قالوا : فاقد الشيء لا يعطيه....

وطبقا لهذا القول أقول : فاقد الحب لا يعطيه...

كيف لمن لم يخفق قلبه أن يمنحنا غير الكراهية؟!

كيف لوجدان لم يلن لسماع نغم جميل أن يسمعنا غير صوت الضجر؟!

ماذا تنتظرون من طفل أن يكون....؟!

وهو لا يتعلم غير دروس البغضاء....

في..المنزل... والشارع... والمنهج... والمدرسة.....

شوارعنا كئيبة...

ملامحنا عابسة....

نظراتنا غاضبة...

لا لسبب إلا لأن قلوبنا لا تخفق....

علموا أولادكم المحبة... كيلا تفيض قلوبهم بالكراهية...

أبحث عن ابتسامة بريئة على ملامح طفل فلا أجدها

وأسأل نفسي.... من صادر البراءة حتى تحول وجه الطفل إلى حجر جامد لا يشع بالنظارة؟!

هذا الرجل الموبوء بالكراهية كان طفلا... لم يذق حنان المحبة...

وهذا الطفل العابس.... سوف يكون غدا رجلا يكتب بالسكين ويقتل بالقلم.

يا الهي......

لماذا يراد للأطفال أن يكونوا مشاريع موت وهم أزهار الحياة؟!

أمر بجانب المدرسة فلا أفرق بينها وبين المقبرة

كلاهما لا ينبض بالحياة...

وأحضر حفل المدرسة... فظننت أن مكروه قد حصل..

أطفال صغار...

ينوحون ولا يفرحون...

يهددون... ولا ينشدون...

يصرخون... ولا يضحكون...

وكأنهم مجيشون لشيء قادم.

وخرجنا من حفل المدرسة... وكأننا خارجون من عزاء..

كنا جالسين كالأصنام...

لانغم يطربنا...

ولا صوت يفرحنا...

ولا شعر يرقى بذائقتنا...

ولا نثر يثري عقولنا...

مجرد... كلمات ممجوجه ذات صوت واحد تتكرر مشاهدها ولا يختلف المعنى

كلمات: يرددها الأطفال كالببغاوات دون أن يستمتعوا فيها..

لأنها لا تخاطب عقولهم... ولا تدغدغ مشاعرهم البريئة.. ولا تنتمي إلى عصرهم المتطور...

إنها كلمات : من بقايا عصر داحس والغبراء... ملبسة بعباءة العصر العثماني.

وتقولون : كيف نصل إلى الفضاء؟!

بمن؟!

بهؤلاء الأطفال الذين نعدهم لعصر عنترة؟!

آه.... كنت أمني نفسي أن أرى في الحفل..

ملامح طفل... موزارتي العزف...

وآخر... نزاري القصيدة...

وثالث.... جبراني الخيال...

ورابع... يمنحني الأمل في عقل يستنهض الفكرة ويحلق بها في سماء الإبداع....

لكنني... أخذت طفلي وذهبنا.. نجر أذيال الخيبة...

وعندما تأملت في ملامح طفلي...

وجدته قد شاب منذ الصباح... حتى فقد كل ملامح طفولته..

تلك لم تكن حفلة مدرسية...

كانت معركة من معارك العرب في الجاهلية!!

سالم اليامي [email protected]