وأخيرا يعترف السيد أبو عمار بأن هناك أخطاء وفساد في السلطة والأمن، وهو يقصد ما حدث من إضطرابات وإنفلات أمني في الأراضي الفلسطينية وخاصة ما حدث في قطاع غزة أواخر يوليو تموز واوائل أغسطس الجاري، ولكن أبو عمار لا يزال يمارس هوايته المعتاده فقد تحدث عن تلك المشاكل في الخطاب الذي ألقاه يوم 18 أغسطس في جلسة عادية للمجلس التشريعي الذي عقد في مقرة في مدينة رام الله، لم يتحدث عرفات ولم يتطرق إطلاقا إلى أسماء المتسببين في تلك الأعمال ولم يتحدث عن أي عقاب لهاؤلاء..!.

ما تحدث عنه ابو عمار ليس بالجديد، فقد صرح العقيد محمد دحلان قبل أسابيع بهذا الشيء، ويقول دحلان أن هناك تيارين داخل السلطة الفلسطينية، تيار صالح وصادق للقظية، وتيار فاسد يعيث في الأرض دون أن يقوم أبو عمار بردعة أو محاسبة رؤوس الخراب فيه، ولكنني أتساءل دائما ياترى الرئيس أبو عمار هو من أي تيار هل هو من التيار الإصلاحي ام من التيار الفاسد..؟ ولعل دحلان هو من طرح ذلك السوأل بشكل غير مباشر، مع العلم ان دحلان أدى دورا فعالا ومهما في قطاع غزة إبان تولية وزارة الأمن الداخلي في عهد أبو مازن، الذي إبتزة عرفات حتى قدم إستقالته، ولو أنني أتحفض على أبو مازن كثيرا كما يقول إدوارد سعيد في كتابة ( نهاية عملية السلام أوسلو وما بعدها ) يقول بأن أبو مازن وعرفات وجهان لعمله واحدة..!!

عرفات يعي تماما أن كرته قد حرق داخل البيت الأبيض، وأكبر نجاح للرئيس بوش هو تجاهله لعرفات وعدم الإعتراف به، لأن بوش لا يريد أن يقع فيما وقع فيه الرئيس السابق بيل كلنتن في كامب ديفد، وبوش يدرك تلاعب عرفات، كما يقول نتنياهو ( عرفات يتحدث بالإنجليزية ويقول نحن نريد السلام، ويتحدث من الجهه الأخرى باللغة العربية ويأذن للأنتفاظة وبالعمليات الإرهابية ).

ما أريد الوصول إليه، إلى متى سيستمر هذا التلاعب بأرواح الأبرياء..! وإلى متى لم يستوعب الشعب الفلسطيني خداع عرفات..! فكم أحرق هذا الإنسان من الفرص التي لن تتكرر حتى ولو أخرج إسحاق رابين من قبرة، ولكن الحقيقة في تصريح عرفات الأخير وهو يطالب الرئيس بوش ولسان حاله يقول ( إنقذنا يا بوش)، لأنه يعرف تماما عزم هذا الرجل لقيام دوله فلسطينية في عام 2005م ويعرف مدى إهتمامه بالسياسة الخارجية، ولا اتصور ذلك الحزم في المرشح الديمقراطي جون كيري الذي لم يعلن إلى اللحظة وجهت نظره الصريحة تجاه القظية الفلسطينية.

ليقوم عرفات بإصلاح ما أفسده خلال العقود الماظية إن كان يريد السلام الحقيقي، فهناك الكثير من الأمور تبدلت من حوله فقد تم القظاء على القاعدة، وحرر الشعب العراقي وقدم صدام حسين للمحاكمة، وتخلت ليبيا عن أسلحتها، ولا أعرف ما الذي ينتظر أبو عمار، وإنني أخشى أن يخرج حافي القدمين.

[email protected]

المملكة العربية السعودية