إلى الأستاذ محمد سلام

أتابع قناة الحياة اللبنانية وجملة الباقة اللبنانية بعد أن من الله علينا بنعمة زوال صدام وازلامه وأعوانه وعيونه ونعمة الأطباق فأصبحنا نعلم بوجود هذه القنوات وغيرها، وقد كتبت سابقا عن برنامج الحدث، واليوم تابعت برنامج نهاركم سعيد، الذي اسأله تعالى أن يجعل الأيام كلها سعيدة على الإنسانية جميعا والعراقيين واللبنانيين والحياة خصوصا، ليوم الأربعاء 4/أب/2004 والذي استضاف الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ محمد سلام وأنا اغبطه هنا على النعمة التي امتلكها .
من خلال المحاورة أشار أستاذنا إلى أن الذي يجري في المنطقة حاليا هو مجموعة تفاهمات وليس مشروعا أميركيا، ولست بموقع الرد على أستاذنا الكبير بقدر ما وددت مناقشة رأيه هذا بقدر ما انعم به الباري عليَّ وهو ولي التوفيق.
من البديهي بين من تجري التفاهمات لو أخذنا برأي الأستاذ محمد، وعلى ما، وكيف تتم، إذ إن من البديهي والأساسي في أي تفاهم يتم هو الندية بين الأطراف المتفاهمة وعلى جميع المستويات والمادية خصوصا.
ولان الأستاذ يرى أن الجاري حاليا في المنطقة والذي سيجري هو تفاهمات بين الأطراف وبين فرعون العصر الولايات المتحدة الاميركيه وحليفاتها، فلابد من محاولة استقراء الحالة وهل أن الأطراف الحالية في المنطقة تمتلك شروط أو متطلبات الندية لكي يتنازل الطاغوت والسيد إلى رعيته أو خادمه لكي يتفاهم معه.
كما أن مصالح الطاغوت وحلفائه متسعة جدا وأهمها إنسان المنطقة وقيمه ومعتقداته وملبسه ومسكنه وأماله وتطلعاته، وهذا ما صرحوا به في كل المناسبات وأخيرا طرحوا مشاريع الإصلاح سواء ما كان منها بالصياغة العربية أو بالصياغة اللاتينية، فهما سواء في المضمون والمحتوى مختلفان بالتركيب اللغوي والنحوي.
ما تمثله الزعامات الحالية في المنطقة، وفي رأي الخاص، هي منقسمة تحت العناوين الاتيه:
-موظفين معينين من قبل ذوي المصالح في المنطقة.
-أجراء لذوي المصالح في تنفيذ ما يطلب منهم.
-عبدت الكراسي والزعامات ومستعدون لتقديم أية خدمه للجلوس على الكراسي أطول مده.
وان وجدت تصانيف أو عناوين أو وظائف أخرى فأنها في ذات العمل والتوجه مما يعني العمل المباشر أو غير المباشر ضمن دوائر القرار والمصالح الخاصة بالدول العلمية، وهنا أريد التأكيد على أن ما يسمى بالدول المتقدمة أو غير ذلك من المسميات فهي لا تعدو تطورها في المجالات العلمية على جميع الصعد المادية والغير ماديه من نواحي الحياة.
ومن هنا فلا يمكن للأجير أن يكون ندا لمستأجره ولا العبد لسيده ولا الولي لصاحب نعمته، ومن ذلك فلا يمكن أن تحصل التفاهمات بين هذه العناوين التي اشرنا أليها سابقا.
وأما المصالح التي يتم أو تمت التفاهمات حولها، فيمكننا حصر مصالح زعامات المنطقة في مصلحه واحده وواحدة فقط لا تعدو البقاء في الحكم أو الوصول أليه حتى في المتمقرطه والتي تتصارع القوى فيها بين التجديد والتمديد وكأن الأمهات أحجمن عن ولادة البدلاء.
بينما يمكن وصف مصالح الدول المتقدمة بأنها تشتمل حتى ذرات تراب المنطقة ومكونات هوائها ونفسية أبنائها.
وهنا أيضا لا وجود لتفاهم بقدر موافقة أصحاب القرار على التعيين أو البقاء أو التمديد أو التجديد أو الخلافة للابن أو البنت أو قرار مجلس الفقهاء.
فمتى ينجلي ليل المنطقة ومتى تنتهي أزماتها ومتى تدخل مضامير العلم والإخلاص والمعرفة المقترنة بالشفافية لخدمة شعوب المنطقة وأبنائها واستغلال خيراتها.
حينذاك ستأتي الطواغيت والفراعنة وتقف على أبواب المسؤولين في المنطقة تطلب مقابلتهم وتقدم التنازلات لكي تصل إلى التفاهمات.
يوم تتقلص الأجهزة الأمنية إلى جهاز يحمي ذمار البلد ويكافح الفساد والجريمة وخصوصا في دولة عرفات!!!.
[email protected]