قد يكون ادق وصف للاحزاب الكردية في سورية، انها احزاب ورقية لاسباب كثيرة اهمها، ان عملها يقتصر على اصدار البيانات والبيانات والبيانات ولاشيء اكثر من ذلك، لانها وبسبب هزالتها وضعفهاورؤيتها الحزبية الضيقة جدا - الحزب والمنصب اولا واخيرا- لاتستطيع عمل شيء آ خر في مواجهة السياسات العنصرية والشوفينية للنظام السوري بحق الشعب الكردي سوى اصدار البيانات.
منذ خمسين عاما تقريبا وهي تصدر البيانات وتندد وتشجب مثلها مثل الانظمة العربية والاحزاب العربية اليمينية واليسارية والتقدمية والرجعية العمودية والافقية المستقيمة والملتوية، ومع ذلك لم تقدرهذه الاحزاب - الكردية - ان تؤثر على موقف واحد للنظام السوري وممارساته تجاه الشعب الكردي ووجوده وحقوقه القومية المشروعة في اطار الوطن السوري الكبير.
ثمة ذريعة جاهزة لدى هذه الاحزاب وهي التذرع بالعمل السياسي وكان العمل السياسي يقتصر على توزيع البيانات طبعا بعد ان توافق الاجهزة الامنية عليها لانه قبل طباعة اي بيان مهما كان شكله ومستواه حتى ولو كان تضامنيا مع موقف رسمي للنظام لابد للمخابرات من الاطلاع عليها قبل السماح بنشرها وهذه حقيقة معروفة للجميع وان حاول البعض القول غير ذلك.
بالتاكيد لاياتي هذه الفهم للعمل السياسي من عدم معرفة بل على العكس من معرفة كاملة ولكن بسوء نية وتقصد للالتفاف على الجماهير الكردية والسير بها كما تشاء تلك الاحزاب التي تعمل من اجل نفسها لا من اجل الشعب الكردي وحقوقه او لنقل الضحك عليه.

المشكلة الحقيقية امام الاحزاب الكردية السورية انها لاتقوم بمراجعة حقيقية لنفسها وعملها وللمتغيرات في سورية والمنطقة والعالم منذ نشوئها وهي تسير على السكة نفسها وبنفس التنظيم والالية وبنفس البرنامج والخطاب السياسي الذي عفى عليه الزمن رغم كل التحولات التي طرات على طبيعة النظام السوري ظلت هذه الاحزاب كما هي بل على العكس رجعت الى الوراء بسبب انزواءالكثيرين من الكوادر والمناضلين منها لانها ظلت تجتر شعاراتها دون ان تمتلك القدرة على تحقيق اي شيء منها.
فماذا حققت هذه الاحزاب التي تنادي جميعها بتامين الحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية للشعب الكردي ورفع الاضطاد والاجراءآت العنصرية..لاشيء طبعا.
لم تفعل هذه الاحزاب الورقية شيئا امام الحزام العربي والذي بموجبه تم مصادرة الاراضي الفقراء الاكراد ومنحتهم للعرب الغمر الذين استقدمتهم النظام من محافظة الرقة وامام الاحصاء الاستثنائي والذي جرد الالاف من المواطنين الاكراد من الجنسية السورية لتغيير الطبيعة الديموغرافية لمحافظة الحسكة وامام التمييز بحق الاكراد في كل شيء ومعاملة المواطنين الاكراد كمواطنين من الدرجة الخامسة وفصل الطلبة الاكراد من الجامعات والمعاهد ومحاربة الثقافة الكردية بغية القضاء على الهوية الكردية وتحويل الاكراد الى عرب اقحاح.
واليوم وبعد انتفاضة آذار ماذا فعلت هذه الاحزاب لتكون على مستوى هذه الانتفاضة التي اكدت ان الاكراد لن يتراجعون عن حقوقهم كمواطنين سوريين متساويين في الحقوق والواجبات..لاشيء.
وكل يوم تاتينا اخبار عن وفاة عدد من المعتقلين تحت التعذيب واعتقال العشرات من جديد كل ذلك امام صمت مخز لهذه الاحزاب التي لاتعمل شيئا سوى اصدار البيانات
الم تفهم هذه الاحزاب ان الانظمة الاستبدادية لاتبالي بالبيانات ام انها تحتاج الى خمسين سنة اخرى لتفهم ذلك.
الله يعين الاكراد على هذا النظام وهذه الاحزاب التي تخدم النظام اكثر مما تخدم الاكراد.