وكل ما أخشاه أن لا تقع عيناه على رسالتي
فالرؤساء لا يقرأ ون

سيدي الرئيس
لم أكن واحدا ممن صوتوا لاختيارك رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية وكذا لم أدعو من اعرفهم لفعل ذلك بل على العكس كنت راغبا جدا بان لا تحصل على نسبة عالية حتى نضاهي العالم بديمقراطية حقة وحتى يكون لنا رئيس بمقاس ديمقراطي يعرف جيدا حجم معارضيه وما عليه أن يفعل في سبيل زيادة مؤيديه وان يناطح السماء بأفعاله لا بأقواله وهو يدرك أن خلفه شعب يعي ما يجري ولا يدلي بصوته عبثا ولا يبيع ضميره وقضيته لأحد، ومع هذا سيدي الرئيس فانا اليوم احد مواطنيك ولي عليك حقين لا حق واحد الأول إنني مواطن فلسطيني مثل كل المواطنين والثاني أنني لم أصوت لصالحك ولذا فان عليك استمالتي للتصويت لك أو لنهجك وهذا ما أحبذه في المرة القادمة بمعنى أنني لا ارغب برئيس لبلادي أكثر من دورتين أيا كان ومهما كانت زعامته لا يشق لها غبار حتى لو حررت كل فلسطين بضربة كف واحدة فلن احتمل حكمك أكثر من ثماني سنوات تعود فيها لتكون أول رئيس عربي سابق نعتز بوجوده أكثر من اعتزازنا بالرئيس الذي سيخلف سيادتكم بالانتخاب الحر المباشر الذي كانت انتخاباتنا نموذجا رائعا له ومهما قال من قال أو من سيقول فلقد كانت انتخابات نزيهة وديمقراطية وشفافة وعظيمة سجلت للعالم عامة والعرب خاصة نموذجا اعتقد انه أزعج الكثيرين أكثر مما أسعدهم فلقد تمنوا اقتتالا وفوضى وتزوير أفشله شعبنا بروعة اعتقد أننا نحسد أنفسنا عليها والأمل أن يستمر هذا النهج بكل النجاح وعلى كل الأصعدة.
سيدي الرئيس
أنا واحد من أولئك الناس الذين حلموا كل عمرهم بان الكرامة مفتاح الحرية وان الوطن الذي لا يصون كرامة مواطنيه وحرياتهم لن يجد ترابه وحجارته طريقا للحرية دون الناس ولذا فإنني لا أريد من سيادتكم أن تحرروا فلسطين بلغة خطابية لا تغني ولا تسمن من جوع بل أن تحضروا لحرية ترابنا الوطني واستقلاله التام وتحقق الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا بسعيكم لان تحررونا نحن فوالله لن يحرر مستعبدون أرضا أيا كانت قداستها وعظمتها، لكن تحريرنا واستعادة كرامتنا ومأسسة سلطتنا ومنظمتنا سوف تؤهلنا نحن أن نحرر الأرض بعد ذلك، وسيكون الفضل قطعا لمن أسس لذلك وفي سبيل ذلك فان التسريع بإعادة بناء مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية على قاعدة نظام انتخابي عصري وديمقراطي يمثل مصالح الناس قاطبة ومثل ذلك على مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية حيث أمكن سوف يكون المقدمة الحقيقية لشعب من الأحرار والأسياد لن يكون بوسعهم تحمل الاحتلال وجيشه فوق أرضهم وعلى عتبات غرف نومهم وفوق صفحات دفاتر أطفالهم، إن ذلك سوف يؤسس لوطن لنا نحن أسياده والمسئولين عن حريته واستقلاله، أطلقوا الحريات وأغلقوا بوابات الولائات والاستزلام، أعطوا للقضاء مطلق الاستقلالية فالبلد التي لا تعطي القضاء استقلاليته وسلطته المطلقة ونزاهته وتمنع التدخلات به من أية جهة كانت ودققوا في اختيار القضاة ووكلاء النيابة وإجراءات المحاكم وتنفيذها واحترامها المطلق من قبل السلطة التنفيذية وحق القضاء باستدعاء الجميع بغض النظر عن المنصب أو الصفة فلا احد مستثنى من المسائلة سوى نواب الشعب وفق قانون خاص يجيز رفع الحصانة عنهم عند الضرورة والحاجة، وأعطوا للهيئات التشريعية حق الرقابة والمحاسبة والتشريع وفعلوا لجان وهيئات المجلس التشريعي وحضروا جيدا لانتخابات جديدة للمجلس وليكن أعضاء المجلس التشريعي المنتخبين هم ممثلي الداخل في المجلس الوطني الفلسطيني تحضيرا لعقد الانتخابات لهذا المجلس حيثما أمكن ذلك، وأغلقوا بوابات الكذب والنفاق، أسسوا لصحافة حرة نزيهة ذات طابع نقدي هادف للبناء والتطوير ولتكن الصحافة أداة الرقابة لتقديم الحقائق لا أداة التعمية وإغلاق الأعين وتصوير الأمور على غير حقيقتها، لا تصدق من يغني لك أمامك فهو يغمض عينيك عن حقيقة من ينهشوا بك هناك في الظلام، فدع القول حرا يصلك وتسمعه خير من أن يبقى بعيدا عنك ينمو في الظلام ليصبح حقدا اسودا لا نقدا ابيضا بناء ومفيدا وانتم ولا شك تعلمون أن أنواع الغضب التي تنمو لسبب عادي ولا تجد طريقها للنور تكون مرتعا خصبا للحقد الأسود الداعي للهدم والخراب.
سيدي الرئيس
يدور حوار غريب وعجيب على ساحتنا حول وقف عسكرة الانتفاضة دون أن يحاول احد ما قراءة الشعار بشكل نقدي وجدي فأية عسكرة نريد لها أن تتوقف وأي سلاح يجب أن يختفي، وهل العسكرة ضد جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه، آم العسكرة هي التي تجوب شوارعنا بلا معنى ولا تعرف ابدأ طريق الاحتلال وجيشه، وهل توقفت كل أشكال الكفاح والمقاومة ولماذا لا نعيد جميعا فحص عتادنا وأدواتنا على قاعدة المردود والنتائج ولا نسعى جميعا للتوصل لاستراتيجية عمل كفاحي موحد ومشترك يكفل تحقيق الإنجازات على الغرض بعيدا عن المزاودة وإذا كان هناك من يعتقد أن الكفاح وأشكاله هو الذي يقررها فلماذا لا نخضع برامجنا لإرادة الناس بعيدا عن استطلاعات الرأي الموجهة والتي لا تغني عن جوع ففلسطين ليست حكرا على احد وليست ملكا لأحد دون غيره ليقرر ما يشاء بشان مصير وطن كامل وشعب بأسره وما ذهبتم إليه من إعلان التزامكم باللجوء إلى الاستفتاء الشعبي أمام أية محطة مفصلية تخص القضية الوطنية والحلول المستقبلية يمثل احتراما حقيقيا لإرادة الشعب، ولذا فان المطلوب منكم كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية تنفيذ ما يتفق كل الفلسطينيين عليه على الإطلاق وهو تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية على الأرض وعلى قاعدة برنامج موحد لكل الشعب وقواه وليكن لجوءنا لاستفتاء شعبي حلا للتعارضات القائمة.
سيدي الرئيس
يجب تفعيل النمط المؤسسي للتوظيف ونموذج المسابقة وعلى قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن اسمه أو لونه السياسي أو منحدره العائلي، والأمر سهل يا سيدي فالمهنية هي أساس البناء ومن ناضل له حق على الوطن وليس الوطن حقه فبناء الوطن مهمة مختلفة عن مهمة الكفاح في سبيل تحريره وتلك مهمة لم تنتهي بعد، فنموذج التوظيف على الاسم أو على الواسطة ينبغي له أن يتوقف، فمن غير المعقول أن هناك اسر يشغل جميع أفرادها وظائف متقدمة واسر بكاملها لا يوجد بها موظف واحد حتى ولا فراش، فأي عدالة هذه هي التي ستدفع بالناس للنظر إليك كمخلص.
سيدي الرئيس
كان شعاركم خلال الحملة الانتخابية امن المواطن وصدقني إذا قلت لكم أن هذا هو الهم الحقيقي لشعبنا في الوطن ( وأما أعدائي فانا كفيل بهم ) فالمحتلون غرباء يدخلون علنا بدباباتهم أو خفية تحت ستار من التغليف والظلام باسم المستعربين، لكن العرب المتصهينين يقيمون بيننا وأحيانا فوقنا يمارسون قطع الطريق والسيطرة والسرقة لدرجة تصل حد العلنية أحيانا دون أن نتمكن من فعل شيء وإذا شككت فيما أقول فاتصل بالأجهزة الأمنية فلديها من هذا الخروب مخازن لا تعد ولا تحصى وسترى في ملفاتهم المغلقة العجب العجاب.
سيدي الرئيس
لقد كان للانتفاضتين المجيدتين اثر هما السلبي على مسيرة التربية والتعليم في بلادنا وتتحمل الفصائل وزر ذلك وحدها فوالله لو بحثت في صفوف مدارسنا لوجدت أن من يمثل تلك الفصائل في غالبيتهم وخصوصا فصائل منظمة التحرير هم أكثر الطلبة تخلفا من الجانب الأكاديمي ولذا فهم حريصون على عدم انتظام العملية التعليمية جيدا، والعديدين ساعدتهم أوضاع الانتفاضة على التسرب من مقاعد الدراسة دون مسائلة لهم أو لذويهم لذا من الواجب والضروري إعادة تفعيل أنظمة وقوانين التعليم الإلزامي بما في ذلك نظام العقوبات على أولياء الأمور، وهذا يمتد بنا إلى أهمية تخفيف أعباء التعليم الجامعي عن كاهل الأسر المحتاجة وإيجاد الدعم اللازم للجامعات وتشجيع الجامعات الخاصة مع تسهيل الدراسة بها فيما يخص المعدل وعدم الدفع بالقادرين من أبناءنا للخروج إلى خارج الوطن بل على العكس إيجاد السبل الكفيلة لاستقطاب ألطلبه الفلسطينيين من الخارج للعودة للدراسة في بلادهم.
الصحة وتوفير العلاج للمرضى وتطوير القطاع الصحي والتامين الصحي بحيث يصبح حقا لكل مواطن بدل نظام المنح والهبات الذي كان سائدا من قبل وتطوير المستشفيات الحكومية بأفضل الأجهزة والخبرات البشرية وتوفير العلاجات اللازمة في صيدليات التامين الصحي ومساواة الجميع أمام فرص العلاج في الخارج عند الحاجة الحقيقية وليس بسبب الواسطة وتسهيل التامين الصحي لذوي الشهداء والجرحى والمعتقلين والأسر الفقيرة ممن لا معيل لها على الإطلاق وجعل التامين الصحي الحكومي موازيا للتامين الصحي الخاص أو متقدما عليه وذلك ممكن في حال توفير ما يلزم لتطوير مستشفياتنا ومراكزنا الصحية وزيادة عدد الأسرة الضرورية وغرف العمليات وتوفير الكادر البشري لسائر التخصصات الحيوية في سائر المستشفيات الحكومية وإفساح الفرص في نفس الوقت للقطاع الخاص للتطور والاستثمار ومن الأهمية بمكان منع أولئك الذين يعملون في القطاع الحكومي من العمل في القطاع الخاص بنفس الوقت مع أهمية تلازم ذلك برفع مستوى دخولهم لتقترب من دخول زملائهم من القطاع الخاص فما يجري في المستشفيات الحكومية يقترب من الكارثة فالمريض ملزم بزيارة العيادة الخاصة لطبيب الحكومة حتى تتوفر له العناية في المؤسسة الحكومية بعد ذلك وهو إن لم يفعل بسبب الحاجة المادية وعدم قدرته على دفع كشفية العيادة الخاصة وجد أبواب الخدمات في المؤسسة الحكومية مغلقة في وجهه أو عليه الانتظار شهورا وشهور للحصول على الخدمة الطبية اللازمة.
هناك سفراء لفلسطين مضى على وجودهم في مناصبهم عقود وعقود واظنكم تعرفون أكثر من غيركم حقيقة الأمر فلقد وصل الأمر حد التندر بحالنا أن ليس لنا سفراء فهؤلاء ممثلين للدول التي يعيشون فيها لدينا وليس العكس، ثم هل أصبحت هذه السفارات إقطاعيات تركها لهم آبائهم وهل من أصول العمل الدبلوماسي أن يبقى سفير أو قنصل كل هذه الفترة في نفس الموقع ومن جانب آخر هل يعمل هؤلاء كسفراء لفلسطين أم كتجار لصالح شخوصهم لا أكثر ولا اقل.
البطالة بكل أشكالها المباشرة والمقنعة والتي تحتاج منكم فتح أبواب الاستثمار أمام رؤوس الأموال الفلسطينية والعربية والأجنبية الصديقة وتوفير الحماية لراس المال المستثمر ومنع أولئك المتطفلين من الوقوف حجر عثرة في وجه المستثمرين من خلال فرض الاتاوات والخاوات التي ساهمت في تهريب رؤوس الأموال بدل الترحيب بها وحمايتها وتقديم كل التسهيلات اللازمة لها وعلى كل الأصعدة، ويشمل ذلك الاهتمام بالزراعة والمزارع وإلزام البنوك العاملة في فلسطين بتقديم كشوفات عن حجم استثماراتها وتسهيلات الإقراض للاقتصاد الحيوي داخل الوطن مقابل حجم الإيداعات الوطنية بها فلا يجوز أن تكون حجوم الإيداعات للمواطنين الفلسطينيين تفوق بمرات ومرات حجوم الاستثمار داخل الأراضي الفلسطينية ولصالح المستثمر الفلسطيني، ومن الضروري إلزام الشركات بحجم عمالة وطنية معين ووضع حد أدنى للأجور مع إلزامهم بنظام للتقاعد أو صناديق الضمان وصولا إلى نظام وطني شامل بهذا الشأن.
سيدي الرئيس
فقط وطن يوفر لي الكرامة ولأسرتي الأمن والأمان هو الوطن الذي يستحق مني كل التضحية، وطن لي كما هو للجميع، وطن يملؤني بالحرية من داخلي هو الوطن الذي يقودني لانتزاع حرية ترابه لتكتمل الحرية للوطن ومواطنه، وطن ليس حكرا على احد ولا يعتبره البعض إقطاعية أهله ولا البقرة الحلوب له شخصيا ولحاشيته هذا هو الوطن الذي نموت دفاعا عنه وعن ترابه، أما وطنهم فدعهم يحرروه وحدهم يا سيدي، أما إن كان وطننا وإياهم وإياك فإننا نذود عنه بدمائنا حتى الحياة... حتى الحياة... حتى الحياة.