في نهاية المطاف يوجد امام اسرئيل والفلسطينين خيارين اما العيش في دولتين منفصلتين

مع ارتباط معين مثل تحالف فيدارالي كما اقترح مناحيم بيغن عام 1977 ورفض فلسطينيا يجمع اسرائيل والاردن وفلسطين كما هو الحال في سويسرا وكندا اي دولة متعددة الجنسيات.

البديل الوحيد للخيارين هو نظام عنصري انعزالي كالذي يبنيه شارون الان. خيار العنصرية والتطهير العرقي تتناقض مع المباديء اليهودية. اذا كان لدى شارون اي شكوك عليه التحدث مع صلوبودان ميلوسيفيتش ودي كلارك.

فبدل بناء جسور شارون مشغول هذه الايام ببناء جدارات واسوار وعوائق وحواجز عسكرية بين الشعبين وحواجز نفسية كما وصفها القيادي الفلسطيني المتقاعد السيد جويد الغصين في مقابلة اجريتها معه في اوائل شهر اغسطس عام 2004. على اسرائيل ان تعي انها لا تستطيع ان تستمر في اخضاع الشعب الفلسطيني للابد فاما يحصل الشعب الفلسطيني على حق تقرير المصير في انشاء دولته المستقلة او يتم استيعاب الشعبين في دولة واحدة مستقلة و متساوية وعلى اساس صوت واحد للفرد الواحد وهذا ايضا دعى له الكاتب والمفكر الفلسطيني السيد مروان بشارة في كتابه الهام : فلسطين واسرائيل سلام او ابارثايد.
عجز الادارة الامريكية في التعامل مع اسرائيل والضغط عليها وبالمثل العجز العربي وعدم فعالية البعد الاسلامي الذي يفتخر ابطال الفضائيات بالعدد الهائل الذي يزيد عن بليون ونصف البليون الذين تأثيرهم على الاحداث صفر, في غياب الفعاليات المذكورة ارى انه من المهم دعم حركات السلام العاملة داخل اسرائيل وخارجها. الحركة السلمية في اسرائيل تحتاج الى تحريك ودفع للامام ويوجد حركات موازية تعمل في بريطانيا وتقوم بالضغط على اعضاء البرلمان ووزارة الخارجية بتزويد المعلومات عن الوضع القاسي الذي يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال. بعض المعلقين يجدوا انه لا بديل من المقاومة واوافق الرأي ان المقاومة امر شرعي ولكن اساليب المقاومة واستراجيتها يجب ان تدرس جيدا والعنف يجب ان يخدم الهدف السياسي.
المقاومة الفلسطينية فقدت الفاعلية لاسباب عديدة اهمها التشرذم والانقسام والتضارب والتناقض مما خلق ثغرات في صفوفها استغلتها اسرائيل بزرع عملاء في صفوف هذه المقاومة. استطاعت اسرائيل قتل مئات من الكوادر ذو الخبرة وتتلقطهم بالمروحيات كانها ترصد تحركانهم بدقة. ثم المنافسة في اعلان المسئولية عن عملية قنل مستوطن مثلا. عدة منظمات اعلنت المسئولية قبل عامين عن قتل امرأة عجوز في القدس الغربية. وسبب أخر في ضعف المقاومة وعدم اخذها في محمل الجد هو التهديد والوعيد برد يزلزل الارض بعد استشهاد احد رموز المقاومة ثم ينتظر الناس شهورا ولا شيء يحدث. ومن الاخطاء كان توزيع شريط فيديو عن استشهادي فجر ذاته في هدف اسرائيلي وهذا يعطي اسرائيل المعلومات الكافية لتدمير منزل عائلة الشهيد واعتقال ذويه ومحاصرة القرية التي ينتمي اليها. فهذا النوع من السذاجة مكّن اسرائيل من قصم ظهر المقاومة. اي حركة مقاومة لكي تنجح عليها ان تعمل تحت راية واحدة واستراتيجية واضحة وان تعمل بسرية تامة ولا تظهر على محطات التلفزيون وتعطي العدو اهداف سهلة. لسوء حظ الشعب الفلسطيني انه تحت قيادة سياسية فاشلة تتنازع على الكراسي وشارون مستمر في بناء الجدار والمستوطنات ومقاومة منقسمة على بعضها تعمل بسذاجة وتخلق الفرص لاسرائيل بتدمير كوادرها باصطيادهم في سياراتهم ومنازلهم بمساعدة الخونة الذي يعملون مع اسرائيل لقاء حفنة من الشياقل . فاذا في غياب قيادة سياسية ومقاومة فعالة يجب التركيز على التعبئة لحركة سلام قوية داخل اسرائيل وخارجها وهذا ما حدث في جنوب افريقيا. هناك
لم ينتج عن النضال العسكري اي تقدم. حكومة جنوب افريقيا لم تستطع ان تهزم المقاومة والمقاومة عجزت في زحزحة النظام العنصري وعندما انتقل الصراع للساحة الدولية وتعبئة الرأي العام الغربي ضد النظام العنصري وازداد الضغط على الحكومات الاوروبية والامريكية ونتج عن ذلك فرض عقوبات اقتصادية ومقاطعة شاملة حتى في المجالات الرياضية انهار نظام الابارثايد واطلق سراح منديلا من السجن.
لا يوجد لدينا منديلا في السلطة ربما في السجون الاسرائيلية ,البعض يعتقد ان مروان البرغوثي هو مانديلا فلسطين.
الذي نريد التوصل له هو تقوية ودعم حركات السلام في الداخل والخارج وتغيير اساليب المقاومة بحيث يصعب على اسرائيل التقاط المقاومين وقتلهم بسهولة كما فعلت في السنوات الاربعة الماضية .
كسب الحرب الاعلامية في عصر الاعلام والفضائيات امر يجب ان يعطى اولوية والرسالة بجب ان تكون واضحة. نحن لسنا ضد اليهود كدين او شعب بل ضد الاحتلال وضد الممارسات الغير انسانية وضد التوسع والاستيطان وضد الجدران العنصرية وضد سياسة شارون. نحن لا نريد قتل الاطفال والمدنيين كما تفعل اسرائيل ولا نريد هدم المنازل فوق روءوس اصحابها كما تفعل اسرائيل ما نريده هو الحق في العيش بحرية وسلام وكما اكد القيادي الفلسطيني المناضل جويد الغصين في اللقاء الصحفي الاخير نحن نريد العيش والتعايش بسلام مع جميع الشعوب والاديان وبدون جدران والجميع يأخذ حقوقهم الكاملة والشعب الفلسطيني يستحق الحياة والحرية والديمقراطية بظل حكومة وطنية حكيمة وليس تحت تسلط قيادة ارتجالية التي تغضب اذا تجرأ صديق مثل تد لارسن ان يقدم بعض الانتقادات او الملك عبدالله الثاني عندما ينصحهم بعدم التخبط واتباع استراتيجية واضحة ويتوقفوا عن ادانة كل من قال الحقيقة او حتى محاولة اغتياله واسكاته. قيادة من هذا النوع فشلت ولا تزال فاشلة في تحقيق ادنى مطالب الشعب الفلسطيني الصامد.
اعتراف ابو عمار موءخرا بان اخطاء ارتكبت هذا جيد ولكن لماذا يصر على حماية المذنيبن من الفاسدين ولماذا يرفض تطبيق تقرير اللجنة البرلمانية التي قدمت دراسة واستنتاجات ام هل الاعتراف بالاخطاء هو لتهدئة موجة الاحتجاج وبعد ذلك تعود حليمة لعادتها القديمة
نهاد اسماعيل.