تلقيت رسائل الكترونية عديدة تحمل تعليقات مختلفة سأورد منها رسالتين: الأولى من الأستاذ بدر الشرع من دبي، سأوردها لكم " نسخا " مثلما كتبها كتعليق حول مقالتنا " الحمار العربي الطائر "..... تقول الرسالة:

سيدي الفاضل/ سالم اليامي تحية إلى شخصكم وفكركم الكريم والذي بالتأكيد يثري كل من له قلب وألقى السمع وهو شهيد..

يقول الرسول (ص) "أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم" كما أرى ذلك في تنوع فكر وأسلوب مقالاتكم ليشمل كافة العقليات العربية ! والتي للأسف تدرجت في رفض الحضارة العلمية والعملية من الآخر الكافر!،إلى رفض "والعياذ بالله"! من الديمقراطية،إلى التأكيد على أهميتها صاغرة رغم أنف "الحمار العربي الطائر"،إلى الإجتماع لا الإجماع على الإصلاح على ظهر ذبابة مقابل الدبابة وكأنما خلت كل الوسائل والبدائل، إلى العودة مرة أخرى بنظرية المؤامرة!

عموماً لا تنزعج من نظرتي السلبية لخير أمة أخرجت للناس، فالإيجابيات والله كثيرة وأهمها ثراء مقالكم وحرية فكركم، لهم الخيار ولنا الله.

بدر الشرع (أبو مها) دبي.

** ** ** amp;

أما الرسالة الثانية فهي من حبيبنا " أبوزياد " من الرياض يعلق فيها على موضوع " الحمار العربي الطائر " بكل سخرية وتهكم، مشككا في صدق الرواية والإنجاز، ومتحديا أن اثبت له ما يدل على أن الحمار العربي الطائر قد هبط في أحد المطارات الأوروبية.

وقبل كل شيء أكتب له عنوان موقع خطوط الحمار العربي الطائر في الانترنت ليشاهد شعارها وشكلها والعنوان هو: arab flying donkey.nuhg

وسوف أحجز لي وللأخ أبو زياد مقعدين على أول حمار عربي طائر إلى باريس أو لندن، بشرط أن تكون الرحلة على حسابه الخاص وأن يركب الأخ أبو زياد في الدرجة السياحية قرب " ذيل الطائرة " عقابا له على التشكيك كعادة العرب عندما يشككون في كل إنجاز حضاري، وتكون الدرجة الأولى من نصيبي، كي أكون بقرب أذني الحمار الطويلتين، والتي قام العقل العربي بتطويرهما لاستقبال كل الفضائيات العالمية والتخاطب مع أي إنسان على وجه الأرض عبر أذني الحمار بطريقة لاسلكية.

وعلى الأخ أبو زياد أن يفرق بين " الحوار " الذي شارك فيه قبل فترة كعضو، وبين الحمار المعجزة الذي نتحدث عنه بجدية بينما هو يتهكم علينا. خاصة أننا قد رأينا أبا زياد في ذلك الحوار يزبد ويرعد مدافعا عن حقوق المرأة، لكنه بكل أسف خيب أملنا من خلال رسالته التي تشكك في قدرة الحمار العربي على التحليق في الفضاء إلى درجة أنني أصبحت أشكك في ليبراليته حينما يدافع عن حقوق المرأة العربية ويسخر من قدرات الحمار العربي.

لكنني لا أستغرب ذلك من أبي زياد وهو ينتمي إلى أمة العرب. والمعروف عن العرب أنهم مولعون بالتشكيك في كل حقيقة علمية، بل انه لا يزال في العرب من يشكك في حقيقة وصول ارمسترونق إلى سطح القمر على ظهر المركبة ابولو، ولن يصدقوا تلك الحقيقة حتى يروا الحمار العربي ينهق فوق سطح القمر !

ولكي أزيدك يا أبا زياد من الشعر بيتا: فإنني قد سمعت أن العقل العربي الذي طور الحمار العربي الطائر، يوشك أن يحقق إنجازا عربيا آخر، يتمثل في توظيف مضيفات لطيران الحمار العربي على شكل " جحوش " صغيرة (جمع جحش )، بحيث تؤدي خدمات الضيافة داخل الطائرة بخفة ورشاقة لا مثيل لها، ومن ضمن تلك الخدمات التي تقدمها تلك الجحوش الصغيرة،أن الراكب يستطيع الذهاب إلى دورة مياه الطائرة على ظهر الجحش الصغير، وهذه الخدمة لم تقدمها أي شركة طيران من قبل.

لكنني... لا ألوم أبا زياد إذا خلط بين الحوار الذي مثلنا فيه وبين الحمار، حيث الفرق بينهما حرف واحد فقط.

إلا أنني أقول له عبر هذا المنبر الحر: جهز حقائبك يا عبدالله للسفر على ظهر الحمار العربي الطائر لترى بأم عينك وخالتها وجدتها، معجزة العقل العربي في القرن الواحد والعشرين، و سوف أخاطبك بكل شماتة قائلا:

لنا الصدر " الدرجة الأولى "

دون أبي زياد....

أو الذيل " الدرجة السياحية ".....

والإقلاع في مؤخرة " الركب " أو في " ذيل الحضارة " من حظ الذين يشككون في منجزات العقل الإنساني ويحاربون المبدعين كلما حاولوا أن ينجزوا شيئا.

وذنبك على جنبك يا عبدالله... وهذا ما جناه عليك عقلك الذي لم يصدق انجازا عربيا تفتخر فيه كل شعوب الأمة العربية برجالها ونساءها وجحوشها أيضا!!

سالم اليامي [email protected]