يعلم الله عز وجل إنني انطلق من نقدي للاوضاع السياسية.. بدافع الحرص على مصالح العراق العليا فقط، كنت طوال عمري مستقلاً سياسياً تبلورة لديّ رؤية فكرية سياسية معرفية متقدمة تخطت الوعي السائد الغوغائي الايديولوجي الطائفي العرقي، فأنا صاحب رؤية متجردة تصفع الوعي السياسي المتهافت الانشائي بقوة إطروحاتها الراديكالية الجذرية، التي تسعى الى تأسيس فكر نقدي اجتماعي سياسي في الثقافة العراقية.. وعليّ أن أتوقع كل شيء من إصحاب العقول التي تعفنت في مستنقعات المسبقات والشعارات المدمرة، وبالتالي سأجد نفسي أسمع كل يوم نباح مسعور من هذه الكلاب التي سيكون ردي عليها توجيه المزيد من الصفعات الى وعيها المتحجر المنحط.


وإذا ما ركزت كثيراً على نقد الحياة السياسية للطائفة الشيعية، فأن هذا يعود الى إنني مسلم شيعي متدين، عايشت عن قرب أثناء إقامتي في سوريا وعملي في صحافة المعارضة العراقية، الاحزاب الشيعية والمؤسسة الدينية، وعرفت دهاليز وخفايا هذه الجماعات ومدى خطورتها على العراق والاسلام.


لعل من أخطر الظواهر السياسية في العراق الان هي ظاهرة القائمة الشيعية التي تشكل تهديداً حقيقياً للحريات العامة، والديمقراطية، وإستقلال الارادة السياسية الشيعية، وعلى مستقبل العراق عموماً... لدرجة تجعلنا نطلق صيحات التحذير المخلصة لابناء شعبنا، وإليكم الدليل:


إدعاء أفراد القائمة الشيعية الايمان بالديمقراطية هو كذبة فاقعة مفضوحة، وكذلك كافة الاحزاب العراقية تكذب جميعها عندما تعلن ايمانها بالديمقراطية، ففي مايتعلق بالقائمة الشيعية.. هي أصلا لاتعرف الحياة الديمقراطية داخل تنظيماتها، ومنهاجها الفكري يرتكز على أن مصدر التشريع الوحيد هو الشريعة الاسلامية وهذا يمثل وجة نظر الاسلام السياسي الذي هو عبارة عن اجتهاد بشري خاطيء ليس له علاقة بالاسلام الحقيقي، بينما جوهر الديمقراطية يقضي ان يكون مصدر التشريع للقوانين هو الشعب،والايمان بالتعددية والتداول السلمي للسلطة واحترام الحريات العامة... فالاحزاب في هذه القائمة أما انها تخلت عن هويتها الاسلامية وأصبحت مؤسسات علمانية وهذا لم يحدث لغاية اللحظة الراهنة، وإما إنها تمارس الخديعة والكذب من أجل استعمال العملية الديمقراطية كجسر للاستيلاء على السلطة، وبخصوص الاسماء الاخرى غير الاسلامية في القائمة فأنها عبارة عن عناصر إنتهازية تبحث عن المناصب والمال وبعضها تم شراؤها بالمال لتلميع وجه القائمة.


وأما المشروع السياسي للقائمة الشيعية فهو خطر كارثي يهدد الوحدة الوطنية، إذ أنه مشروع طائفي مقيت بالضد من مفهوم المواطنة والمساواة بين ابناء البلد جميعا بعيداً عن العرقية والطائفية، وهو مشروع بعيد عن روح العصر وتطور الحياة والمتغييرات التي حصلت بعد هزيمة الايديلوجيات: النازية والقومية والشيوعية والاسلام السياسي في افغانستان والسودان وايران.


الارادة السياسية لهذه القائمة غير مستقلة فهي يهيمن عليها اللوبي الايراني ويتم توجيه خطواتها من قبل جهاز المخابرات الايرانية، فالمرجعية والاحزاب الشيعية مرتهنة قراراتها للارادة الايرانية وبالضد من مصالح العراق، وأكثر اسماء القائمة تنحدر من إصول ايرانية.


تفتقر الاحزاب المتواجدة في القائمة للتاريخ الوطني النظيف.. فقد سبق لهذه الاحزاب حمل السلاح ومقاتلة وطنها العراق الى جانب الجيش الايراني، ومارست عمليات أجرامية ضد الجنود العراقيين الاسرى في ايران تمثلت في عمليات تعذيب بشع واعدامات جماعية ضد أولئك الاسرى العزل، وهذه الاحزاب مثل المجلس الاعلى وفيلق بدر مازال نظامها الداخلي مثبت فيه: أن المرشد السياسي والفقهي لها هو علي الخامنئي، ومعنى هذا ان على الجميع الانصياع لاوامره حتى لوكانت ضد الشعب العراقي، وكافة الاحزاب في القائمة تستلم تمويلاً مالياً من ايران، وكانت هذه الاحزاب أحد أسباب حصول جريمة المقابر الجماعية بسبب رعونتها ورفعها للشعارات الطائفية ولصق صور رجال الدين الايرانيين في المدن العراقية أثناء إندلاع الانتفاضة الشعبية مما أدخل الرعب لدى الدول الاقليمية والغربية ومكن نظام صدام من الحصول على الضوء الاخضر لسحق الجماهير المنتفضة.

معظم الاسماء الموجودة في القائمة تفتقر الى النزاهة وأكثرها عرف عنه المتاجرة بدماء العراقيين واللصوصية والسرقات.


أن القائمة الشيعية- وليس المجتمع الشيعي الذي قدم الكثير من التضحيات ويستحق كل خير - هي قائمة الفتنة الطائفية الشيطانية، وانعدام النزاهة والايمان بمبدأ الديمقراطية، وغياب اسقلال الارادة السياسية، والانتماء الوطني الحقيقي للعراق.. لذا فأن التصويت لهذه القائمة حرام شرعا ويعتبر خيانة وطنية للعراق.

[email protected]