كشفت الأحداث ان شيعة العراق يعانون من خلل بنيوي خطير في تكوينهم النفسي، والاجتماعي، والسياسي، يصاحب هذا الخلل غياب مريع للاصوات النقدية من داخل الطائفة الشيعية لتفكيك بنية التخلف هذه التي هي نتيجة لتراكمات مئات السنين من الصراعات الايديولوجية للشيعة مع خصومهم، ومع الدولة.
يشرفني أن أكون من الاصوات الشيعية النادرة التي تتناول الجانب الاجتماعي، والسياسي لشيعة العراق بوعي نقدي معرفي إنطلاقاً من معيار مصلحة العراق العليا، والقيم الحضارية، ورغم كل الشتائم التي تصلني بالبريد الالكتروني، فلا أحد يستطيع المزايدة عليّ، فأنا شيعي مولود في معقل التشيع مدينة كربلاء، ومن نعم الله تعالى عليّ إنني متدين، وسبق لي الدراسة في الحوزات الشيعية.
القضية الاساسية التي يجب تناولها فيما يخص علاقة الشيعة بالدولة، هي إن الوعي الشيعي تأسس على معارضة السلطة والدولة معاً، ولهذا لم يكن الشيعة في يوم ما عنصراً إيجابياً في بناء الدولة والحرص على مصلحة الوطن، فقد إنسحبت معارضة الشيعة (للسلطة) طوال تاريخهم منذ أكثر من ألف عام على علاقتهم مع ( الدولة - الوطن) وإمتد كرههم للسلطة الى الوطن، وهنا الكارثة.
بينما نرى العكس فيما يخص أبناء الطائفة السنية من العرب، فهم طوال تاريخهم كانوا عنصرأ أيجابياً في بناء الدولة، والحفاظ على وحدة العراق، ووضوح مشاعر الانتماء الوطني للعراق لديهم، فأبناء العراق من السنة العرب بما إنهم كانوا هم أصحاب السلطة المسيطرة على شؤون العراق منذ أكثر من الف عام، فلم يكن لديهم عقدة معارضة الدولة، وإمتداد هذه المعارضة الى كره الوطن، وبغض النظر عن الاساليب القمعية التي سلكوها، فأن جهود سنة العرب لاتنكر في بناء الدولة العراقية الموحدة.
وأمام هذا الوضع الخطير بين حرص سنة العرب على بناء عراق موحد، وسلوك الشيعة المدمر لوحدة العراق، وثرواته... تجد الولايات المتحدة الامريكية نفسها مضطرة الى الاستعانة بالبعثيين السنة لقيادة الاجهزة الامنية، والقوات المسلحة، للحفاظ على الامن والاستقرار في العراق، وعلينا ألا ننسى تراكم الخبرات الامنية، والعسكرية للطواقم البعثية، التي العراق الان بأمس الحاجة اليها، و ان نتذكر ان مصلحة العراق وحاجته لهؤلاء الطواقم الامنية، والعسكرية.. هي أهم من محاكمة أزلام صدام.
لقد مُنح الشيعة فرصة ذهبية بعد سقوط نظام صدام للمشاركة في السلطة وإثبات إنتمائهم للعراق، والمشاركة في بنائه ولكنهم فشلوا تماما على صعيد الافراد، والجماعات، والاحزاب، وكشفوا أن - غالبية - الشيعة يشكلون خطرا على استقرار ووحدة العراق.
ومن يسمع تهديدات - بعض - الشيعة من عصابات مقتدى بتفجير آبار النفط في البصرة، وتفاخرهم بالنجاح في قطع التيار الكهربائي عن المواطنيين في بغداد... يدرك حجم الفجيعة، والخراب الحضاري الاجتماعي، السياسي الذي عليه الشيعة.
ويبقى الاكراد من أكثر الاطراف السعيدة، والرابحة من مشهد الخراب في العراق، فكل مايصيب العراق من أضرار، وتفكك، وعدم إستقرار... هو في مصلحة الاكراد الذين يتمنون بقاء الدولة العراقية ضعيفة مفككة كي يستطيعوا تمرير مخططاتهم الانفصالية.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات