أخى القارىء الكريم، الأميبا هى مخلوق طفيلى لا يسعى لأجل غذائه، وإنما يعتاش على دماء غيره من الأحياء، وبعض الأميبا لها شكل البشر وهى أيضا لا تنتج شيئا، إنما تستولى على عقول بعض البشر- فى الأعم الأغلب- متخفية بالدين دعوة وإمامة وفتوى وتتربح من ذلك الطريق مالا ووجاهة ونفوذا على تابعيها.
وللأميبا العربية نوادرها لكن أغلب الملوثة عقولهم بها صم بكم عمى لا يبصرون. أحد الأميبا التى لها سحنة كالبشر صال وجال وأفتى وجهر بالدعوة للجهاد فى أرض العراق وقال كلاما عن ما أحلى الإستشهاد فى سبيل ذلك القصد، المهم أن ابن تلك الأميبا كتب خطابا لأبيه –صدقا أم مزحا- أنه ذاهب للجهاد فى أرض الرافدين… صعق الأميبا واستنجد بالدولة التى كان ينعتها فى الأمس القريب بالكفر لتنقذ له ابنه من إلقاء نفسه الى التهلكة ( الشهادة فجأة اصبحت تهلكة)، أعاد رجال أمن الدولة المذكورة ابنه لحضنه وأتخيل حديثه للولد " انت أهبل ياوله، الكلام عن الجهاد والإستشهاد لأولاد الناس ياغبى، أنت ابن أميبا وبإذن الله سأرسلك لتتعلم على يد أميبا مشهورة لتصير أميبا اشهر من ابوك وتكسب وتركب أحدث السيارات وتسكن القصور وتنكح وتنجب انشاءالله أميبات صغار كثيرون، وهذا هو جهادنا ياحمار".
كلام الأميبا الثانية لا يحتاج لإستنتاج فقد تحدث صراحة بغير مواربة عندما "زنقه" أحد المتصلين بالفضائية وسأله عن عدم ذهابه بنفسه للجهاد فى العراق طالما أنه يفتى بأن الجهاد هناك فرض عين، أى عبء على كل مسلم ملتزم، فرد عليه تلك الأميبا بمنتهى الصراحة " ياسلام على دمك ياأخى عاوزنى أروح عشان الأمريكان يقتلوا أئمة الأمة؟!" لا ياشيخ… بالله عليك لا تذهب وفداك رجال الأمة وشبابها وشيوخها، بل ونسائها ورضعانها، أما أنت فكفاك أن تفتى لهم بالذهاب للإستشهاد من فضائيتك، كفاك أن تكنز الأموال التى تصرفها على تعليم أولادك وبناتك فى بلاد الكفر بريطانيا وأمريكا والجامعة الأمريكية بمصر، غير طبعا ما هو ببنك التقوى والبنوك الإسلامية من أرصدة لهفتها من شركات توظيف الأموال التى كنت مستشارا شرعيا لها، هذا جهاد أين منه جهاد النفس والإستشهاد الذى لا نشك أنك تتمناه وستناله حتما عندما تصل الى الخامسة والتسعين على الأقل وتستشهد على سريرك الوثير ويتعمل لك جنازة فخيمة أين منها جنازة الصحابة والأبرار.
أميبا يادوبك بتبتدى الطريق اسمه مسبوق بحرف الدال نشر أول كتبه على الأنترنت ببلاش لعموم الفائدة، قام سيادته أول ماقام بأسلمة إسم الأنترنت فسماها " الشبنكوتية" أى الشبكة العنكوبتية على حد ما شرح، لا بأس، لعله يقتفى أثر من عرب أسم " الساندويتش" الى "شاطر ومشطور وبينهما طازج". المهم موضوع كتابه الذى نشره –فقط- على الأنترنت واضح من عنوانه الذى هو "خواطر فى وجوب مقاطعة بضائع الأعداء"! لا تضحك عزيزى القارىء بل إبك، أنا أكاد أن أبكى دما على جهل مثقفى أمتى، لكن من قال أن هؤلاء مثقفون؟ هم كما قلت لك " أميبا"، أميبا لا تعرف أن الأنترنت هى من بضائع الأعداء. الغريب أن الذى قام بتقديم ذلك الكتاب هو أيضا يسبق اسمه حرف الدال الذى يبدو أنه صار مسخرة باعتبار أن هؤلاء يحملونه، وفى تقديمه يولول ويصرخ واسوأتاه… لأن المسكين لم يذهب للجهاد والإستشهاد لا فى فلسطين ولا فى العراق ولا فى غيرهما، لم يقل لنا ذلك الأميبا الأخير ما الذى يقعده عن ما يتمناه، وإن كان قد شاخ فما الذى يقعده عن تشجيع أحد أولاده على الذهاب! عموما نحن نعرف السبب بدون أن يقوله، السبب انه مجرد أميبا يعتاش على إفساد عقول الآخرين.
أميبا آخر لكن هذه المرة بدون عمة، هو أميبا ترتدى الملابس الأفرنجية يأتى لك بسورة من الذكر الحكيم أى سورة… ثم يقص ويلصق معلومات عن تاريخ النزول وسببه وعدد الكلمات والآيات…ثم ينتقى كلمة أو عبارة ولتكن البحار أو الفضاء أو الثرى أو الأرض أو الماء او السحاب أى عبارة أو أى كلمة… … ويلف ويحور ويدور فيها يحاول اقناعنا بأن لها معنى ما مستتر، وأن ذلك المعنى يؤدى لنظرية عن النيترون أو الألكترون أو حتى الفمتوثانية، وهذه النظرية هى بالصدفة قال بها أحد العلماء من بلاد الكفر فى العصر الحديث، ولكن احنا طبعا عرفين الفولة من ألف واربعمائة عام لكن مدكنين عليها… وافتح ياسمسم صفحات فى جريدة كانت عريقة لأميبا تفسد العقل وتعتاش على جهد غيرها وتسخر من أى جهد علمى حقيقى، مسكين ياأحمد يازويل حسبتها غلط باين عليك كان كفاك تبقى أميبا وتكسب وتشتهر وتكتب فى الأهرام وتطلع فى الجزيرة.
نجاح هؤلاء الأميبا يدعونا الى إعادة النظر فى هل فعلا فى النهاية لا يصح إلا الصحيح؟؟؟

عادل حزين
نيويورك