قال الشعلان:
(... إن محاولة جرت لاغتياله في مكتبه قبل أكثر من أسبوع، "وضعت تفاصيل تنفيذها في سورية جماعة عراقية مقيمة فيها يقودها المسؤول البعثي الهارب محمد يونس الأحمد وشارك فيها أيضاً سبعاوي ابراهيم" الأخ غير الشقيق للرئيس المخلوع صدام حسين.

وقال انه تم تدريب 50 امرأة "ينتمين إلى مناطق مختلفة من العراق وأخضعن لدورات تأهيلية في سورية باشراف عناصر ارهابية عراقية مقيمة هناك وتولى رجال دين إيرانيون الاشراف على هذه الدورات ووزعن على وزارات ومؤسسات الدولة العراقية المختلفة، وكانت حصة وزارة الدفاع من نصيب المرأة التي حاولت اغتيالي "ولكنه تحفظ عن ذكر اسمها لـ"دواع أمنية".

وزاد ان المرأة المذكورة "تبلغ الأربعين واستطاعت الدخول إلى مكتبه لمقابلته، زاعمة أنها تريد نقل معلومات أمنية مهمة إليه. وخلال جلوسها وحديثها معه بحضور بعض المسؤولين في الوزارة، فاجأت الجميع باخراجها مسدساً كانت تحمله ووجهت فوهته نحوه من على بعد متر، إلا أنها بعد لحظة انهارت وأخذت تبكي". وزاد ان المرأة "سرعان ما كشفت تفاصيل مهمتها مع النساء الأخريات اللواتي يجري التحري عنهن، وكشفنا ان المسدس الذي كانت تحمله كان مجهزاً بطلقات سامة. واتصلت بالدكتور أياد علاوي (رئيس الوزراء) في وقتها لاخباره بالحادث فطلب ارسالها إليه فوراً لمقابلتها وفعلاً التقى بها ساعتين ووقف على تفاصيل المحاولة". – إنتهى كلام الشعلان وزير الدفاع العراقي -

سادتي الأفاضل.. أيها القراء الكرام.. أيها المستمعون الكرام.. يا رجال الصحافة والكلمة والحرف.. يا مذيعي الأخبار في الفضائيات العربية.. يا بائعي الصحف.. ويا قارئي البيانات في الحكومة والوزارات.. أيها الجنود الأمريكيون والبريطانيون.. أيها الجنود اليابانيون.. أيها الجنود الكوريون.. يا أعضاء الكونغرس الأمريكي ويا وزارة الخارجية البريطانية. يا ناس.. يا عراقيين..
يمر العراق اليوم بأصعب مرحلة من تأريخه، وتعبث فيه قوى من جميع الأطراف. والموت حالة يومية جماعية وفردية، في الشوارع وفي الساحات. سيارات مفخخة وأنتحاريون قادمون من دول الجوار وفدائيو صدام ورجال الأمن والإستخبارات السابقون وقيادات حزب البعث الذي خسر السلطة والإمتيازات، كلهم يريدون الإنتقام من الذين أفقدوهم السلطة والإمتيازات والإنتقام من المتعاونين مع الإحتلال وفي المقدمة منهم أعضاء مجلس الحكم وأعضاء الحكومة المؤقتة. الحراسات تحيط بمركز الحكومة والحواجز الكونكريتية المسلحة وأجهزة الرصد والكاميرات.. مقرات الأحزاب تنفجر.. أنابيب النفط تنفجر.. المدرعات الأمريكية تنفجر.. محطات الكهرباء تنفجر، حتى أن الحكومة ووزراءها لا يستطيعون الخروج إلى الشوارع وهم يحكمون البلد من مقر القوات الأمريكية المحاطة بأكثر الحراسات شراسة. ويشغل الشعلان أخطر منصب في الحكومة وهو منصب وزير الدفاع الذي مفروض فيه أن يحمي البلد من العابثين بأمنه، تطلب منه إمرأة أن تقابله لتدلي له بمعلومات خطيرة، يرتب معها الموعد وبحضور مسؤولي الوزارة لكي يستمعوا إلى المعلومات وتأتي المرأة فتصل إلى المنطقة الخضراء المحاطة بالحراسات والكاميرات والآليات العسكرية المدرعة وجنود قوات الإحتلال، ثم تدخل البناية وتمر بالإستعلامات والسكرتارية وتدخل إلى مقر السيد وزير (الدفاع) دون أن تخضع للتفتيش ولا حتى أن تفتح حقيبتها ولا تمر بجهاز كشف المعادن المستعمل في المطارات ثم تجلس مقابل السيد وزير (الدفاع) وتخرج مسدسها دون أن يمسك بها مرافق ولكنها لم تتمكن من إطلاق النار (رعاية ربانية) ثم تنهار وتبكي وتعترف بالأسرار! فيتصل الوزير برئيس وزرائه وينبئه بالخبر فيستدعيها رئيس الوزراء هو الآخر!
أي وزير دفاع هذا رجاء، خبروني أنا العبد الفقير لله القابع في بانكوك وحيث أخجل أن أروي الحادثة للرسامة التي إستضافتني بعد الزلزال الذي حل بتايلاند وجرف بيتي. لقد شاهدتني الرسامة وأنا أضحك وحدي وظنت بي جنونا وأنا أقرأ الخبر في صفحة وكالة الأخبار العراقية على الإنترنت.
خبرني أيها السيد رئيس الوزراء الذي أستدعيت السيدة القاتلة بعد المحاولة الفاشلة.. خبرني أنت أيضا أن كنت قد أخذت المسدس منها قبل أن تلتقيك وتدلي لك بالمعلومات.. وأرجو أن تخبرني بمكالمة هاتفية أو برسالة على الإنترنت فيما إذا كنت عقدت إجتماعا لمجلس الوزراء وسألت وزير دفاعك عن سر عدم تفتيشها والدخول إلى المنطقة المحرمة والإقتراب منها. ألم يفتشها جندي أو حارس أمريكي فيما إذا كانت هي مفخخة بالمتفجرات؟ ألم يدخلها أحد في غرفة التفتيش والسؤال والجواب والبحث عن الهوية؟ هكذا بكل سهولة إتصلت إمرأة بوزير الدفاع وبهذا الظرف الخطير والمتفجر، وحددت معه موعدا للقاء للإدلاء بمعلومات خطيرة وقال لها (تفضلي أهلا وسهلا بالمواطنة)، خبرني أيها السيد رئيس الوزراء فيما إذا كان قد إتصل معك السيد بوش أو إذا كان السيد رامسفيلد الذي سيستقيل قريبا من منصبه، إن كان أحد من هؤلاء قد هاتفك متسائلا عن كيفية دخول المرأة مقر وزارة الدفاع وغرفة وزير الدفاع دون أن يفتشها أحد أو يفتح حقيبتها أحد! خبرني فيما إذا كان قد سألك واحد من وزارة الدفاع البريطانية، أي وزير دفاع هذا لا يعرف أوليات الشؤون الأمنية المتعلقة بحياته وحياة مسؤولي الوزارة معه ليستمعوا أو ليموتوا معه عند الضرورة، والبلد يمر في حالة من الفوضى والعمليات العسكرية والإنتحارية كل يوم في كل شارع وحي وزقاق!؟ كيف يمكن الدفاع عن الوطن والحدود وهو لا يتمكن من الدفاع عن نفسه ومكتبه.. ألم تسألك كونديزا رايس مثلا هل أن وزارة دفاعكم والمنطقة الخضراء هي (خان جغان؟) وتقولها لك بلهجة أمريكية صافية (KANCHKAN)؟! ثم لماذا يشرف على تدريبها وعلى تدريب نساء آخريات رجال دين من إيران؟ ألم يكن من الأجدى القول وقد أشرف على تدريبها رجال من المخابرات الإيرانية، لكي تبدو القصة معقولة بعض الشيء؟!
والله أني لا أعرف الحكومة.. سامحوني.. أنا أعرف الحكومة غير هذه، سواء بصدد التصريحات أو بصدد التصرف أو بصدد الإنسجام مع الذات والدولة ونمط تفكيرها وهدفها. هذا الذي يحصل في بلادي مثل مسرحية كوميدية لفرقة من المهرجين المسرحيين بالمعنى السلبي لكلمة التهريج.. شخص يصعد المسرح ويؤدي دوره على طريقة الإرتجال لمسرحية ليس فيها حوار وتفتقر إلى البنية الدرامية، ممثلون لم نتعرف عليهم من قبل ولم نتعرف على المخرج بالإسم مع أننا نعرف الجهة المنتجة للمسرحية.
سامحكم الله أو لا سامحكم فأنتم والله تقودون البلد نحو الخراب الأكيد!

كاتب عراقي مقيم في بانكوك