تقف بعض الأطراف المناهضة للاحتلال ( مع أن العراق قد حصل على السيادة حسب الأمم المتحدة ) ضد كل من يتعامل مع دول التحالف، تلك الدول التي خلصت العراق من الاحتلال الصدامي وتعده عميلا .

البعض من هذه الأطراف لا تكتفي باعتبار الشخص المتعامل مع هذه الدول عميلا فقط، بل أنه يستحق القتل بطريقة الذبح اللااسلامية سواء أكان هذا الشخص عراقيا، أم باكستانيا أم، مصريا، أم روسيا، أم فليبينيا، أم بلغاريا ... سواء أكان هذا الشخص سائقا، أم مهندسا نفطيا جاء الى العراق ليصلح أنابيب النفط، أم مهندسا كهربائيا جاء ليصلح مولدات الكهرباء العاطلة منذ سنوات طويلة، أم طبيبا، أم أستاذا جامعيا، أم شرطيا، أم وزيرا، أم مديرا عاما، أم زبالا فالفكرة التي تتبناها هذه الأطراف المتطرفة ( جدا ) هي أن من يتعامل مع قوات الاحتلال خائن وعميل ويستحق ( الذبح ) بعد الاختطاف أو قبله .

ما دخل الرياضة في هذه المقدمة السياسية؟! ربما يتبادر الى ذهن القارئ هذا السؤال في هذه اللحظات وحتى لا نسهب طويلا في القضايا السياسية فسندخل بالموضوع مباشرة .

وفق هذه النظرية ( الوطنية جدا ) أي نظرية ذبح العملاء الذين يتعاملون مع دول التحالف فان حسين سعيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم وأعضاء اتحاده خونة وعملاء ويستحقون الذبح على الطريقة اللااسلامية ذلك لأنهم اتفقوا مع الاتحاد الانكليزي ووزارة الخارجية البريطانية على تنفيذ مشروع يتم بموجبه تطوير كرة القدم للشباب في العراق وقد اختار الاتحاد العراقي لكرة القدم أربع مدن هي بغداد وأربيل والنجف والبصرة لغرض تطبيق مفردات هذا المشروع .

لقد اعترف ناجح حمود نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم بعظمة لسانه بهذه الجريمة ( النكراء )، إذ قال:

إن هذا المشروع الكروي التطويري تتبنى تكاليف اقامته وزارة الخارجية البريطانية والاتحاد الانكليزي اللذان رصدا مبلغا كبيرا لتنفيذه باشراف رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم حسين سعيد وهو يهدف الى تطوير الفئات العمرية الصغيرة وادخال المدربين العراقيين في دورات تدريبية لرفع مستوى كفاءتهم وتأهيلهم للاشراف على تلك المراكز التي سيتم تزويدها بجميع المستلزمات التدريبية .

لاحظوا العمالة فهؤلاء أعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم يريدون تطوير كرة القدم للشباب بالعراق باستعانتهم بالأفكار الانكليزية ( المتخلفة ) في مجال كرة القدم وبأموال الانكليز الذين أنقذونا من المحتل الصدامي وكان الأولى بهم أن يستعينوا بأفكار المنظمات التي وصلت الينا من جبال أفغانستان، تلك الأفكار التي ملأت مدننا بالدماء والجثث المتطايرة شمالا وجنوبا، تلك الأفكار التي ألبست أمهاتنا الثياب السوداء بعد أن نزعتها يوم التاسع من نيسان ذلك اليوم الذي سقط فيه الصنم .

مرحى لهذه العمالة ... علينا أن نساند هؤلاء (العملاء ) الذين سيساهمون في خدمة بلدهم وأبناء بلدهم فالمشروع الانكليزي سيستفيد منه العشرات، بل ربما المئات من شبابنا في أربع مدن عراقية تم اختيارها بطريقة ذكية جدا من قبل هؤلاء ( العملاء ) فبغداد العاصمة ومدينة من شمال العراق ومدينة من الجنوب وأخرى من الوسط فهذه المدن تمتع بشعبية واسعة للعبة كرة القدم، فضلا عن أن هذا المشروع سيقدم خدمة كبيرة الى عدد من مدربينا بعد أن يتم اشراكهم في دورات تدريبية متقدمة ولا ننسى أيضا أن هذا المشروع سيقدم تجهيزات تدريبية لشبابنا الذين هم في أمس الحاجة اليها بالوقت الحاضر .

متى يفهم البعض من أننا من الممكن أن نستفيد من هذه الدول ونتعلم من هذه الدول التي سبقتنا في مجالات عديدة ... متى يفهم هذا البعض أن للعمالة وجوه أخرى غير المعنى الذي تعلموه في كتب ( القائد المؤسس ) ربما لو سأل هؤلاء أي موظف يعمل بالمصارف عن الاسم الذي يطلق على زبائن المصرف لقال لهم أنهم عملاء ... عذرا لعملاء المصارف فربما ستتنبه لهم قوات فلول جبال أفغانستان وستقدم على ذبحهم لأنها قد اكتشفت عملاء جدد لم تكن قد وضعتهم في حساباتها مثلما ذبحت السواقين الباكستانيين والأتراك وغيرهم من الذين حملوا للعراق المواد الغذائية والصحية ومثلما ذبحوا المهندسين الذين جاءوا الى العراق ليبنوا العراق الجديد وعذرا لاتحاد الكرة العراقي أيضا .

[email protected]

كاتب عراقي مقيم في استراليا