لقد خرج منتخبنا الوطني لكرة القدم خروجا بائسا من بطولة خليجي 17، فمن كان المسؤول عن هذا الخروج البائس، وهل ترك المسؤول عن هزيمتنا المنكرة موقعه اعترافا بالخطا الكبير الذي اقترفه بحق الكرة العراقية؟

هل استقال عدنان حمد ام اقيل؟ ربما ان هذا السؤال يدور الان في رؤوس العديد من اهل الوسط الرياضي، اذ ان عدنان حمد اعلن عن استقالته من مهمة تدريب منتخب العراق الوطني قبل ان يعلن الاتحاد العراقي نبا اقالته، ويبدو من ذلك ان اتفاقا قد حصل بين الاتحاد العراقي لكرة القدم من جهة وعدنان حمد مدرب منتخبنا الوطني الحاصل على المركز ما قبل الاخير في بطولة خليجي 17 من جهة اخرى؛ وذلك لحفظ ماء وجهيهما، تم بموجبه ان يقدم حمد قبل اجتماع الاتحاد بيوم واحد استقالته عن عرشه ويتنازل عن حقوقه التي بذمة الاتحاد بموجب العقد المتفق عليه بينه وبين الاتحاد والذي ينتهي في شهر ايار القابل، تلك الحقوق التي اصر حمد بعد نهاية بطولة خليجي 17 على عدم التنازل عنها حينما طالب بها بعظمة لسانه خلال اللقاءات التي اجرتها معه صحف خليجية عدة ثم بعدها يعلن الاتحاد قرار حل المنتخب الوطني واعادة تشكيل اجهزته التدريبية؛ حتى يوهمنا انه ليس بالاتحاد الضعيف كما يعتقد بعضنا، فها هو يقرر حل المنتخب واعادة تشكيل اجهزته التدريبية.

اليس من حقنا ان نضع مثل هذه الفرضية ويذهب بنا الظن الى ان جلسة ودية، هادئة عقدت بين حسين سعيد وعدنان حمد قبل يوم من اعلان حمد استقالته وقبل يومين من اعلان الاتحاد عن قرار حل المنتخب الوطني واعادة تشكيل اجهزته التدريبية؟

نعتقد ان الكارثة التي وقعت على راس الكرة العراقية بسبب اسوا نتيجة حصل عليها منتخبنا في تاريخ هذه البطولة لا يمكن لها المرور بهذه الصيغة؛ اي اقالة حمد او بالاحرى استقالته فقط، اذ نعتقد ان هناك اكثر من شخص تسبب في هذه الكارثة وعليه ان يغادر موقعه.

الاتحاد العراقي لكرة القدم يتحمل مع عدنان حمد مسؤولية هذه الكارثة ايضا، فهو الذي اصر على عدم اقالة حمد بعد خروجنا من تصفيات كاس العالم، بالرغم من ان اصواتا عديدة طالبت باقالته بعد خسارتنا امام اوزبكستان. ترى لماذا لم يتم الاصغاء الى هذه الاصوات؟

نحن هنا حينما نطالب بمغادرة المخطئ موقعه لا يعني اننا نقف ضده شخصيا، اذ سبق لنا ان صفقنا له حينما نجح في ادارة اعمال سابقة ولم يكن لدينا مصلحة شخصية معه مثل غيرنا الذين يبتغون ارضاءه لاسباب باتت معروفة لدى الوسط الرياضي بالعراق. نحن نطالبه بمغادرة موقعه لانه اقترف خطا كبيرا لا يمكن له المرور بمجرد اقالة المدرب التي اتخذت في جلسة رومانسية.

كنا ننتظر ان يخرج علينا الاتحاد العراقي لكرة القدم بقرار استقالة جماعية واعتذار من الشعب العراقي عموما واهل الرياضة خصوصا لما تسببه من جرح جديد يضاف الى الجروح التي يتسبب فيها كل يوم المرتزقة والقتلة، لكن يبدو ان اتحادنا ( الضامن ) لسكوت اللجنة الاولمبية قد اكتفى بالقرار الهزيل الذي اتخذه بحق عدنان حمد. نقول القرار الهزيل كون حمد قد استقال قبل ان يقيله الاتحاد وبهذا فان قرار الاتحاد باقالته لم يعد له قيمة الا في حالة واحدة هي الضحك على ذقوننا كما كان يفعل الاتحاد السابق في العهد الغابر.

هذا الامر يضعنا امام تساؤل اخر هو: هل الاتحاد العراقي الجديد يواصل المسيرة ( النضالية ) نفسها التي كان يمارسها معنا الاتحاد السابق، لاسيما ان العديد من الوجوه القديمة التي كانت تعمل في الاتحاد السابق ظلت في الاتحاد الجديد؟!

في كل بلاد الله، شرقيها وغربيها، يغادر موقعه من يقع في خطا عام او يجبره اخرون على المغادرة، في السياسة يطلق على مثل هذه الامور الاستقالة في المقام الاول، والاقالة في المقام الثاني، وينطبق ذلك على كثير من حقول الحياة في الاقتصاد والدبلوماسية والادارة وغيرها، وفي الرياضة كذلك هناك اخطاء كثيرة وقع فيها مسؤولون رياضيون حيث غادر المخطئون مواقعهم اعترافا منهم بالتقصير فمتى يحصل ذلك بالعراق؟

[email protected]