قناة الحرة تصفع الجزيرة في فلمها الوثائقي الأخير، ضربة الشاطر لقناة الحرة، جعلت من قناة الجزيرة كالفأر المذعور، الخبر الذي سربته جريدة الشرق الأوسط،أظهر ردة الفعل الغاضبة لكوادر البعث في قناة الجزيرة، فرغم سعي الشرق الأوسط بالاتصال مع رموز صدام بقناة الجزيرة، الا أن هؤلاء كانوا يفرون كالطريدة التي تهرب أمام ليث الغابة، فتذكر الجريدة:( قامت «الشرق الأوسط» بأكثر من محاولة طوال يوم أمس للوصول الى محمد جاسم العلي، المدير السابق لقناة «الجزيرة»، لمعرفة رده على ما ستبثه قناة «الحرة»، وعلى ما ورد في الأشرطة التي اطلعت عليها الصحيفة، غير أنها لم تتمكن من الوصول إليه عبر هاتفه الجوال، كما لم تتمكن من الوصول إليه عبر المتحدث الرسمي لقناة «الجزيرة» ).

أن قناة الجزيرة جعلت من الفضاء الإعلامي في زمن المعلومات،وسيلة قذرة لسفك دم الشعب العراقي، حين تبث رسائل تهديد القتل و الوعيد لعصابات الإرهاب
، وأسلوب مقزز في تزوير المعلومات في زمن أصبح الكذب ليس حبلا قصيرا، و إنما أهون من خيط العنكبوت .

والمراقب للقناة الجزيرة،يلاحظ بسهولة، كيف كانت وسيلة اعلامية بيد مخابرات صدام
، و أنها كانت تحقق سياسته بصوره غير مباشرة، والأفلام التي ستبثها قناة الحرة، توضح العلاقة الحميمة التي تربط بين كوادر الجزيرة وأركان النظام الصدامي، عدي يتحدث بصراحة عن العلاقة مع الجزيرة فيقول (عدي: أنا أتكلم معكم بحكم العلاقة التي تمتد إلى ثلاث سنوات، ولكنك تعرف البشر من شكله ومشيته وهذا الكلام في الحقيقة غير موجه لك بقدر ما هو موجه لأصحاب القرار الآخرين في مجلس الإدارة ) أما مسؤول القناة محمد جاسم العلي فيتحدث لعدي:( أنا موجود هنا لكي أسمع وجهات نظرك ولكي نأخذ منك الملاحظات.. ولولا تعاونك ودعمك لنا لما نجحت مهمتي). هذا إضافة لمجموعة من الشواهد والأدلة،التي تبين عدم حيادية الجزيرة
،وكذب ادعائها في التزامها بالمهنية الإعلامية. والتي أهمها:


1-
دعم النظام الديكتاتوري في العراق، وجعله النظام الشرعي في العراق، ومحاولة إفشال أي جهد لإسقاط نظام صدام، وقد تجسدت تلك الأهداف في استطلاعات الرأي التي قام بها موقع قناة الجزيرة، وقد نشر مقالا مسبقا، حول تلك الاستطلاعات المخدرة للعقل العربي،ونشرته جريدة الشرق الأوسط وبعض المواقع الإلكتروني ومنها: http://www.sotaliraq.com/id/file-str2003-01.htm حاولت الجزيرة، أن تجعل من تلك الاستطلاعات،دعما شعبيا للنظام الديكتاتوري في العراق، وشرعية مزورة تظلل بها الرأي العام العربي.

2-
التستر على عمليات الأجرام لنظام الطاغية صدام، و محاولة تزوير الحقائق، للجرائم التي لا يمكن التستر عليها، ومنها جريمة حلبجة، ببث تقارير مظللة،بأن رموز صدام هم أبرياء من تلك الجريمة، هذا إضافة إلى عدم التطرق للمجازر الجماعية لانتفاضة اذار
،1991 وعمليات الإعدام الجماعية التي تحدث في سجون الطاغية.

3-
غالبية المراسلين لقناة الجزيرة، لديهم ارتباطات مع الأجهزة الأمنية للنظام الديكتاتوري، وغالبية تقاريرهم الصحفية، تعكس وجهة نظر النظام البائد. أن أول مراسل لقناة الجزيرة كان( محمد خير البوريني)، والتقارير تتحدث عن هذا الرجل،كان أحد ضباط المخابرات العراقية، واندس في سلك الأعلام، ولازلت أتذكر إحدى تقاريره من النجف الاشرف،حاول بتقريره الخبري
أن يتستر على الجرائم الطائفية لنظام صدام، وأن يظهر النجف الاشرف مدينة آمنة
ومستقرة، و أهلها يعيشون بنعمة القائد صدام،واختتم تقريره بتزوير حقيقة تاريخية، إذ اعتبر مقتل الأمام علي بن أبى طالب(ع) على يد(أبن ملجم)، بأن القاتل مجوسي فارسي، فالقناة التي تسفه مشاهديها بتلك الحقائق المزورة، رغم وضوحها لجاهل و العالم، فكيف بالحقائق التي يتستر عليها الأعلام العربي، خدمة للنظام الديكتاتوري في العراق

استمرت سياسة قناة الجزيرة الطائفية، حتى بعد سقوط نظام صدام، بنفس الأسلوب السابق، رغم تغير الكادر المشرف على القناة،لكن الخطوط الرئيسية الاستراتيجية لم يحدث لها أي تعديل، وكأنه يوجد قرار لسلطة دولة أعلى من السلطة الإدارية للقناة، التي أصبح لها نفوذ أعلامي وإقليمي ودولي، وبلاشك أن هذا النفوذ سيكون له نقاط قوة، يصب في مصلحة سياسة الدولة المشرفة على القناة.

أما الخطوط العامة التي اعتمدتها قناة الجزيرة، بعد سقوط نظام صدام فهي:

1.
بث الفتنة الطائفية،ومحاولة تزوير الحقائق، ودق أسفين بين الطوائف في العراق،وذلك
بالتركيز على تلك الحقائق المزورة، فأحمد منصور يضع حلقة خاصة مع الدكتور النفيسي حول الكثافة السكانية في العراق
،وعن الغالبية الشيعية والسنية، والموقع الإلكتروني لقناة الجزيرة يضع خريطة للعراق، توضح التوزيع الطائفي بشكل مظلل، وحاولت القناة بهذا الأعلام الطائفي الخبيث أن تستفز شيعة وسنة العراق،وتخلق منه صراعا وهميا جانبيا،وبذلك قدمت خدمة مجانية للفكر التكفيري، ومهدت الأرضية المناسبة لهذا الفكر، ليجد له قواعد جاهزة،معبئة نفسيا،و إعلاميا يستفيد منها في عملياته الإرهابية

2.
بث الأخبار الفوضوية، ومحاولة التشكيك بأي جهد لبناء الدولة العراقية الجديدة، وعدم وضع أي اعتبار ومكانة للدولة،وذلك لمنع أي تلاحم شعبي، وتقوية شوكة الفوضويين، بعملياتهم الإجرامية،والاستمرار في عدم تكوين أي استقرار سياسي واجتماعي و اقتصادي داخل العراق

3.
دعم المنظمات التكفيرية والإرهابية داخل العراق، إذ أصبحت القناة منبرا إعلاميا لمنظمات قطع الرقاب، و نشرات الأخبار هي صوت الإعلامي لبث عمليات القتل
و التدمير، المعزز بالأناشيد الثورية والمارشات العسكرية

4.
إفشال العملية الانتخابية وعدم تكوين أي كيان شرعي للدولة العراقية، هذه الحقيقة أدركها غالبية المراقبين، فالمشهد الإعلامي أصبح منبرا للترويج،في مقاطعة الانتخابات، ونشرات أخبار الجزيرة، أصبحت نبراسا لرسائل التهديد والوعيد للمنظمات الإرهابية، وكان آخرها بثهم لرسائل التهديد للدوائر المشرف على عملية الانتخابات، حيث ترتب على تلك البيانات
، استشهاد ثلة من المشرفين على إحدى اللجان الانتخابية،في شارع الفيحاء، التي تسيطر عليها المنظمات الإرهابية

أن النفوس البريئة التي وقعت مضرجة بدمائها،
بفعل التعبئة الإعلامية للمنظمات الإرهابية، و التي تبث من خلال قناة الجزيرة و الفضائيات الأخرى، يجب أن تكون لها متابعة قانونية لتلك الجهات التي اشتركت بجريمة القتل وبالخصوص قناة الجزيرة

أن العلاقة الحميمة بين قناة الجزيرة والنظام الفاشستي السابق، وعملية التستر والتضليل العمدي، لجرائم النظام البائد
،التي كانت تقوم بها قناة الجزيرة، ترتب عليها انتهاكات أخرى من قبل نظام صدام ضد الشعب العراقي، والفلم الوثائقي الذي يظهر العلاقة بين عدي ومسئولي القناة، دليل ملموس لذلك التعاون الإجرامي بين الجزيرة والنظام الصدامي
البائد، وهذه المعلومات يجب أن تكون في خدمة كل الخيرين من أبناء الشعب العراقي في الاستفادة منها قانونيا، حتى
يوضع
حد فاصل للسلوك الإجرامي لقناة الجزيرة اتجاه الشعب العراقي

أن الشعب العراقي قد ضاق ذرعا بالسلوك الإجرامي لقناة الجزيرة، ويوميا يسقط العشرات بفعل بيانات القتل و التهديد و الحرب النفسية الشعواء، وآن الأوان لتكاتف كل الجهود، في إيقاف تلك الحرب الغير متكافئة بين الشعب العراقي المظلوم وقناة الجزيرة



صلاح التكمه جي


مركز دراسات جنوب العراق
[email protected]
[email protected]