هل يستغل التيار الصدري جميع المحاولات والأصوات الداخلية العراقية من دينية وسياسية ووطنية، وكذلك الخارجية من عرب وعجم ومن مؤسسات دينية كبرى كالفاتيكان ومن الأمم المتحدة التي تطالب جميعها بضرورة إنهاء قضية النجف بالحلول السلمية ودمج التيار الصدري في المشروع السياسي، والتي نددت بقوات الاحتلال والقوات الحكومية العراقية باستخدام العنف في مواجهة التيار الصدري في مدينة النجف الاشرف، ومطالبتها للتيار الصدري بترك العتبات المقدسة وعدم الزج بها في قضايا دنيوية ومصالح سياسية تتم المساومة عليها مما تؤدي إلى عواقب وخيمة، هل يستغل الصدريون هذه الفرصة فرصة التضامن المحلي والدولي معه والدخول في المنظومة السياسية العراقية، واستغلال شعبيته في صناديق الانتخاب وهو مرفوع الرأس.

ماذا يريد التيار الصدر، وما مصيره بعدما اختار أن يسير عكس تيار الأكثرية في العراق؟

لا حد ينكر دور التيار الصدري الذي تحمل مواجهة و مقاومة الحكم البعثي الصدامي الدموي إذ ذهب نتيجة ذلك الكثير من أبناء التيار وعلى راس التضحيات زعيم التيار المرجع الديني السيد محمد صادق الصدر(والد السيد مقتدى) وأبنائه، ولكن إلى متى يبقى التيار الصدري خارج المنظومة السياسية العراقية ورأي الأكثرية بإرادته وإرادة الآخرين، وإلى متى يتخذ موقف راس الحربة في السلم والحرب والمواجهة.

لقد ضحى التيار الصدري بالكثير من الدماء في عهد النظام البائد وفي العهد الجديد، وعليه أن يستغل الفرصة الحالية للبناء والاندماج مع الأكثرية ذات التوجهات المتعددة التي تسعى لبناء (عراق) وطن للجميع في ظل الحرية والديمقراطية، والتخلي عن عقدة المظلومية والمعارضة لمجرد المعارضة.

الم يضحي السيد الشهيد الصدر(والد السيد مقتدى) بدمائه الزكية لأجل الدفاع عن حقوق المستضعفين والمظلومين وللحرية والعدالة والرأي، ومحاربة المجرمين والمعتدين، وتحرير العراق من ظلم طاغوت صدام!؟.

الخوف الكبير أن تنتهي جميع الأوراق التي يتعامل بها الصدريون، وينسحب من حوله جميع الذين يقفون حاليا بجانبه المطالبين بالحل السلمي ودمج التيار الصدري بالرغم من عدم تأييد البعض له كفكر ونشاط، وخسارة الشارع العراقي وربما الشعبي والشيعي خاصة عندما يقف ضد إرادة المرجعية العليا في النجف، والاصطدام مع القانون و المؤتمر الوطني.

ليس من الحكمة معادة الجميع ووصف الآخرين بالضد والعداء وعدم الفهم، والوقوف ضد إرادة الأكثرية. فهل يقرأ التيار الصدري حكمة أمير المؤمنين الأمام (ع): (انتهزوا فرص الخير، فإنها تمر مر السحاب)، و( الفرصة سريعة الفوت بطيئة العود)، (من ناهز الفرصة أمن الغصة). ويستغل التيار الصدري هذه الفرصة التي ستساهم في بناء عراق المستقبل.