هذه دعوة صادقة تحمل في طياتها بعض الملامة لكل من اختار له اسما. او لقبا. او منصبا.او فكرا. او عملا منهجيا. و لأولئك الذين اختاروا الوقوف بعيدا ليراقبوا المشهد من منظور ما نعانيه ( إن لم تكن معي فأنت ضدي ) قد أشرنا فيما سبق أن بعض التشدد أوصلت الجموع إلى مرحلة نخشى أن تكون اقرب إلى الخلاف. ان لم تكن قد شارفت إلى العداء. ولكي لا ننجرف مع نقاط الخلاف لنا أن نبدأ بدعم نقاط الاتفاق لإجهاض مقومات العداء ( لا سمح الله ) فلنا أن نتفق ان هنالك عملا قاسيا وشاقا في انتظارنا جميعا سواء ان كان ما ينتظرنا نتيجة افراط سابق منا.. او فرضته الظروف المحيطة بنا. واذا تيقنا ان هنالك فئة منا قد تلمست كما تلمس الاخرون، ضرورة العمل وشرعت بمنظورها في تنفيذ ما يتراءى لها. وبغض النظر عن اتفاقنا معهم في النهج أوالفكر، لنا ان ندعم نقاط الالتقاء. والعمل على تكوين جسر ممتد بيننا.
لا يحق لنا أن نختار للمجادلة اسما... وللمساندة اسما آخر فتتعدد الأسماء ويرتفع العدد "وهما" ويتناقص العمل المنشود فكرا وعطاء. وهنالك امثلة كثيرة لا يجدي نفعا شرحها هنا تفصيلا..
فإذا رسمنا خريطة بدايات العمل النوبي في جدول بياني يمتد محوره الأفقي ليمثل فترة التدني الفكري منذ أن مارست السلطات هضم حقوق النوبيين من تهجير قسري وما آلت إليهم أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية من تدني. وأوجدنا له محور رأسي ليمثل مؤشرات العمل النوبي. سنجد ان هنالك مؤشر حيوي يطمئن. حيث انبرت في الساحة جهات عدة وبمسميات عدة. منهم التنمويين ومنهم السياسيون ومنهم ما بين ذلك من الذين ارتضوا بالكيانات والأحزاب السياسية القائمة. وفئات أخرى بمسميات قريبة أو بعيدة من هذا التصنيف أو ذاك الاتجاه. الكل يجتمع في نوبيتهم. فمنهم من كان او مازال بداخل الوطن (بشقيه السوداني والمصري) أو خارجه لظروف اقتضته الحاجة في العمل أو الدارسة أو الوضع السياسي، كل حسب ظروفه، واختلاف مشاربه وفكره واعتقاده. يجتمعون في انتمائهم لهذا الكيان النوبي العظيم.
ومن هذه المعطيات لنا أن نتفق ونقر بان ما يمكن أن يقدم من عمل اليوم هو مربوط ومرهون بحكم التواجد الجغرافي للفاعلين. ولا نستطيع القول بأن للفكر موطن وموقع جغرافي. ولكن المفكر يستمد قدراته من واقع المكان والزمان. فإذا اختل وضع المكان أو الزمان لسبب أو لآخر ليس هنالك ما يدعوا للإحباط. فلنا أن نسخر قدراتنا عبر ما أتيح لنا من وسائل وأدوات عصرية ونسعى لتطوير أدواتنا من خلال التقنية التي أصبحت متداولة بيننا، حيث أن المواقع النوبية على شبكة الإنترنت يسرت سبل التفاكر رغم تباعدنا الجغرافي. بل يمكن أن يُسخر هذا التباعد الذي يروق لي أن اسميه ـ انتشارـ في خدمة مصالحنا لان تخير الأسماء تخدم المصالح ولنا أن نسعد بهذا الانتشار النوبي ونسخره. فإذا تواجد منا مجموعة في منطقة وقسيَ عليهم تنفيذ عمل ما، يمكنهم أن ينقلوه فكرًا عبر الوسائل العصرية ليتم تنفيذه ويكون واقعا ملموسا من خلال من تسمح لهم ظروف تواجدهم في موقع آخر. فان العلاقة بيننا تجب ان تكون تكاملية وليس التفاكر عبر الوسائل فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين. لأن الفكر ملازم حيوي.. للعمل. والفكر ليس حصرا على فئة دون سواها. فكل ذوات العقول لهم فرصة للتفاكر، ولا يحق لجهة ان تطلب من جهة اخرى تعطيل قدرات موهوبة من الخالق للكل دون استثناء. ربما كان هنالك تفاوت في القدرات. لذا نرى انه يحق للنوبي ان يمارس كل انواع وضروب العمل الفكري بشقيه(التنمويي والسياسي) ويجب العمل على خلق علاقة تكاملية بينهم، والاستفادة من كل ما هو متاح حولهم من تجمعات وأفكار وأشخاص ومفكرين. وان لم نرتق السلالم متآزيين متكاتفين متساندين بعضنا البعض سينهار بنا السلم. لذا تجيء دعوتنا لقيام مؤتمر نوبي يجمع كل الكيانات النوبية بكل ألوانها السياسية والفكرية والثقافية والعمل على توحيد هذا الكيان وتأطير الفكر النوبي وتدويله وحث الجهات والمنظمات ذات الاهتمام بتلك الشئون وما يقع تحت دائرة اختصاصهم بتبني القضايا النوبية وتحريكها في المحافل الدولية.
لنا ان نتفاكر سويا داخل الأطر المشتركة وان لا نتعجل في تكوين اللجان وتوزيع المهام حتى يكتمل النصاب النوبي حيث أن هنالك قناعات نوبية بضرورة قيام المؤتمر النوبي الجامع
فلنا أن نسعى جاهدين في إخراج هذه القناعات ليس بأجمل و أبهى صوره فحسب. بل للوصول إلى كيان نوبي قوي مؤثر في المجتمعات الإقليمية والدولية. وهذا ليس ببعيد اذا سلمت النوايا وخلصت لنوبيتها وتيقنت الجموع النوبية و أدركت انهم مستهدفون من قبل جهات تعمل في إذابة الكيان النوبي في المجتمعات المحيطة.
لذا وجب علينا " جيل اليوم " تدارك الأمور في بواكيرها لكي لا يصعب على القادمين من بعدنا إصلاح ما يمكن ان نكون فيها سببا للاعوجاج.
ولياب
كاتب نوبي
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات