ل

يصلح عنواني هذا بان يكون صدرا لبيت شعر أستطيع أن أكمله لأقول:

ليس الخضوع للعنف حلا ً××× إنما الحلول عدلا ً أراها

الانتخابات لابد أن تجري بتأريخها، لأننا لا نريد أن يبقى الشعب العراقي أسير أهواء مجرمين وأحزاب وهيئات مشبوهة، تطلب الانتخابات متى شاءت وتريد تأجيلها حينما يطلب منها أسيادها الأقوياء، حتى متى يتحكم المجرمون بالعراق؟ حتى متى تفرض علينا قوة غاشمة مجرمة كحزب البعث وتوابعها وحلفاءها قوتهم بالقتل والترهيب والاختطاف ليتحكموا بمصائرنا وليستبيحوا عراقنا؟ فكما جاءوا بعام 1968 بأسلوب أبو طبر حيث نظمت عصابة البعث مجموعة من محترفي الجريمة لتقوم بترويع الناس بذبحهم جميعا وهم نيام، في بغداد وغيرها من مناطق العراق حيث شهدت سنوات مجيء البعث أمورا مهولة لا يعرفها العرب الذين يدافعون ألان عن عودة صدام وحزبه، يعود هؤلاء اليوم لأساليبهم ذاتها بعد فقدانهم السلطة، لا استغرب من أساليبهم أبدا لكني استغرب ممن يطرح فكرة تأجيل الانتخابات بسبب الظروف الأمنية التي خلقها هؤلاء القتلة، إن عملية الانتخابات لاكما يفهما البعض مفتاح سحري لتنظيف كل تركة البعث، أو هي زر كهربائي نكبسه ليغير كل شيء ويرمم جروح الأمس، إنما هي أول خطوة وأهمها لتحدي هؤلاء والوقوف بوجوههم وردعهم، و ليعلموا أن العنف ما عاد سبيلا للسيطرة على الشعب العراقي، ليعلموا أن عنفهم لم يثمر لتكون لهم اليد الطولى بالحكومة العراقية المقبلة كما فعلوا بالماضي وكما يحلمون ألان، لابد من أن نمنعهم من العودة بعد أن انكشف جبنهم وافتضحت جرائمهم وغدرهم بالأبرياء، لا نريد عودتهم ليقتصوا مرة أخرى من شعب رفضهم بعد أن فقد كل شيء على أيديهم.
الغريب بالأمر أن هناك شخصيات وطنية، كانت بعضا من المعارضة لنظام صدام على مدى ربع قرن، تريد ألان التدخل والتوسط لعودة بعض هذه الأطراف البعثية المتسترة بأسماء وأستار طائفية مرة وحزبية مرة أخرى، فهل بلغ السيل الزبى وصار كل شخص يضع أخاه تحته لينجو هو بجلده؟
أم أبلغتهم هذه التنظيمات بتهديداتها بقتلهم فارتجفوا وغيروا سياستهم الرامية إلى الخلاص من الفكر البعثي ليتوسطوا ألان لبقايا البعث المتستر تحت مسميات ما انزل الله بها من سلطان ؟
أم أن هناك ارتباطات واستحقاقات مريبة نجهلها عند البعض، ليخرج لنا اليوم بهيئة الوعاظ والمصلحين ليصالح بعض الأطراف رغم جرائمهم التي لا تنسى ولا يمحوها الزمن مهما مر، والتي ستبقى ندبا مرعبة في تاريخهم المشوه المعتم؟
أتمنى أن لا تسمح الحكومة العراقية لأن توصف بالضعف إلى الحد الذي تركع معه لهؤلاء القتلة.
العدل هو أن تقف الحكومة موقفا مشرفا وأن تفرض دعوتها على كل الأطراف ومن لم يرغب بالمساهمة بالديمقراطية وبناء العراق يكون هو من انسحب وهو من خان قضية شعبه ووطنه بهذا الظرف الصعب.
إن من يتنصل عن المساهمة بالانتخابات، هو ذاته الذي يضع العراقيل لها وهو المتهم الأول بإشعال فتيل النيران والمتهم الأول بكل ما يحصل للعراقيين من نزيف دموي وتفجيرات وتخريب وحرائق، فلماذا الخوف من هؤلاء حينما تكون الحكومة على حق وهل يخشى القاضي النطق بالحكم مهما عظمت العقوبة بحق من قتل بريئا؟
إننا لا يمكن أن ننهي العنف والفوضى في وطننا إلا بمواجهة قتلة شعبنا ومدمري اقتصادنا بحكومة قوية تتمسك بقراراتها، حكومة تحبط أساليبهم الغادرة، وتسقط أملهم بالعودة، فهم إن شعروا يوما بضعف الحكومة أمامهم،وترددها بالقضاء عليهم، سيستمروا بوتيرة أعلى، مشيعين الدمار والتقتيل، حتى العودة بحزب البعث ومتحالفا هذه المرة مع القاعدة فويل للعراقيين منهم بعد ذلك، إن إجراء الانتخابات قرار تأريخي سيبقى الشعب يذكره كفاصل زمني للفوضى التي يعيشها ألان، والقضاء على مسببها بعد الانتخابات، ولابد بعد ذلك من تطبيق قانون العقوبات على كل مجرم، كرادع عام ورادع خاص لكل من يعبث بمقدرات الشعب و لكل من استساغ دماء العراقيين وفكر بالانغماس في الجريمة والغرق بمستنقعها.