الولايات المتحدة لوحدها مسؤولة عن المأساة في العراق. اميركا ارتكبت اخطاء قبل غزو العراق

وبعد احتلال العراق.
في مقال نشرته الفاينيشال تايمز اللندنية مؤخرا قال زبيغنيو برزنسكي المستشار الامني السابق في الادارة الاميركية الديمقراطية: ان الاصولية المسيحية والمحافظين الجدد المتطرفين قد اختطفوا السياسة الاميركية الخارجية المتعلقة بالشرق الاوسط. هوءلاء كما يعرف الجميع يعملوا في وزارة الدفاع الامريكية ليس للدفاع عن الشعب الاميركي بل لحماية اسرائيل. القرار للذهاب للحرب ضد العراق كان نتيجة لضغوط هؤلاء على بوش وانجرف توني بلير في نفس التيار رغم المعارضة الشديدة من قبل فرنسا والمانيا.
لتبرير الحرب اعتمد المحافظون الجدد من امثال بول وولفتز وديك تشيني ودونالد رمسفيلد زوير الدفاع اعتمدوا على معلومات خاطئة ناقصة وقديمة قدمها احمد جلبي وزمرته واستطاع ان يشتري بعض المرتزقة من عسكريين سابقين وديبلوماسيين متقاعدين من اموال بستلمها من امريكا تبلغ 370 الف دولار شهريا وادلوا بشهادات غير صحيحة عن مقدرة صدام حسين العسكرية واسلحة دمار شامل لم تكن موجودة اصلا. ا الشهادات الكاذبة لقت ترحيبا كبيرا في البنتاغون. وحصل ما حصل وكتب عنه الكثير.
مضى على غزو العراق عام ونصف تقريبا والاوضاع تزداد سوءا. الاحتلال يواجه مقاومة عنيفة. الاصلاح واعادة البناء توقفت. المنشأت النفطية عاطلة عن العمل. الشعب العراقي يعاني من نقص في الخدمات الصحية والتعليمية وماء الشرب والكهرباء والمشكلة التي تواجهها امريكا انها لا تعرف من يحاربها. احيانا يقولوا القاعدة واحيانا اخرى بقايا النطام السابق واحيانا جماعة الزرقاوي واحيانا جماعة مقتدى الصدر.
الاستراتيجية الامريكية فشلت والانتخابات اقتربت.
الاصابع الامريكية احترقت ولا تزال تحترق. اخطاء فادحة ارتكبت وجلبت الفوضى والدمار وغياب الامن. بول برايمر قبل بنصائح احمد جلبي وطبقها. تم تطهير الوزارات والدوائر الحكومية من الموظفين لانهم خدموا نظام صدام حسين. هذا كان ذنبهم. اي تم تدمير الجهاز الحكومي الذي يخدم المواطنين من تزويد ماء وكهرباء وخدمات صحية وتعليمية وامن.
تم تسريح 300 الف جندي بدون رواتب. تم الغاء الشرطة وتبع ذلك الغاء وتسريح شرطة حماية انابيب النفط وابار البترول والمصافي. سابقا اثناء حكم صدام كان هناك 30 الف جندي لحماية الانابيب التفطية في الشمال و12 الف لحماية المنشئات في الجنوب.. هذه نكبة للصناعة النفطية العراقية التي يعتمد عليها الاقتصاد العراقي. ومن الاخطاء الكبيرة هي عدم تأمين الحدود والطرق الرئيسية.
اضف الى ذلك الاعتقاد الخاطيء ان العراقيين سيرحبوا بالجيش الامريكي بالورد والزهور حسب ما اقنعهم احمد جلبي.

هذا لم يحدث حتى ان بول وولفتز علق قائلا في مقابلة مع مجلة نيوزويك الامريكية : لقد اسأنا تقدير مدى كره العراقيين للاحتلال. ظنوا انها ستكون عملية سهلة.

يستغرب الامريكان لشدة العداء والكره لهم والمقاومة رغم انهم خلصوا العراقيين من نظام ديكتاتوري ظالم.
الاساليب التي استعملها الامريكان ولا يزالوا في استعمالها ضد المقاومة والتي يشاهدها المواطن العربي على محطات التلفاز من مراكش غربا لسوريا شرقا تذكره حالا بالممارسات الاسرائيلية ضد المقاومة والشعب الفلسطيني.
اقتلاع الاشجار، هدم المباني، القصف الجوي لمناطق مأهولة بالسكان. استعمال الدبابات في الاحياء المدنية والقتل العشوائي. اي انهم يشاهدوا ارهاب دولة اسرائيل يتكرر في العراق على ايدي امريكية وبنصائح وارشادات اسرائيلية.
في اكتوبر عام 2002 نشرت مجلة نيوزويك الامريكية مقالا يفيد ان 1000 جندي امريكي شاركوا في مناورات وتدريبات مع الجيش الاسرائيلي خاصة في اقتحام المدن وبعضهم شارك في عمليات في نابلس وبيت لحم وطول كرم.
السيد مارتن كريفيلد المحلل الاستراتيجي في الجامعة العبرية القى محاضرة في احد القواعد الامريكية في كارولاينا الشمالية في الولايات المتحدة في سبتمبر ايلول عام 2002 وشرح للحضور كيف استطاع 150 فلسطيني يحملون اسلحة خفيفة الصمود 11 يوما في جنين وقتلوا 23 جندي اسرائيلي. واقترح على الامريكان ان يستثمروا في شراء الجرافات لهدم المنازل واقتلاع الاشجار وازالة العقبات امام الجيش.
وفي البنتاغون درسوا على الفيديو عملية اقتحام جنين وكيفية اقتحام المنازل وتفجير عبوات داخل البيوت لفتح ثغرات وعبورها لقتل من يريدون وكيفية استعمال المروحيات لقتل و اصطياد القناصة..
وجاء في صحيفة مدينة شارلستون جنوب كارولاينا اكتوبر عام 2002 وكنت زائرا هناك ان العقيد راندي غانغل
RANDY GANGLE
المسئول عن قاعدة كوانتيكو البحرية في ولاية فرجينيا استقبل ضباط اسرائيليين وشكرهم على المعلومات الهامة والمفيدة عن الخبرة التي اكتسبتها اسرائيل في حربها ضد الانتفاضة الفلسطينية.
واثبتت التطورات في العراق ان الاساليب الاسرائيلية التي ينفذها الجيش الامريكي ومن خلف الستار الجيش الاسرائيلي
قد فشلت فشلا ذريعا والمشروع الامريكي في العراق وصل طريقا مسدودا.