تردد الحديث كثيرا حول الدعم الذي تقدمة إيران لمنظمة مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية وهي حماس، ولعل آخر دليل كشف هو تلك السفينة التي كانت متجهة من إيران، والتي إعترظتها البحرية الإسرائيلية في المتوسط، فسارع أبو عمار على إنكار علاقته بتلك الحموله، وربما كانت تلك المداعبات الإيرانية لم تحمل طابع الجد حتى اللحظة، لكن إيران تدرك تماما حجم القوة الإسرائيلية وربما مقدرتها على القيام بأي عمل عسكري إستباقي للحفاظ على أمنها.
أعتقد بأن إسرائيل عازمة وبشكل كبير على ظرب مفاعل بوشهر النووي، على غرار نظيرة العراقي مفاعل تموز الذي ظرب في عام 1981 م، حجج بليدة تلك التي يحاول الإيرانيون أن يقنعونا بها، بأنها مفاعلات نووية لانتاج الوقود للطبخ او صهاريج مياه للوضوء، فإسرائيل لا تلقي بالا إلى تصريحات مسؤلي الجيش الثوري، ولا أفترض بأنهم يستطيعون إطلاق ولو صاروخ من الورق تجاه إسرائيل، لأن مقاتلات الـF 16 الأميركية الصنع تستطيع القيام بالمهمه في وقت وجيز وبدقة متناهية، ولا أعتقد أن المقاتلات الإيرانية وهي روسية الصنع تجاري الترسانة الإسرائيلية بأي شكل وصورة، كما أنه من البلادة ترديد مثل هذه الأقاويل أوعلى الأقل المقارنة بين القوتين.
ولكن الحقيقة أن إيران سوف تسلك طريقا آخر تحارب إسرائيل من خلالة غير المواجهه المباشرة، ذلك الطريق الذي يمكنها من إلحاق الظرر بالإسرائيليين دون أن تعرض شعبها إلى الحرب أو خروج قطرة دم واحدة على أراظيها، نعم مثل هذا التصور ربما يكون في ظل وجود منظمة مثل حماس، فمنظمة حماس المتطرفة على إستعداد تام بأن تتحالف مع الحكومة الإيرانية من أجل ظرب إسرائيل، وأنا أتصور بأن السيد شارون عندما أقدم على تصفية قيادات حماس وشل حركتها، كان يعي تماما حجم الخطر الذي ربما يتعرض له من هذه المنظمة، فحماس لا تعترف بوجود الدولة العبرية وهو التصريح الذي يتردد دائما على لسان مسؤليها بأننا سنقاتل الإسرائيليين حتى آخر شبر من فلسطين.
إن إتساع الهوه بين الفكرين الثوري والحماسي كبير جدا ومن المستحيل التلاقي عقائديا، ولكن ربما وجدا الهدف الذي يلتقيان ويتفقان من أجلة، وبالتالي لا أتصور أن إيران ستبخل على حماس و لن تدعمها بأي مبيد بشري، وفي تلك اللحظة ما كانت تخشاه إسرائيل في بوشهر سيحدث على أراظيها والنتيجة سيكون كلا الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني خاسرا، وعلى حماس أن تتعقل وتعي عواقب تلك الأشياء قبل التورط فيها، وهنا تكمن أهمية وجود الجدار العازل الذي يمنع تسلل الإرهابيين داخل الأراظي الإسرائيلية، لأن الظحية ليسو قيادي حماس أو أفراد السلطة الفلسطينية، بل الظحية هم الأبرياء من كلا الشعبين الذين ليس لهم لا حول ولا قوة.
إن نجاح الفكر الثوري في ظرب إسرائيل أو نجاح الفكر الحماسي الجهادي لهو شرارة بدء لكل المنظمات الأخرى المتطرفة والتي تحمل في أجندتها العداء للسلام وإستقرار المنطقة بشكل عام، وما المحاولة التي أفشلتها السلطات الأردينة ببعيدة عن أذهاننا، حيث كانت مجموعة الزرقاوي الإرهابية تريد شن هجوما كيميائيا على مقر المخابرات الأردنية، وأتصور بأن الخطر لا يقتصر على بلد بعينه، فكل دول المنطقة مستهدفة من تلك العقليات المتحجرة، وهي المعادلة التي أجد فيها تعقيدا على نحومختلف.
المملكة العربية السعودية
التعليقات