ثبت بالوجه " التآمري "، وبعد التجربة والبرهان، أن مواصفات الدول العظمى لم تعد تتطلب شروطا معينة مما قد يتبادر للذهن كالقوة العسكرية أو الصناعية أوالسياسية أو.....إلى آخره، ففي زمن التقدم التكنولوجي، والتطور المذهل في شتى المجالات بما فيها مجال الخيانة، فقد أصبح بإمكان أي دولة مهما بلغ حجمها ( تماشيا مع تقليص حجم كل شيء ) أو انعدم تاريخها، أو كان هناك شك بجغرافيتها، أقول أنه أصبح بإمكان مثل تلك الدول أن تصبح " عضوا " في نادي الدول " العظمى " ( وكل حسب حجم خيانته ) وخاصة إذا ما توافر لدى زعمائها إمكانية الخنوع والحقد والتآمر على النفس والأهل والجيران.
أما إذا شرّعت تلك الدول الصغيرة أبوابها، ورضيت باستباحة أراضيها وثرواتها، فقد تصبح الإبن المدلل الذي يحنوا عليه الجميع وتصير طلباته ورغباته أوامر.
ومع بعض الإضافات الأخرى، يبدأ البعض من سكان تلك الدول بالشعور بالعظمة وخاصة أذا ما لامس هذا الشعور إحساسا بالنقص والدونية، وقد يخرج من بينهم أشباه رجال يتمرجلون ويعربدون ويوجهون النصح والإرشاد مع بعض من الشتيمة الحافلة بالشماتة إلى كل من يعارضهم وجهة النظر.
حقا ولله في خلقه شؤون.