هى كائنات ليس لها إسم بعد... كائنات "أميبية" طفيلية تعيش داخل أجسام أو على حسابها, تمتص من دماء تلك الأجسام وتفرز أجنتها لتعتاش على الجسم المضيف حتى تستقوى فتخرج لتنكح وتنتكح ثم تعود لأجسام أخرى تعاود دورة حياتها وهكذا... ولكن ياللعجب تلكم الكائنات وياسبحان الله تعيش اليوم بيننا... لها سحنة البشر... وكلام البشر... وملابس البشر. هذه الكائنات لا تزرع ولا تحصد ولا تصنع شىء... ولكنها وياسبحان الله تمتلك أموال لا تحصر, ولها استثمارات فى بلاد متعددة, تركب أحدث السيارات وتسكن منازل كالقصور... أى نعم هى تتولى الإفتاء والإمامة والدعوة فى الفضائيات, ولكن مذ متى كانت الدعوة والإمامة والإفتاء سبيل للثراء الفاحش الذى ما خفى منه كان أعظم؟ كيف تنتج الأمة فيزيائى أو عالم (علم حقيقى غير شرعى) بينما طريق المال والمجد والنفوذ له سبيل قصير, لا يتكلف إلا حفظ بضعة آيات وحيازة عشر كتب صفراء ولا بأس من الأجتهاد فى تأليف كتيب بغلاف أسود بعنوان ذى حروف مذهبة لها سجع كسجع الشيطان عن " العمدة فى إعداد العدة" أو "إعلام فى خدمة الإسلام" أو "التجديد فى علوم التشديد"... أى عنوان
وأى سجع وأى تفاهة يسبقها أو يعقبها آية أو إثنتين من القرآن الكريم... وحديث أو إثنين عن أبى هريرة (وما أكثر ما روى)...
وتبدأ الحكاية حسب الشطارة... أولها خطبتين ثلاثة فى زاوية... يعقبها درسين فى إحدى المساجد... ثم إذاعة وصحافة ثم إعارة لدولة خليجية لتفصيل فتاوى
لأميرها أو سلطانها يحلل فيها الحرام ويحرم الحلال... (له أجر فى الحالتين, إن
أصاب أم اخطأ)... ثم تأتى له طاقة القدر... الشعبية والانتشار والأموال ومفتاح "ماستر" لجميع غرف نوم المحصنات... طاقة القدر الحديثة هى تلك التى يسمونها "الفضائيات"... خلال تلك الرحلة بصحبة الشيطان تسقط أشياء وتموت اشياء... يسقط الضمير ويموت الشعوروينسخط الإنسان ويصير" أميبيا". مسكين من تتسلل تلك الأميبيا إلى عقله, يمتنع عليه إعمال فكره أو إتخاذ قراره حتى فى مضاجعة زوجته... يريد فتوى فى جواز ذلك وأوضاعه... لا تبخل الأميبيا على ذلك المحتاج وأمثاله فتفتى له بالحلال والحرام فى أوضاع المدام... بل وتستزيده بأن تزوده بدعاء المضاجعة والإغتسال والسفر وقضاء الحاجة وطول القفطان وشكل النقاب, كل ذلك بتفصيل ونشر على الملأ لتعم "الفائدة"... ولا يخجلون من تسمية
ذلك علوم... وهل يعرف الخجل طريقه لمن باع نفسه للشيطان؟؟؟ هل تريدون آل يعرب أن تئدوا الفتنة؟ هل تريدون القضاء على دابر الفئة الضالة؟
هل تريدون إسترداد ديننا المخطوف من يد جماعات الإرهاب؟ الحل سهل وبسيط... لا تفسحوا فضائياتكم للأميبيا... دعوهم يفتون ويؤمون ويدعون لكن بدون ظهوريغذى نرجسيتهم... وبالأخص بدون أموال تدفع لهم مقابل ذلك... فلتوفروا حماية وحق ظهور لكل من يرى غير مايرون... وعندما لا يكون ثمة عائد مادى لجهدهم الشيطانى ستنتهى المشكلة, فماهم إلا طالبوا مال ووجاهة ونفوذ, لا تجعلوا منهم قدوة لشبابنا وتجعلوا من طريقهم أسهل الطرق للتكسب الحرام بدون عرق... إفعلوا ذلك وعندها سيعلم الذين ظلموا أى منقلب سينقلبون.

عادل حزين
نيويورك