البرتقالة.. شبح يخيف الزوجات ويطرد منهم النوم

هذه الأغاني تروج للدعارة وهي سلعة سيئة عمرها قصير!
يرى الكثير من المهتمين بالشأن الفني في العالم العربي، أن بروز ظاهرة "العري كليب" أضحى بوابة عبور لبعض الفتيات يساهمن من خلالها في تدني الذائقة الفنية لدى الجمهور، وفي نشر فن يهيج الغرائز ويسيء للقيم والأخلاق.
وأحدى الجهات التي تقف خلف ترويج تلك الظاهرة، كما يرى الكثير من النقاد، بعض القنوات الفضائية التي فتحت شاشاتها لاستقبال "التأوهات" بعد ان أصبح المكان المفضل لتصوير هذه الأغنيات هو غرف النوم.
من الأغاني البارزات حاليا على هذه الساحة أغنية البرتقالة" التي دخلت إلى فضاءات المنازل في العالم العربي والذي خرج بسببه الحب والإحترام للزوج لزوجته من النافذة بعد أن كان يراها قمر 14.. حيث جاءت البرتقالة كهاجس للزوجات بعد أن تلمسوا تلك التأوهات الخارجة دون أرادة الزوج عند مشاهدته لتلك الأجسام المتعرية والمتمايلة تارة يمناً وتارة أخرى يسرا وتارة (هز يا وز).. الغريب في الأمر أن تلك الإغنية الخارجة حتى عن القانون الإباحي جاءت من فضائية تحمل أسم بلد عزيز علينا تنفس الصعداء من جراء التحرر من الديكتاتورية.. جاءت هدية هذه الفضائية برتقالة تثير غرائز الطفل مروراً بالشاب المراهق وإنتهاء..
قنوات في شهر العسل!
الغريب ان كل هذا يحدث أمام مرأى ومسمع من الإعلام العربي المهني الموسيقي المنوط له حماية الذائقة الغنائية العربية من هذا الإسفاف والابتذال الذي لا يحق ان نطلق عليه كلمة غناء بعد ان أهانوا جسد المرأة إلى أقصى درجات المهانة، ولكن للأسف البعض تفهم الموضوع بأسلوب خاطيء في محاولة منهم، لتحقيق الشهرة في وقت قصير عن طريق خلع الملابس وتصوير مشاهد ساخنة وعنصر الإخراج هو الأزمة من وجهة نظر الفن القاصر..لماذا لا نقاوم مثل هذه التفاهات" عن طريق معاقبة كل مخرج يصور أغنية مليئة "بالعري والايحاءات الجنسية بالإضافة لمعاقبة أي فتاة تتبع النقابة وقامت بتصوير أغنية "بورنو كليب".. و بالإضافة أيضا إلى السيطرة على القنوات الفضائية التي تتبارى في تقديم "العري كليب" والخلاعة دون مراعاة للذوق العام".

الانهيار بسرعة مخيفة !
وهنا نتساءل "هل قيامنا بالتصدي لهذا الانهيار الغنائي هو تشجيع على تقديم المزيد من هذه النوعية من الأغاني "الخليعة"،. "تخلصنا من ورقة التوت الأخيرة تماما وأصبحنا ننهار بسرعة مخيفة، فالموضة الآن أصبحت لا تكمن في كيفية الترويج لفن جيد بل كيفية الترويج للدعارة والانهيار الأخلاقي، وللأسف فالخجل اختفى عند بعض الفتيات والخوف كل الخوف ان نصل للمرحلة التي تظهر فيها مطربة تغني وهي ترتدي ملابسها كاملة فيتم القبض عليها على أساس انها محترمة، وترفض تعرية جسدها، مثلما تفعل بعض الفتيات اللاتي فشلن في مهنة ما، فاتجهن إلى الغناء لتحقيق الشهرة.. ولا يهم أن يتعرين فالمهم عندهن هو الشهرة".. فليس صحيحا ما يتردد من أن الفيديو كليب هو الطريق الأسهل للغناء بل هو الطريقة الأسرع لأشياء أخرى يعلمها بعض بائعي الكاسيت وعارضو "اللحم الأبيض" حيث تبقى النظرة المتسقبلية تؤكد.. ان التسابق في العري هو مجرد سلعة سيئة عمرها قصير".
وهل معنى هذا أننا فقدنا كل ما أعطاه الله لنا من نعم التفكير والتميز بين الجيد والردئ.. وهل أصبحنا نتباهى ونتسابق في إثبات أننا لا نرتقي إلى ان نكون بشراً.. ونستخدم حواسنا استخداما يغضب حتى "الحيوانات".. وهل هانت على هذه الفتيات كرامتهن؟
ان كل جهة تريد دائما ان يكون لها دور أمام الناس لكن للأسف هذه الأدوار أصبحت شاغرة.. الرقابة والنقابات الفنية والإعلام.. كلها أدوار يتم تأجيرها "مفروش" والمطلوب من شاغلي هذه الأدوار ان يتحركوا في الاتجاه الصحيح، لان السلعة أصبحت لا تباع إلا عن طريق الاعتراض.. نحن نعترض وبعدها تباع السلعة الرديئة، فهل هذا شيء طبيعي؟!"
مؤلفون في قفص الاتهام
أن ما يحدث الآن هو "طوفان من أغاني البورنو كليب والسبب فيها هم الفنانون الكبار الذين يتركون الساحة أحيانا، وهم غير قادرين على الحفاظ على مكانتهم الكبيرة ويحاولون الآن البحث عن أنفسهم وسط ما يحدث وهذا شيء مخز ومحزن في آن واحد.. وما يحدث الآن نعتبره ظاهرة غريبة، والخوف أن ينتهي الأمر بالبعض في السجن ولا يملك احد إيقاف العري كليب إلا المنتج والفضائيات والمخرجين".. وما يحدث هو انفتاح مغلف بالجهل "
لغة الجسد والثقافة الاستهلاكية
ان جسد المطربة وكم العري من أهم عوامل نجاحها، و"لقد جاءت أغاني الفيديو كليب كأحد خصائص الثقافة الاستهلاكية حيث تركز على أجساد الفتيات لما للحركات الايحائية التي تتم من خلال الجسد من تأثير مباشر على حواس المشاهد وشهواته، وساعد الإقبال المتزايد على مشاهدتها على بدء قنوات فضائية غنائية فقط، بل أصبحت تتكاثر كالأمراض السرطانية الخبيثة التي تنمو بشكل متزايد وفي أسرع وقت، فالربح مضمون والتكلفة منخفضة والأغاني مهداة مجانا لهذه القنوات، وأصبحنا نرى الراقصات مطربات وكأن جسد الراقصة بداية المتعة ونهايتها أيضا.. حتى أشارت بعض البحوث الميدانية إلى ان هناك فئات كالأطفال والمراهقين والشباب يجلسون طوال اليوم، واغلب الليل مشدودين ويقارنون بين جسد تلك وجسد الأخرى، فالكلمات لا تهم واللحن لا داعي له طالما هناك أجساد تتلوى قادرة على جذب مزيد من الرسائل النصية أو المصورة.. فانتشرت مراكز تجميل الجسد وظهرت موضات النيولوك وعري أكثر تنجح أسرع، فالجمهور يسمع بعينيه قبل أذنيه، ولذلك زاد تركيز المصور على مناطق تجذب المراهقين الصغار والكبار معا في جسد المرأة، سواء وهي تغني في التليفزيون أو تتعرى على المسرح في حفلات الهواء الطلق، بعد ان أصبح جسد المطربة وكم العري أهم عامل في نجاحها، وامتد تأثيرها إلى تقليد الأزياء التي ترتديها وارتداء ملابس عليها كتابات لها دلالة جنسية عند الذين صنعوها، مما زاد من الإقبال عليها وإشعال الرغبات الجنسية لدى الأطفال والمراهقين الذين نموا قبل مراحل نموهم العادية كما تحددها كتب علم نفس النمو، ولمزيد من تخدير وتغيب هؤلاء أصبحت مسابقات ملكات الجمال لا تقام مرة واحدة وإنما تم تخصيص قناة لها تبث من على قمر عربي فتيات شبه عاريات أو بملابس أكثر إثارة من العري نفسه.. تشاهدهن في نومهن ويقظتهن وداخل غرف نومهن طالما ان ذلك سيدفعك للتصويت وتحقيق الربح المادي الخيالي من وراء رغبات مكبوتة.
وللأسف تخلو مواثيق الشرف الإذاعية من أية مواد حول هذه الأغاني المصورة، ولا تهتم الجهات العامة والموكل لها تنظيم مهنة الإعلام بتلك الآثار البالغة الخطورة، ولم نسمع عن اجتماع للجنة التنسيق بين الفضائيات العربية خصص لدراسة أثر هذا العري، وتسليع جسد المرأة على مستقبل أطفالنا وكذلك المراهقين وهم نصف الحاضر والمستقبل".