهام لصدام حسين وسلطته في هذه القضية المهمة ؟.. اليس من الافضل جمع الادلة والبراهين وتقديمها الى قاضي التحقيق أو لجنة التحقيق أو اية جهة تتحمل مسؤولية جمع الادلة لجرائم صدام حسين وجرائم سلطته المعروفة؟..اليس من حق هؤلاء الشهداء محاكمة ليس صدام حسين وغيره من المسؤولين فحسب وانما سلطة حزب البعث العراقي التي دمرت العراق واقامت سجنها الكبير للشعب واقامت المقابر الجماعية واستعمال الاسلحة المحرمة دولياً..
ان من الضروري جداً ان يقوم الحزب الشيوعي العراقي بتوجيه التهمة لصدام حسين ونظامه الشمولي بأسمه دفاعاً عن شهداء الحزب الذين هم في الوقت نفسه شهداء الشعب والوطن.. تهمة اعدام واغتيال وتصفية واختفاء عشرات الشيوعيين واستشهادهم تحت التعذيب الهمجي، من الضروري ان يحمل الملف الذي يقدم للتحقيق ادلة مادية لا تدحض بما فيها اسماء الشهداء وعشرات القضايا الاخرى التي تخص الاعتقال والتعذيب النفسي والجسدي والاعتداءات الجنسية غير الانسانية.. انها مهمة صعبة ولكن مطلوبة لكي تؤرخ للاجيال القادمة وتكون نبراساً مضيئاً لطريق الحرية والعدالة والديمقراطية..