المقاومة كلمة تطلق على عملية الدفاع عن الوطن ضد اعداء الوطن سواء كانوا من الداخل او الخارج. فمثلا نظام الدكتاتور صدام كان في سدة الحكم اي في الداخل، بينما كان اكبر عدو للوطن وللشعب، فالذين كانوا يناضلون ضده بالسلاح او عبر وسائل اخرى، كانوا بحق من المقاومة. اما العدو الخارجي الذي لم يكن واضحا امام العراقيين في ظل حكم صدام العدو الاول لهم، فبات اليوم واضحا.
فمثلا الاجنبي الذي يقوم بدعم الجماعات العرقية والمذهبية في العراق الجديد مالا وسلاحا واعلاميا كي تقوم بالفوضى وترعب الشعب او حتى يحبذ ان يرى العراق غير آمن وغير مستقر، فما هو الا عدو للعراق وشعبه.
اليوم وقد ولى عهد صدام بلا رجعة، فلم يعد هناك ذلك العدو كي تقابله مقاومة وطنية، بالعكس توجد الان حكومة وطنية تقابله مقاومة غير وطنية، مقاومة كان صدام يحلم بها قبيل سقوطه بحيث تقوم بارهاب الشعب واستنزاف طاقاته كما كانت ازلام صدام تفعل، مقاومة اليوم هي اداة بيد اعداء العراق الخارجيين، تنفذ كل ما تملي عليه الاجنبي من عمليات لا انسانية كالارهاب والخطف وتفجير المراكز الحيوية وضرب البنى التحتية لاقتصاد البلد الذي خرج لتوه من عقود مظلمة لم يرى فيها غير الدمار والخراب بسبب سياسات خاطئة اتبعها صدام واعوانه.
ان هذه المقاومة كما يطلقها بعض وسائل الاعلام العربية، هي في الاساس عملية تخريب منظمة في طريق بناء عراق جديد تشترك وتقوم في تنفيذها اعداء من الداخل والخارج على الطريقة الصدامية. فصدام عندما كان يستعد لمواجهة القوات الاميركية والبريطانية، قام بتنصيب المدافع والصواريخ فوق سقوف المساجد والمدارس والمستشفيات وحتى بيوت المدنيين، كما ادخل دباباته الى الاحياء المدنية وقام باستغلال كل ما هو مدني بحت لكي يفشل او يؤخر تقدم قوات التحالف أو يكسب حملة اعلامية في حال تعرض المواقع العسكرية تلك للهجوم. كما قام بالاعتماد على وسائل بدائية جدا للحؤول دون اسقاطه ادت كل ذلك الى تلوث البيئة وتدمير المراكز الحيوية.
اليوم نرى جماعة مقتدى الصدر والجماعات الارهابية التي تسمى بالمقاومة من قبل الاعلام العربي بشكل عام، تقوم بنفس ما كان يقوم بها النظام العراقي البائد والصورة واضحة امام القراء لا تحتاج الى التفسير، لذلك برأينا من يقاوم هذه الجماعات التي هي بالاساس اعداء للشعب العراقي، هم من يجب ان نطلق عليهم كلمة المقاومة، فالشرطة العراقية هي المقاومة الوطنية الشريفة الاصيلة، والجيش كما الشرطة، والاعلام العراقي الداعي الى وضع حد لهذه الجماعات كما الشرطة والجيش من المقاومة الوطنية الشريفة.
كما كان صدام عدو الشعب، فهذه الجماعات ايضا اعداء للعراقيين، لذلك الافضل للقنوات الدبلوماسية والاعلامية العربية ان تكف عن مناداة اعداء العراق بالمقاومة العراقية، لان في ذلك استفزاز لمشاعر المواطن العراقي.


كاتب وصحفي من السليمانية
[email protected]