لا يخفى على أحد بان قوات التحالف دخلت العراق بدون مقاومة عسكرية حيث تلاشت القوة التي كان يهدد بها القائد المندحر شعبه قبل أعدائه ولم تتمكن الوقوف بوجه الزحف الأمريكي بسبب انهيار قيادته وهروبهم من ساحة المواجهة رغم أن الجيش العراقي مشهود له بالبطولات وذو تاريخ مجيد وسقط كيان الدولة فلا جيش ولا مؤسسات حكومية حيث اصبح كل شيء خاضع لسلطة الاحتلال العسكرية حيثُ تمركزت قواته في المواقع الحساسة والاستراتيجية وجعلتها مواقع عسكرية لقواتها لتأمين الإمدادات والتموين والاتصالات لها وتركت البلاد تعج في فوضى عارمة ودمرت البنية التحتية للاقتصاد ولم تتخذ قوات الاحتلال أي تدابير لازمة لتامين الخدمات الضرورية للمواطنين بما فيها الأمن التي كانت من أولوياتها وبهذا اصبح العراق بؤرة للإرهاب الدولي وساحة لتصفية الحسابات حيث توجه إليه أعداء العراق وأعداء أمريكا والمؤيدين للنظام البائد بدعم مباشر من الدول راعية الإرهاب بحجة مقاومة الاحتلال رغم أن أبناء العراق الغيارى حاولوا إنقاذ الوطن من التدمير ومن الحرب الأهلية التي راهن عليها الأعداء بتشكيل مجلس الحكم الذي مثل فيه الطيف العراقي ولكن لم يتمكن هذا المجلس من أداء دوره الوطني المطلوب بسبب هيمنة سلطة الاحتلال عليه مما أدى الى تدهور الوضع الأمني بسبب عدم تسليم الملف الأمني للعراقيين وتراخي قوات التحالف في استتبابه مما عزز من دور فلول النظام البائد ومشاركتهم الإرهابيين على التخريب وحشد فلولهم داخل المدن الرئيسية مثل الفلوجة وسامراء وتلعفر واللطيفية والموصل ومدن أخرى و أصبحت تلك المدن تحت سيطرتهم وأخذوا يعيثون فيها فساداً ورعباً وإرهاباً حيث عمليات القتل والخطف وقطع الرؤوس وتفجير السيارات المفخخة حتى سميت ب(مثلث الموت) ولم تعمل قوات التحالف على وضع آلية لإعادة الأمن إليها ولم تعطي الدور لقوات الحرس الوطني ولا للشرطة العراقية لأداء واجبها بعدم تأهيلها من حيث التدريب والتجهيز العسكري للخوض في حرب المدن والتي تعتبر من اصعب الحروب مما زاد من شراسة الإرهابيين وفلول النظام البائد و انتشارهم في هذه المدن علناً مدججين بكافة الأسلحة وفرض سيطرتهم عليها واصبح هذا تحديا صعبا وقويا دفعت قوات التحالف بالدخول في مواجهة عسكرية معهم باستخدام كافة الأسلحة وقصف مواقعهم داخل تلك المدن بدأت بضرب تلعفر ثم سامراء واشتدت في الفلوجة حيث تم سحق الإرهابيين بقوة وقتل وجرح وأسر منهم الالاف وهرب الباقين نحو مدينة الموصل والرمادي بسبب تواجد الإرهابيين هناك وإيوائهم من قبل فلول النظام البائد ودعمهم بالمال والسلاح ومشاركتهم في تنفيذ العمليات الإرهابية حيث يوجد أغلب قادة النظام البائد العسكريين والمدنيين هناك ويشرفون على تنفيذ العمليات وعدم وجود قوة عسكرية لردع هؤلاء الإرهابيين حيث تعرضت قوات التحالف لهجمات من الإرهابيين وخاصة العمليات الأخيرة في الموصل راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من القوات الأمريكية لم تتلقى مثلها من قبل إذن هل تعطي هذه العمليات رد فعل لقوات التحالف للرد عليهم بالقوة انتقاما لضحاياها وتطهر المدينة من هذه الزمر الباغية فلول الشر والإرهاب لتعيد الأمن فيها أم تنتظر المزيد وتعيش المدينة في ظل الإرهاب والقتل الجماعي ودوي الانفجارات وتستمر حالة الفوضى والرعب في البلاد إلى ما لا نهاية بل وتمتد إلى مدن أخرى ومن ثم جر البلاد إلى حرب أهلية ويستدل من ذلك إن أمريكا تستفيد من هذه الحالة لتبعد شبح الإرهاب عن أمريكا وتبقي المواجهة مع الإرهابيين خارج حدودها تحسبا لعدم تكرار حوادث إرهابية قي العمق الأمريكي وعلى أراضيها مثل الذي حصل في 11 سبتمبر عام 2001 وتبقي سيطرتها على الشرق الأوسط لتعزيز تواجدها العسكري في المنطقة لعقود طويلة باسم الحرب على الإرهاب وحماية حقوق الإنسان وبهذا فان الموصل لن تكون المحطة الأخيرة للإرهاب لذا على الذين يدعون إلى مقاومة الاحتلال التخلي عن النهج الدموي وسفك الدماء البريئة كفى رعباً وإرهاباً بحق الوطن والمواطنين إنكم مخطئون وأنتم الذين تعززون تواجد الاحتلال لفترة أطول وضرب الوحدة الوطنية في الصميم وتقسيم البلاد.
محمود حاجي
كوردستان العراق-أربيل