عزيزى القارىء اسمح لى أن أخفف قليلا من الجهامة التى جنح اليها كل من يكتب فى إيلافنا الحبيبة مؤخرا، اسمح لى أن أنضم للكاتب خفيف الظل المهندس سامى البحيرى فى محاولة لرسم ابتسامة على شفاه كل مكتئب من حال أمتنا العربية كاتب كان أم قارىء، تعال نستعرض بعض مضحكات الأميبات العروبية.
أول المضحكات كاتب أميبى يسبق اسمه حرف "د" قرأت له كتاب مؤخرا نشره على الأنترنت التى خلع عليها اسما إسلاميا –ليس كافرا- فأسماها " الشبنكوتية" وشرح الأسم بأنه دلالة على الشبكة العنكبوتية..! ماشى... تعريب ليس فيه ما يسىء، ولعل الكاتب ينضم الى تلك الهيئة التى عربت "الساندوتش" الى لفظة عربية عظيمة هى "شاطر ومشطور وبينهما طازج"، هل تعرف عزيزى القارىء موضوع وعنوان الكتاب المنشور- فقط- على "الشبنكوتية"؟ عنوان الكتاب " خواطر فى وجوب مقاطعة بضائع الأعداء"! تستطيع طبعا عزيزى القارىء أن تعرف ما يدعوا إليه الكتاب من مجرد قراءة عنوانه... الكاتب الأميبى يكتب على شبنكوتية الأعداء يدعو لمقاطعة بضائع الأعداء!!! يقدم للكاتب الأميبى كاتب أميبى آخر يسبق أسمه-أيضا- حرف "الدال" الذى صار مسخرة بالتبعية لمن يحملونه من هؤلاء الأصناف الأميبية. هذا الكاتب المقدم يولول حزينا متأثرا بإرهابيى العراق الذين يقتلون فى الفالوجة وغيرها (يسميهم شهداء)، وسبب تأثره المسكين وولولته أنه ليس هناك لنيل الشهادة مثلهم... لم يخبرنا الأميبى ما الذى يمنعه من التوجه الى هناك، كما لم يخبرنا عن سبب عدم دعوته لأحد أبنائه للتوجه الى هناك، لكننا بالطبع نعرف... نعرف أن الأميبا تعيش على حساب غيرها وحساب أبناء غيرها، لكنها أبدا أبدا لا تقامر برأسها التى كرأس الأفعى... كما ردد أميبى فى إحدى الفضائيات عندما جابهه أحد المتصلين بغير المتوقع وسأل الأميبى لماذا لا تذهب انت أو حتى أحد أبنائك للجهاد؟ فرد الأميبى ببرود غريب: " أنت عاوز الأمريكان يقتلوا أئمة الأمة؟" لا
ياشيخ أعوذ بالله نحن لا نمانع من أن يقتلوا شباب الأمة وأطفال الأمة ونساء الأمة أما أئمة الامة من أمثالك فرقابنا ورقاب أولادنا فداك وفدى لأولادك. بالضبط كما أبلغ أميبى آخر سلطات السعودية عن أحد أبنائه الذى ترك له رسالة صادقة أو مازحة أنه ذاهب للجهاد إعمالا لما يدعو اليه والده ليلا ونهارا، هلع الأب الأميبى ولم يهدأ حتى ضم إبنه الى صدره بمعونة الحكومة السعودية التى كان ينعتها بالكفر... وقال ما معناه لإبنه "ياأهبل هذا الكلام عن الجهاد والإستشهاد ليس لك بل لأولاد الناس ياحمار". أميبى آخر قديم جديد يكتب فى أعرق جريدة فى العالم العربى، يختار لك آية من كتاب الله، ويخبرك أن تلك الآية مكية أو مدنية وعدد سورها ومتى نزلت وأسباب نزولها، هو لم يعد سورها ولم يبحث تاريخ تنزلها ولا أسبابه لكنه يقص ويلصق من كتب التراث، ينتقى لفظة أو عبارة ويشرح ويحلل ويلوى حتى يصل بالقارىء لمعنى ما، ثم يورد بحث علمى من أعمال الكفرة الغربيين، حتى وإن كان كاتبه نكرة حمار جاء بما يظن أنه نظرية علمية، يؤكد باحثنا الأميبى على أن ذلك الحمار من أشهر وأمتن وأعلم الباحثين الكفرة، وأن المعنى الذى كان سحبنا إليه اليها الكاتب الأميبى بلولبيته يتفق تماما مع نظرية الكاتب الكافر... وجلا جلا جلا آدى الإعجاز وآدى العلم بتاعنا عرف الفولة من الف واربعمائة سنة... بعقليات كهذه ما لزوم التعلم والإجتهاد، ما لزوم أن يبحث الفيزيائى أو الجيولوجى أو غيرهم؟ كل ما عليهم أن يبحثوا فى الشبنكوتية عن معلومة ثم يبحثوا فى ذات المكان عن آية يقترب لفظ فيها من مجال نظرية ما ثم جلا جلا جلا شهرة وفلوس واحترام ولا صاحب نظرية الفمتو ثانية الذى دامت شهرته سنتين ثلاثة أما صاحبنا فشهرته ممتدة طالما هناك بهائم يقبلون أن يستضيفوه فى عقولهم ليأكل من عرقهم سنين طويلة ومن يعرف لعل إبنه يرثه فى هذا أيضا...

أخى القارى الكريم ما قصدت أن أزيد كآبتك ولكن يبدو أننا نسينا حتى الإبتسام فى
زمن القرف.

عادل حزين
نيويورك