الفلسطينيون يعملون ويأكلون ويشربون وينامون مع الاسرائليين. الفلسطنييون يتفاضون مع الاسرائليين. الفلسطينيون يتفقون مع الاسرائليين. الفلسطينيون يعترفون بدولة اسمها اسرائيل، بل أنهم يتوسلون الآن باسرائيل لتعترف هي بهم.

الفلسطينيون كانوا ولازالوا يرفعون صور ( السيد الرئيس صدام حسين ) ويعدونه قائد الأمة العربية. الفلسطينيون أقاموا مجالس عزاء للمقبورين ( عدي وقصي ) وأعدوهما من شهداء الأمة العربية.

الفلسطنيون بالأردن ضربوا العراقي الهارب من ظلم واستبداد الجبابرة ب ( القنادر ) هذه حقيقة يعرفها كل من عاش هناك. الفلسطينون أكلوا حق المواطن العراقي الذي عمل في مصانعهم ومعاملهم، إذ بعد عمل لمدة شهر أو شهرين يقول له الفلسطيني ( يعطيك العافية ) بدلا من مرتبه وان طالبه بحقه قام هذا الفلسطيني بالاتصال بشرطة الوافدين ليتم تسفيره الى العراق كونه يعمل دون حصوله على تصريح عمل من الحكومة الأردنية.

أما نحن فلا يحق لنا الاقتراب من الاسرائليين، بل لايحق لنا أن نقول كلمة اسرائيل، إذ يجب علينا أن نقول العدو الصهيوني. هكذا علمتنا كتب الوطنية والثقافة القومية بالعراق واتضح بعد ذلك أن القيادة العراقية السابقة كانت تتوسل وتتوسط أن ترضى الحكومة الاسرائلية عنها لكي تبقى هي بالكرسي.

هذه حقائق ربما غاب بعضها عن الشارع العراقي بسبب سياسة النظام السابق التي غيبت حقائق عديدة عن المواطن العراقي من خلال رفعها شعار القومية العربية، ذلك الشعار الكذاب، إذ أثبتت الوقائع أن ذلك النظام هو من الأسباب الرئيسة في خراب الأمة العربية.

لا أريد هنا أن أحدثكم عن الجرائم التي ارتكبها هؤلاء المجرمون بحقنا نحن أبناء الشعب العراقي باسم القومية العربية والخطابات القومية لأنكم على علم بها، بل أنكم وحدكم أبناء العراق من اكتوى بنارهم.

مناسبة حديثنا هذا هو ما طلعت به علينا مؤخرا بعض الصحف ( صحف المرتزقة ) والأقلام غير النزيهة التي تحاول الوقوف بوجه أي خطوة من خطوات بناء العراق الجديد. لقد نشرت هذه الصحف وهذه الأقلام خبرا يقول أن أحمد الحجية رئيس اللجنة الأولمبية العراقية قد قال أنه لامانع من أن تقابل فرقنا العراقية فرقا اسرائيلية في أولمبياد أثينا.

اتصل بي الصديق الكاتب فالح حسون الدراجي يوم أمس وتحدثنا في هذا الموضوع. لم أتفاجأ حين ذكر لي فالح أن أحمد الحجية لم يصرح بهذا التصريح، إذ ذكر لي فالح أن أحمد الحجية أخبره أنه لم يقل هذا الكلام وأن بعض الأقلام المأجورة قد حرفت ما قاله. لقد قال أحمد الحجية ( لازال الكلام لفالح ) في المؤتمر الصحفي الذي عقد في القرية الأولمبية " علينا أن نفصل السياسة عن الرياضة ".

نحن نعتقد أن الحجية لم يذكر شيئا جديدا، إذ أن مثل هذه الدعوة قد طرحت في مناسبات عديدة ومن أطراف عديدة، لكن البعض من الذين يتصيدون في الماء العكر أرادوا تحريف ما قاله الحجية خدمة لأهداف معروفة أهمها الاساءة الى رجال العراق الجديد ومنهم أحمد الحجية.

أريد أن أطرح تساؤلا:

اذا كان أهل فلسطين يأكلون ويشربون وينامون ويتفاوضون ويتفقون ويجتمعون ويعترفون ويلعبون مع اسرائيل فلماذا تقوم الدنيا ولا تقعد حينما تخرج كلمة واحدة عن اسرائيل من عراقي؟

نسأل هذا السؤال مع أن رئيس لجنتنا الأولمبية لم يقل ما قولته صحف المرتزقة والأقلام غير النزيهة، لكن هو مجرد تساؤل بريء!!

كاتب عراقي مقيم في استراليا

[email protected]