عذرا لأنني سأستغل هذه المساحة وربما وقت القراء لأبعث رسالة الى أحمد الحجية رئيس اللجنة الأولمبية العراقية. هذه الرسالة أبعثها بمناسبة سفرالحجية وأعضاءالوفد الأولمبي العراقي الى اليونان لغرض المشاركة في أولمبياد أثينا.

الأستاذ الفاضل أحمد الحجية رئيس اللجنة الأولمبية العراقية ( المنتخب ديمقراطيا )

تحية طيبة

أبدأ رسالتي بدعوة الباري عز وجل أن يوفقكم وأعضاء وفدنا الأولمبي في رحلتكم الى أثينا. من المؤكد أننا نطمح الى تحقيق انتصارات خلال مشاركتنا في هذا الأولمبياد ومن المؤكد أننا نحلم أن نحصل على ميدالية أولمبية مهما كان لونها لتضاف الى الميدالية اليتيمة التي حصل عليها رباعنا المرحوم عبدالواحد عزيز في أولمبياد روما في العام 1960، لكن ذلك الطموح وذلك الحلم ليس هو مبتغانا الأول، إذ علينا أن نفكر بواقعية والواقعية هنا تقول أن الظروف التي تعيشها رياضتنا بالوقت الحاضر هي ظروف صعبة جدا ونعرف أن الحصول على مثل هذه الميداليات لا يأتي الا بظروف استعدادية خاصة يجب توافرها قبل الدخول الى معترك هذا الأولمبياد وعلى هذا الأساس فأننا نعتقد أن هناك بعض الأمور التي نتمنى أن نحصل عليها خلال هذا الأولمبياد. لقد وضعت كلمة ( المنتخب ) بعد اسمكم في أعلى الرسالة متقصدا ذلك، إذ أنني أريد من خلالها أن تفهم جميع الرياضيين الذين سيتواجدون في أثينا أن العراق الرياضي الجديد في العراق الجديد قد انتخبكم رئيسا للجنة الأولمبية في ممارسة ديمقراطية لم تشهدها الرياضة العراقية منذ مدة طويلة، إذ أن الرئيس السابق كان قد تسلط على كرسي رئاسة هذه المؤسسة المهمة سنوات طويلة دون وجه حق.

السيد رئيس اللجنة الأولمبية المحترم

أرجوك أيضا أن تخبر الجميع هناك أن بناية اللجنة الأولمبية الجديدة لا يوجد فيها معتقل ولاتوجد فيها أدوات لتعذيب الرياضيين. أرجوك أن تخبرهم أيضا أن أعضاء اللجنة الأولمبية الجديدة هم من الرياضيين، إذ لم لا مكان لأمثال عمر سبعاوي وجمال مصطفى وأرشد ياسين وروكان رزوقي في رياضة العراق الجديد.

أرجو أن تخبرهم أن العراق الجديد بخير بالرغم من أن الشمس لم تشرق بكاملها عليه، إذ أنه تخلص من النظام الدكتاتوري وهكذا الحال بالنسبة للرياضة بالعراق فقد تخلصت هي الآخرى من الطغاة وبدأت تعود الى الساحة الرياضية وبدأت تحقق الانجازات وما تأهل منتخبنا الأولمبي الى هذا الأولمبياد الا تأكيد لما حصل من تغيير كبير على وضع الرياضة العراقية.

أخبرهم أيضا أن الرياضي العراقي يتمنى الفوز في جميع المباريات والمسابقات التي يخوضها وحينما يخسر فلا يخاف من أن يضرب بالسوط أو يجلد أو يسجن فقد ولى ذلك الزمن الغابر زمن الطغاة والجبابرة.

أخبرهم أن الشمس ستشرق بكاملها عما قريب جدا على أرض الرافدين، أرض الحضارات، أرض بابل، وآشور بعد أن يتخلص من البقية الباقية من زمرة المجرمين والقتلة والمخربين، لاسيما هؤلاء الذين وصلوا الى العراق من جبال أفغانستان.

أرجوك أن تخبرهم أن أهل العراق لهم رغبة كبيرة بالعيش بسلام وأمان بعد أن دمرتهم حروب النظام السابق الظالمة التي فقدوا فيها خيرة أبنائهم. أخبرهم عن الجرائم الأخرى التي اقترفها ذلك النظام بحق أبناء العراق في حلبجة والأنفال وعن المقابر الجماعية أيضا. أخبرهم أن أهل الفلوجة أناس في غاية الطيبة، لكن المرتزقة خدعوهم وحتما سيدركون الخطأ الذي وقعوا فيه وسيأتي اليوم الذي يصطفون به مع شعب العراق آجلا أم عاجلا كذلك أهل الأعظمية وأيضا أبناء سامراء الذين أنت منهم.

الأستاذ أحمد الحجية المحترم

أخيرا نقول أن ثقتنا كبيرة بك وأنت تستحق هذه الثقة. نحن نعرف أنك تقدر أن العراق أمانة في رقبتك وسوف تتحدث بما يليه عليك ضميرك وأخلاقك.

قل ما شئت هناك... لن نرفع السيف في وجهك فقد ولى عهد السيوف. هذه ليست أخلاقنا وهذه ليست لغتنا أنها لغة غيرنا... أنت تعرفهم ربما أكثر مني. لقد تبقى القليل من هؤلاء الذين تتلمذوا في مدرسة لا تعرف غير هذه اللغة وحتما سيأتي اليوم الذي يجدون فيه أنفسهم في المزابل التي أنتهى اليها النظام الذي كانوا ينتمون اليه.

وفقكم الباري عز وجل في مهمتكم الوطنية


كاتب عراقي مقيم في استراليا

[email protected]