لا احد في غرفة الاقتراع يوم التاسع من كانون الثاني وحدك ستكون هناك أيها الشاب الفلسطيني وأمامك سيكون مستقبلك ومستقبل أجيال بكاملها، أقساط التعليم الجامعي التي تعتبر نموذجا من نماذج الاستثمار العالي الكلفة وغياب إدارة واضحة للتربية والتعليم معك سيكون القرار الجائر بمنع من هم دون معدل ال 65 عن الدراسة الجامعية في حين يتمكن أبناء الأغنياء من الأغبياء حتى لو حصلوا على معدل 50% من السفر إلى أوروبا أو روسيا أو الهند والعودة بشهادات في الطب والهندسة والصيدلة وغيرها وحتى لو حصلوا على شهاداتهم من المزادات سيعودوا ليقبلوا في نقابة الأطباء ويمارسوا تجارتهم في أجسادنا، أيها الشاب الخريج معك هناك في غرفة الاقتراع نظام المحسوبية والواسطة ونظام الضرب بعرض الحائط بكل الكفاءات والاحتياجات والمصلحة العليا للمهنية والانتماء والحاجة معك النظام الذي يسمح بان تكون عائلات بكاملها مدراء وسفراء ووزراء ولا عاطل واحد عن العمل وعائلات بكاملها تعيش حالة العوز والاستجداء.
أيها المناضل المحرر ممن ليسوا من أبناء الحظوة ولم تتمكن من الحصول على وظيفة مدير عام او عقيد وبقيت تتحسر على أيام الاعتقال، احفظ ذاكرتك جيدا وأنت تصوت تذكر أن ما نريده هو العمل والخبز وتساوي الفرص للجميع بدون تفريق بين ابيض واسود أو بين انتماء سياسي وآخر، أنت يا من قاتلت كل العمر وحرمك الاحتلال من حقوقك آن لهم أن يقروا بكفاحك ونضالك وان يعطوا أسرتك ردا جميلا على تاريخك تدفع بابناءك للثقة بمسيرة الكفاح في سبيل الاستقلال وليس العكس، صوت لصالح تاريخك الكفاحي في سبيل الحرية والخبز والعمل.
أيها المريض الباحث عن علاج وتردك صيدليات التامين الصحي الخاوية ولا تجد من يعطيك تصريح العلاج في أوروبا أو الأردن، هناك في غرفة الاقتراع لا احد سواك وحالة التفريق حتى في المرض فارفع قلمك وصوت وقل لهم لم يعد ممكنا التلاعب بمصائر البشر وايا كانت النتيجة فان القادم سيعلم انه ليس الرجل الوحيد على الأرض وليس هو الحاكم بامر الله.
أيها الشيخ وحدك ستكون هناك ومعك كل سنين العمر، سنوات السجن والنفي ومصادرة الأرض وبرد الخيام والعيش نحو الموت على جدران المخيم، وحدكم أنتم وكل الذكريات ستكون هناك فصوت فلم يعد من العمر ما يصلح للبيع أبدا.
يا أبناء وزوجات وأمهات وآباء ورفاق الشهداء على جدران غرفة الاقتراع تقف أرواحهم فهم لم يستشهدوا لنزور ضمائرنا، هم فقدوا حياتهم في سبيل أن نجد الوقت والمكان لنختلي بأنفسنا ونقول الحقيقة بإشارة صغيرة فوق ورقة صغير فهل يجوز لنا أن نخون تاريخهم وتضحيتهم وكفاحهم وأرواحهم، فصوتوا بما يكفل لكم أن تواجهوا صورهم حين تعودوا إلى منازلكم، بما يكفل أن تدافعوا عن موقفكم حين يأتوكم في المنام ليلة العاشر من كانون الثاني من هذا العام.
أيتها المرأة الفلسطينية، تذكري ذلك المثل الشعبي القائل إلي خايفين عليه قاعدين عليه فمن ماذا تخافين إذن وأنتي وحدك داخل غرفة الاقتراع ومعك الدونية وانعدام المساواة وإصرار البعض على القفز فوق حقوقك، تذكري انك نصف هذا الشعب وانك المناضلة والمعتقلة والجريحة والشهيدة وفوق كل هذا وذاك أنت أمنا واختنا وزوجتنا وحبيبتنا وحلمنا وحارسة نار تاريخنا ومستقبلنا فلا تتركي لقلمك فرصة الانحناء لحظة لان ذلك سيجعلك تدفعين الثمن من الانحناء دهرا، تذكري وأنت هناك مع همومك وحدك أن حقك مطلق في تحريك راس القلم فوق وريقة الاقتراع بما يحقق مصالحك ويستجيب لهمومك.
أيها الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة لا تعتقدوا أنكم أقلية بل العكس انتم تشكلون ما يقارب 15% من عموم المواطنين وبذا عليكم أن تعرفوا أنكم اكبر وأعظم من أي حزب أو أية حركة تقيم الدنيا ولا تقعدها صوتوا إذن بإقدامكم المبتورة وعيونكم المفقوءة وأناملكم الناقصة صوتوا بجوعكم وحاجاتكم التي لا يلتفت إليها احد وقولوا بعكازاتكم للرئيس القادم أن لنا حقوقا لن نسمح بتجاوزها.
أيها المثقف الشاعر والكاتب والمحلل والصحفي والأكاديمي معكم هناك كل التراث السيئ من تجارب الحكم في العالم العربي فصوتوا بما لا يسمح بوجود من يقول لكم غدا اكتبوا وارسموا وغنوا لشخصي، صوتوا لحرية الإبداع والتعبير والاعتقاد والقول والا فان أقلامكم ستحاربكم وتهجركم وتكرهكم غدا.
ايها المنتسبون لاجهزة السلطة الامنية وغير الامنية تذكروا انكم تنتمون لهذا الشعب وان السلطة لا تدوم لاحد وان قدراتكم الان وعدم سيادة القانون الان قد تخدمكم نعم ولكنها قطعا ستنقلب عليكم في المستقبل فارفعوا صوتكم ولو في غرفة الاقتراع لصالح سيادة القاون وفصل السلطات.
ايها الحقوقيون والمهنيون والمحاسبون ودعاة حقوق الانسان معكم مسئولياتكم تجاه الفساد والفاسدين والمفسدين ومعاقبتهم واستعادة اموال الشعب والمسائلة والشفافية فلا تتنازلوا عن مبادئكم وعن اليمين الذي اقسمتموه عند خروجكم من الجامعة للحياة العملية، احفظوا جيدا كمات القسم وصوتوا.
ايها العاطل عن العمل ويا من فقدت قوت اطفالك في سبيل الحرية والاستقلال وحدك هناك ومعك الجوع وصراخ الاطفال ولن تنفعك ابدا كل الوصفات الكلامية الجاهزة فارفع فاسك قبل القلم ومنجلك قبل الورقة واحصد كل الوهم وصوت لصالح اطفالك ومستقبل قوتهم وحريتهم.
هذه النداءات اطلقها ليس فقط لمن قرر ان يذهب يوم التاسع من كانون الثاني للتصويت بل لكل اولئك الذي يعتقدون ان غيابهم سيخدم قضيتهم، العكس هو الصحيح فالغياب غياب وستحدث الانتخابات وسيكون هناك فائز وانتم فقط من ستصوتون رغما عنكم وانتم في منازلكم ضد مصالحكم، كل الذين سيدلون باصواتهم سيحاولوا ان يجعلوا من صوتهم ذا تاثير ما وحدكم ستترون للاخرين تقرير مصائركم فاحملوا كل همومكم صبيحة يوم التاسع من كانون الثاني وشاركوا في صيلغة مستقبلكم ولا تتركوا حقكم بايدي الاخرين يفعلوا به ما يشاؤون، كونوا هناك وصوتوا وشاركوا في صياغة الغد فما يحدث ليس عاديا ولن يكون كذلك ومشاركتكم يمكن لها ان تساهم في التغيير وصياغة الغد كما ينبغي له ان يكون او كما نريد له ان يكون.