ليس من الانصاف... أن نعلن ونفرزن من هو مع الارهاب ومن يقف ضــده... قبل أن نحدد معنى الارهاب وما يقصد به... ولمصلحة من تصدر التعاريف من جهات متعددة متناقضة في الفهم والتفسير... والتطبيق... أيضا.

بدأ ببدأ وبأعتبار أن منظمة محامون بلا حدود من أولى مسؤولياتها نشر الوعي القانوني لمفاهيم وتعاريف طرحت بالآونة الاخيرة وبشكل واسع... ويريد البعض فرضها على الآخرين لا بالاقناع والتحاور بل بالعقوبات الاقتصادية والمقاطعة السياسية قد يصلوا درجة الاحتلال بحجة سياسة الضرب الاستباقي كي لا تصدق تلك الدولة أرهابا مفترض وهذا التفسير لا يخدم الا من أفتى به وأراد فرضه من زاوية مصلحته الخاصة...

ماذا يقول القانون المدني العراقي في الارهــــاب

أن الارهاب جاء في القانون المدني العراقي تحت جملة الاكراه ، وتعريف الاكراه هو ما يصل اليه الفرد من قرارات أو أعمال أو تصرفات عن طريق القوة والارهاب وحد السيف. في هذا القانون الذي صدر سنة 1951 والذي كتبه وصاغه من أعظم أساطين القانونيين العراقيين والعرب وعلى رأسهم عبد الرزاق باشا السنهوري ومعالي حسين جميل والقاضي البارز حسين محي الدين وغيرهم وقد جمع هذا القانون في مراجعه الكثيرة منها أساسا ( الشريعة الاسلامية ).

القوانين العثمانية... والتشريع الانكلو فرنسي كمصادر له. نجد في مواد هذا القانون وتحت باب شوائب الالتزامات العقدية وما يضعف هذه العقود هو حصول أكراه على أرادة أحد أطراف المعاملة القانونية.

قسم هذا القانون ( الارهاب ) الى نوعين:-

1_
الاكراه ومصدره الارهاب المادي الملجىء

2_
الاكراه المعنوي غير الملجىء

ويكون الاكراه المعنوي هو أنتزاع الاعتراف أو أجبار شخص على عمل شيء يرفضه لو كان في غير حالة الاكراه.

وليس هناك مورس عليه قوة بأرهابه وبالتالي أكراهه على ذلك سهل عليه المقاومة. من ذلك نستطيع أن نصل الى تعريف واقعي قانوني مقبول بالقوانين الوضعية والمحلية ولا يتعارض مع مفاهيم وخطوط القوانين الدولية.

أذا.... الارهاب هو أنتزاع موافقة الشخص بأكراه مادي أو معنوي لاجل قيام أو الامتناع عن قيام عن عمل معين لا ترضاه الدولة صاحبة المصلحة. هكذا جاءت القوى المتسلطة بتعريفها للارهاب وركزت على جعل كل عمل أو أمتناع عن عمل يناقض المصلحة العليا للولايات المتحدة الامريكية ، أو يقاطع خطوط رغباتها الاستراتيجية أو الاقتصادية أو التوسعية أو التسويقية وغيرها من المصالح والاغراض يعتبر أرهابا ، ولابد لامريكا أن تسير وبخفاء رغباتها الداخلية وتصويرها مغلفة بشكل يروق لها لاضهارها بمضهر الداعي للديمقراطية والحرية وتمكين الشعوب من ممارسة عيشها ووجودها في ظل دستور يحمي الجميع ومجتمع مدني يحقق أحلام المواطنين بأختصار شـــديد....

أن العراقيين وأنا منهم لا نفهم ولا نعترف بهذا التعريف الامريكي المطروح وقلنا وكتبنا... وسوف نستمر بالقول والكتابة أن كلمة الارهاب يجب أن تصدر من جهة لا تملك مصلحة في تعطير تعريف الارهاب لانه يخدم مصالح تلك الدول التي طرحت مفهومها للارهـــاب.

نحن معهم أن الارهاب هو أكراه فرد أو شعب على تلبية مصالح شخص أو دولة في يده حق القوة وسيف الارهاب ويريد فرضها...!!

العراقيون وهم أكثر الشعوب العربية وعيا...يتابعون حركات التحرير العربية والعالمية...

العراقيون عاصروا 35 سنة من الارهاب وأساليب القمع كما تعايشوا مع ثورات وانتفاضات لشعوب الغير مثل ثورة عبد الكريم الخطابي... وأبطال ثورة الجزائر التحررية... والثورة العربية على العثمانيين.. وثورة العشرين.. ومعارك الفرات التاريخية.. وأبطال الديوانية وعشائرها.. كما تتبعوا نضال جيفارا وأبطال المقاومة الارلندية وشجاعة ديكول في قمع النازيين ولن يأتي أي تخريج في بالهم أن هؤلاء جميعا يمثلون أرهابا كما جاء بالتعريف الامريكي لمفهوم الارهاب الذي يناقض مثل هذه التصرفات لرئيس الولايات المتحدة الامريكية جيفرسن يوم قاد البلاد وخاض حربا دموية ضد الاحتلال.

مع كل هذه المعطيات القانونية والتاريخية نجد أنفسنا أن نقول للامريكان أنكم على خطأ شديد بتعريف الارهاب... فأذا أقتنعوا معنا من أن الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال والعراقيين في رفضهم للوجود العسكري الامريكي والمتحالفين معه وكذالك الفيتناميين والكوبيين... وشعوب العالم أجمع المطالبة بزوال الاحتلال والعيش بحرية وأمان هم ليسوا شعوبا أرهابية... في هذه الحالة نحن نكون معهم...

نعم نحن نشجب الاعمال التي تدخل فيها التفجيرات بالسيارات المفخخة
وقتل الناس المنظم من قبل عصابات أجرامية ونحن ضد الخطف وكل عمل يسرق روحا أو أرواح ناس أبرياء لا يمكن جعلها أهدافا عسكرية نقول لهم ومكررين القول بأن هذه الاعمال مرفوضة وغير مقبولة من قبلنا بالاضافة الى أنها أعمال غير أنسانية وهي أعمال أرهابية علينا جميعا الاصطفاف لمقاومتها بكل الاسلحة المتاحة حتى أن لم نستطع فبأظافيرنا وبأسناننا وعلينا أن نطلب من كل عراقي يغار على وطنه أن يقف بقوة وصرامة ضد الارهاب أو أي عمل وتحت أي شعار يهدف الى أزهاق روح لعراقي بريء أو غير عراقي بل وحتى أجنبي ويجب أعتبار الاوربيين المدنيين هم أمانة في أعناق العراقيين.

آلمني كثيرا أختطاف الدكتورة ماركريت حسن وقتلها على يد الخاطفين... مثل هذه التصرفات لا تتلائم وأخلاقنا وعروبتنا وديننا.. ومرفوضة من كل دين ومذهب.

أن الخلط بين المقاومة الوطنية وأعمال أخرى دنيئة مثل ما تقاسيه شرائح العراقيين في الوقت الحاضر هي بالضبط كمن يخلط السم بالدسم.... أو المر بالحلو....

في رأيي الدسم والحلو هو المقاومة للاحتلال وبكل الطرق المتاحة... أما السم فهو تغليف أعمال القتل والخطف بالشعارات المقاومة الوطنية....

متى يستيقظ ضمير هؤلاء المرضى... ومتى يقف الطيبون الغيورون على الوطن والامة ضد الاشرار المتسللين من الحدود الذين يؤذون المقاومة ويجعلوها نوعا من الارهاب الذي يرفضه العالم فلا نجد من يناصرنـــــا.

بقلم المحامي خالد عيسى طه

رئيس منظمة محامين بلا حدود

ونائب رئيس جمعية المحامين البريطانية/العراقية

E mail
[email protected]