جيش محمد، انصار السنة، كتائب التوحيد و الجهاد... وغيرها من عناوين شيطانية ابليسية، ليس فقط انها لا تمت بصلة الى تعاليم الاسلام بل هي لا تعترف به دينا تدين به اصلا، ان معضم العراقيين على دراية تامة بان هذه الموجه من العناوين الاسلامية هي امتداد لجلباب تجلبب به صدام ومخابراته منذ الحملة الايمانية التي اطلقها اوائل التسعينات، فلا محمد ولا جيشه، ولا كتائب ولا وتوحيد.. فالبعثيون يا سادتي يعرفون تماما قبل غيرهم انهم لا يملكون في الشارع العراقي صوت واحد وذلك نتيجة لما اقترفوه من جرم وجريره بحق العراق والعراقيين ودول الجوار.. لا بل حتى بحق السمك في مياه الاهوار، ولهذا فكان افضل لهم ان يتلبسوا بهذه العناوين وتلك اللافتات، وهذا ما يؤكده احد الصحفيين الفرنسيين الذين اختطفا قبل مدة في العراق حينما اكد ان احد المسؤولين عنه كان الحارس الشخصي لعبد حمود، واضاف ان معضم البعثيين ومخابرات الحكومة السابقة منضوية تحت ما يسمى بجيش محمد.
تلك شهادة من صحفي محايد ورجل قد يقف مبدئيا مع معزوفة المقاومة بحكم الموقف الفرنسي المعروف، ولكنه رغم ذلك اطلق كلمة منصفة، ليس كما هو حال الاعلام في بلدان المنطقة والذي يكون عادة مطية للحكومات.. اما بالنسبة للغالبية من العراقيين فهم ليسوا بحاجة اصلا لشهادة من هذا النوع، فهم على معرفة مسبقة بالوان المخابرات العراقية وايتام ابن العوجة، كيف يمارسون من اجل مصالحهم اشد الاساليب قذارة وخسة..
وهنالك سبب آخر دعاهم ايضا لرفع لافتات من هذا النوع.. ذلك لانهم على علم مسبق بان بالوناتهم وشعاراتهم الوطنية والقومية والعروبية قد فرّغت تماما من محتواها ولم تعد قابلة حتى للتسويق، مما يعني ضرورة استدعاء لافتات من نوع آخر تناغم العقيدة وتعزف على العاطفة والدين من اجل استقدام عدد من المغفلين العرب والمسلمين الى العراق من ذوي الادمغة الجامدة، الذين تحركهم عن بعد جماعات سلفية هي وحدها قادرة على التعاون مع الفكر البعثي، لان ابطالها ليسوا مخلوقات كما هم البشر، بل شياطين من الجن، لا نعرف كيف نزلوا الى الارض والتحفوا شريعة محمد.. هذا الثنائي الاسود يحاول ان يسوّقه طرفان:
الاول: مخابرات لبلدان الجوار لها لعبة قذرة تعودت على اشعالها في بلدان عربية اخرى وانتهت بحروب اهلية كبدت اصحابها مزيدا من الخراب.
الثاني: واعلام اعور يتعمد التضليل، ويصرّ على قراءة الواقع العراقي بنظارات مقوبة، والا فليس الغموض دائما هو سيد الموقف بعد مرور سنتين على السقوط، ولم تعد جدلية الضحية والجلاد بتلك الضبابية، فقد تكشفت الحقائق امام الملأ ومن يصرّ على غيّه بحجة دعم المقاومة فهو يحاول خداع نفسه قبل ان يخدع الاخرين.
وسوف تثبت الايام القادمة مزيدا من الوثائق والادلة حول هذه الحقيقة بكل تاكيد، وسوف تثبت ايضا براءة هذا الدين ورسول الاسلام من تهمة الجيوش والكتائب وخناجر الذبح والتخريب وسيارات مفخخة يدّعي اصحابها انهم يرغبون في لقاء الرسول حينما يمزقون اجسادالابرياء...
هزلت.. وبقي بعثيون يرفعون لا فتة طالما ذبحوا الكثيرين من بين اولئك الذين رفعوها بشرف!!
جمال الخرسان
كاتب عراقي
[email protected]