منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ولحد الآن لم تستقر الأوضاع السياسية في العراق حيث الفوضى والمظاهرات اليومية والانتفاضات ضد الحكومة الملكية والاستعمار البريطاني في حينه و تستقيل الحكومة وتأتي أخرى والى أن جاء الأنقلابيون إلى الحكم أخذت التصفيات الجسدية والانتقام والعنف حيزا كبيرا من أهدافهم [كلما جاءت أمة لعنت أختها] وهكذا استمرت الحالة لحين مجيء النظام البائد وحكم العراق بالحديد والنار تم تصفية كل من لم يقف معهم باسم محاكمة الجواسيس والعملاء وأعداء الثورة حيث ادخل الرعب والإرهاب في قلوب المواطنين والقضاء على الأحزاب السياسية ولم يبقى في الساحة سوى حزب البعث البائد وشن حربا هوجاء على كوردستان أحرقت الأخضر واليابس ناهيك عن عمليات الأنفال السيئة الصيت والترحيل القسري للسكان الكورد واستعمال سياسة الأرض المحروقة ضد شعبه وادخل العراق في حربين ظالمتين ضد الجيران والأشقاء راح ضحيتها مئات الالاف من أبناء العراق بسبب سياسته الخاطئة دمر البلاد وأذى العباد والى أن تم تحرير العراق من هذا النظام بقيادة أمريكا هكذا حال العراق كل شيء فيه مؤقت دستوره وعلمه وأركان نظامه وهكذا أمريكا دخلت العراق محررة وفجاءة تحولت إلى قوة احتلال رغم تشكيلها لمجلس الحكم المؤقت وإصدار قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية وانقسم العراقيون على أنفسهم بين مؤيد ومعارض ولكن كانت الأغلبية مع المجلس بغية إنقاذ الوطن من هذه المحنة وإعادة الاستقرار إليه إلا أن الذي لم يسعفه الحظ في الحصول على مقعد فيه اعتبره غير شرعي ومعين من قبل المحتل وتحت ذريعة اللاشرعية ومقاومة الاحتلال دخل العراق مرحلة صعبة جدا بسبب الانفلات الأمني و تعشعش الإرهاب فيه لوقوف أعداء العراق وأعداء أمريكا وقادة الإرهاب العالمي ومعهم الدول التي ترعى الإرهاب ضد التيار الوطني الذي يحاول إيجاد حالة التوازن للبلاد والوصول إلى بر الأمان ومشاركة كافة العراقيين في إنجاح العملية السياسية والوصول إلى تشكيل حكومة منتخبة وشرعية تدير شؤون البلاد 000 نعم الانتخابات هي من انجح الوسائل الديمقراطية لإنقاذ البلاد من هذا الوضع المزري وإيجاد آلية لحل مشاكله المزمنة من كافة النواحي السياسية والاقتصادية والقومية ليعيد للعراق وجهه الحضاري والتوجه نحو بناء دولة المؤسسات والمجتمع المدني تصان فيه الحريات و تحترم الحقوق000 ولكن هل يستقر العراق بعد إجراء الانتخابات ويعاد الأمن والاستقرار إليه كما يريده العراقيون ويعيشون أحرار ويتمكنون من إدارة بلادهم بعيدا عن أي تدخل خارجي وبإمكانهم محاسبة أي شخص بما فيه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة عن طريق مؤسساتهم التشريعية (المجلس الوطني) أم ستظهر تيارات قوية أخرى تفرض نفسها تحت ستار الأغلبية وتعيد سطوتها من جديد باسم الشرعية والفوز بالانتخابات ويعيدون الوضع إلى ما كان عليه في السابق و يهمش دور الآخرين وإهدار حقوقهم في العملية السياسية وتثير المسائل الطائفية والقومية من جديد وتستمر الفوضى والاضطرابات وعدم الاستقرار في البلاد هذا خطر جدا على مستقبل الوطن ودخوله في دوامة العنف اللامتناهي أذن الانتخابات لا تكفي لوحدها إذا لم يرافقها وضع دستور فدرالي للبلاد وتشكيل محكمة دستورية عليا لمراقبة الشرعية ومسائلة الحكومة عن خروقاتها للقانون أثناء تأدية عملها وتنظيم العلاقة بينها وبين حكومات الأقاليم وعدم السماح للأكثرية للانفراد والتسلط وإيجاد حل لمشكلة كركوك وإزالة آثار التعريب من كافة المناطق التي تم تعريبها من قبل النظام البائد وتعويض المرحلين هذا من جهة ومن جهة أخرى فأن هذه الانتخابات لن تعيد الأمن والاستقرار في حالة عدم مشاركة الأطراف الأخرى في إدارة الحكم لسبب أو أخر و عدم تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين وتوفير فرص العمل للعاطلين حيث أن اغلب العراقيين يعيشون تحت خط الفقر رغم أن العراق يمتلك ثاني اكبر احتياطي النفط في العالم وهذا يؤدي بالمواطن للوقوف ضد الحكومة وبالتالي فشل العملية الديمقراطية وتداول السلطة بشكل سلمي ويستمر العنف والإرهاب والتدخل الأجنبي في شؤون البلاد.
محمود حاجي
كوردستان العراق-أربيل