مع إقتراب موعد الإنتخابات العراقيه تتصاعد حمى الحملات الإنتخابيه بين القوائم المتنافسه والتي تحولت خلال الأيام الأخيره الى حروب حقيقيه في شوارع بغداد سقط فيها قتلى وجرحى كما حدث في مدينة الكاظميه حيث حصل تبادل إطلاق بين أتباع حسين الصدر ( القائمه العراقيه ـ أياد علاوي ) وأتباع بيان جبر ( قائمة الإتلاف العراقي الموحد ـ عبد العزيز الحكيم) قتل ُ فيه واحد وأصيب آخر، أما على الفضائيات فقد حلت ( لغة أولاد الشوارع ) محل المنافسه الشريفه التي ينبغي أن يتحلى بها السياسيون العراقيون الجدد حيث هاجم وزير الدفاع المؤقت حازم شعلان ( عراقيون ـ غازي الياور) بلغة غير مسبوقه أحمد الجلبي ( قائمة الإتلاف العراقي الموحد) إذ وصفه بالإنحطاط والإستهتار وعدم النزاهه.

ووسط ضجيج دعاة التأجيل ودوي الحروب الإنتخابيه يقف المواطن العراقي حائرا محاولا الإستدلال الى القائمه التي تستحق أن يمنحها صوته، وأعني بذلك المواطن المستقل الذي يقف بعيدا عن صراعات الأحزاب وتناحرها، وقد زاد من صعوبة الإستدلال هذه وجود عدد كبير من القوائم ( 111 قائمه) أختلط فيها الحابل بالنابل، القومي بالديني بالعلماني بالقبلي بالليبرالي بالماركسي بالأقليمي.......

من أنتخب؟؟؟؟؟؟؟؟

فإن إنتخبت ( القائمه العراقيه ـ أياد علاوي ) أخشى أن يسلط علاوي البعثيين على رقابنا، فإن الرجل لايعتبر حزب البعث مجرما بل ينظر أليه كضحيه لصدام حسين وقد عبر عن ذلك بصورة واضحه من قناة العربيه، كما يذكرني أسلوبه في الظهور والحديث بصدام كثيرا، وأخشى أن يعيد فينا سيرة صدام الأولى التي خدع فيها الكثير من العراقيين، وإذا كان صدام بدأ حياته كرئيس بمجزره لرفاق الدرب البعثيين، فإن علاوي هوالآخر أستبق عهده بتصفيه سياسيه لرفاق الدرب في الوفاق الوطني وأبقى الموالين المطيعين منهم الذين لايسألونه ( وين رايح منين جاي).

وكنت أفكر قبل وقت قليل بالتصويت لقائمة الإتلاف العراقي الموحد غير أني عدلت عن ذلك وأفكر الآن بالتصويت لقائمه صغيره فذلك أفضل من المقاطعه، فأنا ضد مقاطعة الإنتخابات وضد الدعوة الى تأجيلها وشكلت لجنه لدعم الإنتخابات من أجل تشجيع الناس على المشاركه فيها ومازلت أواصل الجهد بعقد الندوات وتقديم الإيضاحات لخدمة العمليه الإنتخابيه ولم أتحيز كما غيري لهذه القائمه أو تلك.

أما لماذا عدلت عن تأييد الإتلاف العراقي الموحد فأوجز ذلك بما يلي..
الزج بصورة السيد السستاني دام ظله في الصراعات السياسيه القذره بين الأحزاب والترويج لمقولة تأييد السيد لقائمة الإتلاف العراقي الموحد فقط دون غيرها الى الحد الذي طبعت فيه ملصقات أعلنيه تحمل صورة السيد في محاوله للتلويح للناخب العراقي الشيعي ( إنتخبوا السيد السيستاني)، وهذا أمر خطير فإذا ما وصلت هذه القائمه الى كراسي الحكم الدواره وأخطأوا أو أفسدوا كما يحصل للسياسيين دائما، فهل نقول عندها إن السيد أخطأ لنا الأختيار لاسامح الله.
ثم ماذنب قوائم آخرى فيها مرشحون عراقيون وشيعه شرفاء، ماذنب هؤلاء ليحرموا من بركات السيد، وإذا ماصدقنا الدكتور حسين الشهرستاني ( السيد لا يدعم المتضادات ) فإن هؤلاء لم يباركهم ولايدعمهم السيد، ولاأدري ماذا فعل المسكين حميد الكفائي ( حركة المجتمع الديمقراطي) أو المسكين ثائر الفيلي ( الأتحاد الأسلامي للكرد الفيليين) على سبيل المثال لا الحصر وهم عراقيون وشيعه طيبون ليلقوا غضب السيد دون بركاته!!!!
وإن محاولة التلويح للناخبين الشيعه من أن طريق الجنه يمر عبر قائمة الإتلاف العراقي الموحد دون غيرها لايخدم أحدا، لايخدم حتى مرشحي هذه القائمه، ولن ينفعهم، حين يحكمون ويخطئون، لوذهم خلف عباءة السيد، حبل الكذب قصير وسيكتشف الشيعه العراقيون إن طريق الجنه لا يمر عبر هذه القائمه أو تللك.
اللون الديني الطاغي على هذه القائمه والشعارات الدينيه التي تثير حفيظة أطراف عراقيه وعربيه ودوليه، وهوما يذكرنا بالإنتفاضه الشعبانبه التي وأدتها الشعارات الدينيه وصور السيد الخميني، ثم نأتي نولول ونتباكى، لماذا يهاجمنا الملك الأردني، ولماذا تنقلب علينا أمريكا!!!
وللحديث صله

كاتب وأعلامي عراقي مقيم في ألمانيا